في كثير من الأوقات قد يلزم لمريض السكري التعرض للتدخل الجراحي لعلاج بعض المشاكل الصحية الأخرى ولكن يجب علينا هنا أن نتوقف فالأمر لا يُعد سهل على الإطلاق حيث يمكن أن يسبب أمر ارتفاع مستويات السكر في الدم (الجلوكوز) العديد من المضاعفات أثناء إجراء التدخلات الجراحية أو بعدها. لذا فنحن هنا اليوم نتساءل هل يمكن إجراء عملية جراحية لمرضى السكري، وإذا كان الأمر كذلك، فما الذي يجب إعداده لهذه الجراحة؟ دعونا نكتشف هذا الأمر بمزيد من التفصيل من خلال سطور مقالنا التالية.
ما هي أسباب صعوبة إجراء التدخلات الجراحية لمرضى السكري؟
تتطلب التدخلات الجراحية الروتينية أو الطارئة لمرضى السكري الحصول على اهتماما خاصا ورعاية فائقة تستند إلى فهم متعمق للتحديات التي يواجهها هؤلاء المرضى. وفيما يلي سوف نقوم بذكر أهم أسباب صعوبة إجراء التدخلات الجراحية لمرضى السكري والتي تتمثل في الآتي:
-
تعقيدات السكري
يعتبر إدارة مرض السكري أمرا صعبا وليس بالهين إطلاقا، حيث يجب على المرضى الحفاظ على مستويات السكر في الدم مستقرة. ولكن عند الحديث عن التدخلات الجراحية، فيمكن أن تتأثر مستويات السكر في الدم بشكل حاد بسبب التوتر والصيام المطول والأدوية التي يتم تناولها، مما قد يؤدي هذا إلى حدوث الإصابة ببعض المضاعفات شديدة مثل تعقيدات السكتة الدماغية أو القلبية.
-
تأخر عملية الشفاء
يعتبر مرضى السكري هم أكثر الفئات عرضة لحالة تأخر عملية الشفاء بسبب زيادة نسبة السكر في الدم حيث قد يؤدي ذلك إلى حدوث زيادة في احتمالية حدوث التسرب الوعائي، والالتهابات المكانية بعد العمليات الجراحية.
-
مضاعفات القلب والأوعية الدموية
يعتبر مرض السكري عامل خطر كبير لتطور الأمراض القلبية والاحتشاء القلبي والأوعية الدموية المحيطة، ومع المرور بتجربة التدخلات الجراحية فمن الممكن أن تزيد مخاطر الاحتشاء القلبي عند مرضى السكري، مما يجعل هذا الأمر عملية الشفاء أكثر تعقيدا وصعوبة.
-
احتمالية الإصابة المرتفعة بالعدوى
يعتبر أمر التعرض للعدوى واحدة من أكثر المضاعفات شيوعا بين مرضى السكري بعد التدخلات الجراحية. فيجب العلم أن السكر المرتفع في الدم يسبب تقليل قدرة جهاز المناعة على مكافحة العدوى، مما يزيد هذا من احتمالية تكاثر الجراثيم وتطور العدوى في جميع أشكالها.
-
التداخلات الدوائية
مع خوض تجربة العمليات الجراحية لمرضى السكري فمن الممكن أن تتفاعل أدوية هذا المرض مع التخدير وتشكل مخاطر جمة على المريض، لذلك يجب عادة إيقاف أدوية السكري قبل أسبوع واحد على الأقل من إتخاذ قرار إجراء أي تدخل جراحي.
ما هي أهم الإعتبارات التي يجب الإهتمام بها عند اتخاذ قرار الجراحة لمريض السكري؟
توجد بعض من المعايير والخطوات الهامة التي يجب وضعها في عين الإعتبار عند القيام بإتخاذ خطوة التعرض لأي تدخل جراحي حيث تتمثل في النقاط التالية:
– يعتبر التحكم الجيد في مستوى السكر في الدم أحد العوامل الهامة التي يجب مراعاتها للعمل على تقليل المضاعفات المحتملة للتدخلات الجراحية حيث يجب على المرضى ضبط مستوى الجلوكوز في النطاق المناسب من خلال تناول الجرعة المناسبة للأدوية المضادة للسكري أو تعديل نظام التغذية لضمان تحقيق تحكم جيد في السكر الموجود بالدم.
– يجب تقييم حالة المريض العامة والصحية، بما في ذلك وظائف الأعضاء الحيوية مثل الكلى والكبد والقلب. فيجب العلم أنه من الممكن أن يؤثر السكري على وظائف هذه الأعضاء وبالتالي يجب تقدير إمكانية تحمل المريض للتدخلات الجراحية والعمل على تغطية احتياجات رعاية ما بعد هذه التدخلات.
– من الهام وضع المضاعفات المحتمل حدوثها للتدخلات الجراحية على المدى القصير والطويل في عين الإعتبار حيث يحدث هذا بناء على وضعية المريض وسيطرته على السكر في الدم. فالجدير بالذكر أنه من الممكن أن تزيد الجراحة من خطر تطور مشاكل الأوعية الدموية مثل تصلب الشرايين وانسداد الأوعية الدموية. لذا يجب مراعاة تقييم القلب والأوعية الدموية قبل التدخلات الجراحية. بالإضافة إلى إحتمالية تسببها في تدهور وضع السكر في الدم، مما يحتاج هذا الأمر إلى إدارة دقيقة للجلوكوز في الدم أثناء إجراء العمليات الجراحية.
– يجب أن يشتمل قرار التدخل الجراحي نقاش جاد مع المختصين بالعمل على التخطيط المتقدم لهذا الإجراء حيث يعمل هذا الأمر على تقليل المضاعفات المحتملة.
– البعد تماما عن التعرض للتدخين في جميع أشكاله سواء كان التدخين بشكل مباشر أو بأنماط سلبية نتيجة التعرض للمحيطين.
– العمل على ممارسة التمارين الرياضية بشكل دوري منتظم في حالة المقدرة الصحية وهذا للعمل على تحسين اللياقة البدنية والمساهمة في التحكم بنسبة الجلوكوز الموجودة في الدم.
– البعد تماما عن القلق ومساعدة العقل على الإسترخاء قدر الإمكان حيث أن الإجهاد يجعل نسبة السكر في الدم مرتفعة وبكل سهولة.
– الإهتمام بالتغذية الصحية الجيدة وتناول المقدار الموصوف من البروتين المتواجد في اللحوم الخالية من الدهون والأسماك والبيض والحليب حيث يعمل هذا العنصر على زيادة القدرة على التحمل أثناء العمليات الجراحية والمساعدة في عملية إلتئام الجروح.