مشاهدة التلفاز لفترات طويلة هي عبارة عن نشاط يقوم به العديد من الأشخاص في جميع أنحاء العالم حيث يعتبر وسيلة ترفيهية رئيسية إلى جانب فائدته في الحصول على الكثير من المعلومات. فالجدير بالذكر أن الأمر قد يصل إلى قضاء ساعات طويلة أمام الشاشة بدون التحرك كثيرا حيث يعد هذا الأمر سلبي بشكل كبير. فقد أظهرت العديد من الدراسات العلمية أن مشاهدة التلفاز لفترات طويلة يمكن أن تكون لها تأثيرات سلبية على الصحة العامة والعافية النفسية. لذلك سنتعرف في سطورنا التالية على أهم أضرار مشاهدة التلفاز لفترة طويلة على العقل والجسم والصحة بوجه عام وكيف نقوم بإتباع بعض الأنماط الإيجابية لمراعاة حل هذه المشكلة.
ما هي أضرار مشاهدة التلفاز لفترات طويلة؟
تتضمن الأضرار الصحية لمشاهدة التلفزيون لفترات طويلة العديد من الآثار السلبية على الصحة الجسدية والعقلية حيث تتمثل فيما يلي:
أولا: التأثير السلبي على الصحة البدنية
في العديد من الحالات، يؤدي الجلوس لفترات طويلة أمام التلفاز إلى نقص النشاط البدني والحركي بصورة كبيرة ومرضية. حيث أن هذا الأمر قد يتسبب بشكل مباشر في إصابة الجسم بالوزن الزائد المفرط والسمنة.
يترتب على أمر زيادة الوزن أيضا إرتفاع خطر الإصابة ببعض الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض الأوعية الدموية.
ثانيا: الضرر بالصحة العقلية والنفسية
يمكن أن يكون التلفاز أيضا مضرا للصحة العقلية والنفسية. وهذا بسبب كثرة التعرض للاخبار السلبية أو مشاهد العنف المتكررة أو أخبار الحروب والحوادث والكوارث الطبيعية، مما قد يؤدي ذلك إلى زيادة مستويات القلق والتوتر.
لم يقتصر الأمر هنا على القلق والتوتر فقط ولكنه قد يمتد أيضا إلى الإصابة بالاكتئاب والعزلة الاجتماعية حيث ترجع جميع هذه الظواهر والمشاكل إلى طبيعة التلفاز نفسه ومحتواه من أخبار وبرامج وأفلام ومسلسلات وإعلانات، ومن هنا يحدث الخلل والتأثيرات السلبية على الصحة العقلية.
ثالثا: ضعف النظر
قد يؤدي الجلوس لفترات طويلة أمام شاشات التلفاز إلى حدوث الإصابة بضعف وسوء النظر. فيجب علينا العلم أن التركيز المطول على الشاشة، والصور المتحركة، والألعاب الإلكترونية يمكن أن يسبب إجهاد العين وجفافها ورؤية الأشياء بطريقة غير واضحة. ومن هنا يصاب مدمن هذه الشاشات بضعف النظر الدائم الذي يتم التعامل معه فيما بعد من خلال بعض الإجراءات الطبية.
رابعا: آلام الرقبة والظهر
الجلوس لفترات أمام شاشة التلفازيعني البقاء في وضعية جلوس غير طبيعية لأوقات طويلة مما يؤدي هذا إلى توتر العضلات وتشنجها بالإضافة إلى حدوث ضغط على العمود الفقري وتحمل وزن الجسم بشكل غير طبيعي.
يجب العلم أن هذا الضغط الزائد يؤدي إلى تهيج العضلات وفقدان توازن الجسم، مما يتسبب في الإصابة بآلام الظهر إلى جانب أن الجلوس الطويل يقلل من التهوية الطبيعية للجسم وتدفق الدم بشكل طبيعي، مما يؤثر هذا الأمر سلبا على نشاط الأعصاب، والعضلات بشكل عام.
خامسا: الأرق وإضطرابات النوم
قد تؤدي مشاهدة التلفزيون لفترات طويلة إلى حدوث الإصابة بالأرق حيث يشعر العديد من الأفراد بالاسترخاء عند مشاهدة التلفاز، ولكن في الواقع يمكن أن يزيد هذا الأمر من نشاط العقل ويصعب على الشخص الاسترخاء والاستعداد للنوم فيما بعد.
بالإضافة إلى ذلك، فإن التلفاز يقوم بتعطيل إفراز هرمون الميلاتونين في الدماغ، وهو هرمون يساعد على النوم. مما يعني هذا أن مشاهدة التلفزيون قبل النوم يمكن أن تتسبب في صعوبة النوم وتقليل جودته.
من الهام معرفة أن ضعف جودة النوم لها تأثير سلبي على صحة الفرد وضعف مناعته ورفاهيته الشخصية. فالجدير بالذكر أن الأرق يسبب الشعور بالتعب الدائم، وضعف التركيز، وتقلب المزاج، والخمول، وزيادة الشهية، وتقليل الأداء بوجه العام. إلى جانب زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب، والقلق، والإجهاد.
سادسا: ضعف الإنتباه والتركيز
يمكن القول إن التلفزيون هو واحد من وسائل الترفيه التي تحتاج إلى تركيز قوي ومحدد من أجل فهم القصة المعروضة أو متابعة أحداثها. وبالتالي، فإن مشاهدته لفترات طويلة قد تؤدي إلى إصابة العقل بالإعياء والتشتت الذهني. فالإنسان الذي يقضي ساعات طويلة أمام التلفاز قد يصاب بضعف التركيز، والانتباه للمهام الأخري على مدار الحياة اليومية.
علاوة على ذلك، فإن أمر المشاهدة المطول قد يؤثر بشكل سلبي على قدرة الدماغ في معالجة المعلومات والتفكير النقدي. فمثلا، عند مشاهدة برامج ترفيهية يصبح الدماغ معتادا على استقبال المعلومات بشكل سريع ومختصر ولا يحتاج إلى القيام بأي تفكير عميق. وبذلك يتراجع مستوى القدرة العقلية لدينا، وبالتالي يصعب علينا متابعة القراءة أو القيام بمهام تحتاج إلى تفكير معمق.
أهم ظوابط مشاهدة التلفاز بشكل صحي وسليم
— يجب علينا أن نضبط الإضاءة والسطوع والتباين الخاص بالتلفاز وفقًا للظروف المحيطة. إذا كن نشاهد التلفاز في غرفة مظلمة، فمن المثالي أن نقوم بخفض سطوع الشاشة قليلًا للحفاظ على العينين في حالة إسترخاء، ومن الجيد أيضا ضبط مستوى التباين للحصول على صورة واضحة ومشرقة.
— ينبغي أن نختار المسافة المثالية عند القيام بمشاهدة التلفاز حيث يفضل الجلوس على بُعد مسافة معتدلة من حتى لا تتعرض العينين للإجهاد الزائد. بالإضافة إلى ذلك، فيجب العمل على تجنب الجلوس في موضع يؤدي إلى إرهاق الرقبة والظهر والحرص على استخدام كرسي مريح لتجنب أي آلام أو آثار سلبية تصيب الجسم.
— من الهام جدا أن نقوم بتحديد مواعيد معينة لمشاهدة التلفاز ويتم الإلتزام بها حيث يعتبر أمر الجلوس لفترات طويلة أمام التلفاز ضارا بالصحة البدنية والعقلية. لذلك، يجب أن نتحكم في وقتنا ونحدد فترات منتظمة لمشاهدة التلفاز ونلتزم بتلك الفترات فقط.
— تجنب مشاهدة التلفاز قبل أوقات النوم بفترة زمنية ساعة وتخصيص هذا الوقت لنشاط مهدئ مثل القراءة أو الاسترخاء.
— عند مشاهدة التلفاز، يجب علينا محاولة تنويع المحتوى الذي نختاره للمشاهدة لكي لا نقع في فخ المشاهدة المتكررة للبرامج التلفزيونية والأفلام التي نفضلها، ولكن ينبغي علينا أن نمتلك روح استكشافية وأن نجرب مشاهدة أنواع مختلفة من البرامج والمواضيع.
في النهاية، يجب أن نتذكر أن مشاهدة التلفاز هي وسيلة للترفيه وتوسيع المعرفة، ويجب أن نستمتع بها بشكل صحي بدون الإصابة بأي مشاكل صحية أو نفسية أو إجتماعية.