مع قرب انتهاء فصل الشتاء وبداية معدلات الحرارة في الارتفاع، فسوف نعاني من أزمة ظهور بعض الأمراض المزعجة والمسببة للكثير من مشاعر عدم الراحة والتي من الوارد أن تغزو بعض الأجهزة وحديثنا اليوم يتعلق بمرض الزحار العصوي الذي يصيب الجهاز الهضمي على وجه التحديد وفيما يلي سنقوم بذكر أهم المعلومات الطبية المتعلقة به للتعرف عليه بمزيد من التوضيح.
ما المقصود بالزحار العصوي؟
ما المقصود بالزحار العصوي؟
عند الحديث عن الزحار العصوي أو الزحار البكتيري، فمن الواجب علينا من مسماه معرفة أنه عبارة عن عدوى بكتيرية حادة تسببها بكتيريا الشيغيلا، والتي تنتقل بسهولة عبر الجهاز الهضمي، وتسبب الكثير من الأعراض المرضية المزعجة المؤلمة.
الجدير بالذكر، أن هذه الحالة المرضية تحدث نتيجة ضعف عوامل النظافة وفي الكثير من الأماكن النائية التي تعد بيئة خصبة لهذه البكتيريا.
كيف يتم علاج الزحار العصوي؟
يجب أن يعتمد علاج هذه الحالة المرضية على شدة الأعراض والحالة العامة للمريض، فعلى سبيل التوضيح يتضمن مبدأ العلاج الحالي 3 خطوات رئيسية:
أولا: الإماهة والإلكتروليتات
الإماهة والإلكتروليتات
تعد هذه هي الخطوة هي الأكثر أهمية في رحلة علاج هذه الأزمة المرضية وهذا، بسبب ما يسببه هذا المرض من الإسهال الحاد وحدوث المعاناة من الجفاف السريع، مما يؤدي بسهولة إلى انخفاض ضغط الدم وانهيار الأوعية الدموية، خاصة عند الأطفال الصغار.
من هنا يجب أن يتم العمل على إعادة الترطيب من خلال الإجراءات التالية:
- الأوريسول (ORS) وفقا لتعليمات الجرعة والجرعة.
- المحلول الملحي والسكر ذاتي الخلط خاصة في حال عدم توفر الإماهة الفموية.
- السوائل الوريدية في حالة الجفاف الشديد، وبسبب عدم إمكانية تناول الماء بسبب القيء كثيرا.
ثانيا: المضادات الحيوية
المضادات الحيوية
يقوم الطبيب بالقيام بوصفها عندما يكون للمرض أعراض شديدة ومؤلمة أو ظهور دماء في البراز أو التعرض لارتفاع في درجة الحرارة لفترات طويلة أو مع بعض الفئات المعرضة للكثير من عوامل الخطر مثل الأطفال وكبار السن والذين يعانون من نقص المناعة.
من أهم أنواع المضادات الحيوية شائعة الاستخدام يمكننا أن نقوم بذكر الآتي:
- سيبروفلوكساسين
- أزيثروميسين
- سيفترياكسون
من الهام معرفة، أنه يجب أن يعتمد اختيار المضادات الحيوية على المبادئ التوجيهية المحلية ونتائج المضادات الحيوية في التعامل مع هذه الأزمة الصحية وهذا للحد من مخاطر الانتشار المتزايد لمقاومة هذه النوعية من البكتيريا (الشيغيلا).
ثالثا: تجنب تناول الأدوية المضادة للإسهال
تجنب تناول الأدوية المضادة للإسهال
في أغلب الأوقات، تعمل الأدوية المضادة للإسهال على إبطاء حركات الأمعاء، مما يتسبب هذا الأمر في الاحتفاظ بالبكتيريا والسموم، ومن ثم زيادة مخاطر حدوث يعض المضاعفات مثل التهاب القولون الحاد أو الانثقاب.
من هنا يجب أن يتم الإبتعاد تماما عن الأدوية المضادة للإسهال أثناء علاج أزمة الزحار العصوي وهذا لتجنب أي مضاعفات وارد الحدوث.
كيف يتم الإعتناء بالأشخاص المصابين بالزحار العصوي في المنزل؟
كيف يتم الإعتناء بالأشخاص المصابين بالزحار العصوي في المنزل؟
في بداية الأمر، وإذا تم وصف العلاج للمريض في العيادات الخارجية، فمن الواجب أن يأتي إلى جوار هذا الأمر الرعاية المنزلية بالمبادئ التالية:
- اللجوء إلى آلية العزل المؤقت حيث ينصح بأهمية تجنب ترك المريض على اتصال وثيق بأشخاص آخرين، وخاصة الأطفال الصغار وكبار السن.
- العمل على غسل اليدين كثيرا بالصابون خاصة بعد الذهاب إلى المرحاض وقبل تناول الطعام.
- استخدام المراحيض النظيفة والعمل على تطهير ممتلكات المرضى بمحلول مطهر (كلورامين ب، محلول تنظيف).
- الإلتزام بروتين تناول الطعام المغذي ذات الطبيعة سهلة الهضم، وشرب الكثير من الماء، وتجنب تناول الأطعمة الساخنة والتوابل والدهنية.
- مراقبة العلامات المرضية بشكل أكثر دقة، فإذا كانت هناك حمى لا تنخفض أو قيء مستمر أو خمول، أو لا تزال المعاناة من الإسهال مستمرة بعد مرور 3 أيام من العلاج، فمن الضروري أن يتم الذهاب مرة أخرى وبشكل فوري إلى الطبيب.
- يجب على المرضى الإلتزام بالراحة تماما خلال المرحلة الحادة والحد من المهام الشاقة.
هل يمكن علاج الزحار العصوي بشكل آمن؟
هل يمكن علاج الزحار العصوي بشكل آمن؟
يأتي هنا الجواب صريح بـ نعم حيث يمكن علاج غالبية حالات الزحار العصوي تماما خاصة إذا تم اكتشاف هذه الحالة المرضية مبكرا وعلاجها بشكل صحيح.
الجدير بالذكر، أنه عادة ما يتراوح وقت الشفاء من 5 إلى 7 أيام وهذا اعتمادا على شدة المرض ومقاومة المريض. بالرغم من ذلك، يمكن أن تصبح بعض الحالات حاملات وناقلات، أي أنها لم تعد تظهر عليها أي أعراض ولكنها لا تزال تقضي على البكتيريا الموجودة في البراز، والتي تكون معرضة لخطر الإنتقال إلى الآخرين خاصة إذا لم يتم إتخاذ تدابير النظافة الكافية.
بمزيد من التوضيح، تشتمل العوامل التي تجعل المرض يستغرق وقتا طويلا للتعافي أو عرضة للتكرار على ما يلي:
- عدم كفاية العلاج بالمضادات الحيوية.
- سوء التغذية أو الأمراض المزمنة الكامنة.
- الظروف المعيشة الغير ملائمة والأكل غير الصحي.
إلى جانب هذا، فسوف يساعد روتين مراقبة البراز بشكل دقيق بعد تلقي العلاج في التحقق من فاعلية الأنماط العلاجية والتقليل من مخاطر انتشار العدوى.