في عالم الطهي يبرز اسم نبات القلقاس الذي ينتمي إلى الفصيلة القلقاسية حيث يعتبر من أهم المحاصيل القديمة التي تمت زراعتها منذ آلاف السنين، وخاصة في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية ويكون على شكل درنات متواجدة تحت الأرض مثل البطاطس والبطاطا الحلوة. الجدير بالذكر أن هذا النبات يعد مصدر غني بالكثير من العناصر الغذائية مثل الألياف، والفيتامينات وخاصة فيتامين C وفيتامينE، وبعض أنواع المعادن مثل البوتاسيوم، والمغنيسيوم، والحديد. بشكل مفسر أكثر سنتعرف الآن على نبات القلقاس من حيث أهم منافعه الصحية، وأيضا أهم آثاره الجانبية الوارد أن تصيب الجسم عند تناوله في بعض الأوقات بشكل غير صحيح.
فوائد القلقاس الصحية للجسم
يحتوي نبات القلقاس على العديد من العناصر الغذائية التي يمكن أن توفر الكثير من الفوائد الصحية الهامة، فعلى سبيل التوضيح تشمل حصة كوب واحد من القلقاس على ثلث المدخول اليومي الموصى به من المنغنيز، مما يساهم هذا في تدعيم عملية التمثيل الغذائي الجيد، وتعزيز صحة العظام، وتحسين آلية تخثر الدم.
يجب العلم أيضا، أنه يمكن لمحتوى الفيتامينات العالي المتواجد في نبات القلقاس أن يضيء العينين، ويعزز من جمال البشرة ، ويزيد من كفاءة الدورة الدموية ووظيفة الجهاز المناعي المقاوم للعديد من المشكلات الصحية.
بالإضافة إلى ذلك، يجلب القلقاس أيضا العديد من الفوائد الصحية الأخرى، والتي من الوارد أن تتمثل في الآتي:
أولا: تحسين عملية الهضم
يحتوي القلقاس على ضعف كمية الألياف الموجودة في البطاطس حيث تساعد الألياف الغذائية هذه على تحسين وظيفة الجهاز الهضمي ويمكن أن تقلل من بعض مشاكله مثل الإمساك والإسهال وقرحة المعدة وارتجاع الحمض.
نظرا لأن الألياف الغذائية تتحرك ببطء داخل الجهاز الهضمي، فسوف يدعم هذا الأمر من مشاعر الشعور بالشبع بين الوجبات، مما يساهم هذا الأمر بشكل رئيسي في إدارة الوزن الصحي.
ثانيا: السيطرة على نسبة السكر في الدم
يعرف محتوى الكربوهيدرات المتواجد في القلقاس بمسمى النشا المقاوم حيث أظهرت بعض الدراسات السريرية أن هذه الكربوهيدرات الجيدة لها تأثير مستقر على مستويات السكر في الدم، ومن ثم تساعد على التحكم في الوزن، وقد تقلل أيضا من مخاطر الإصابة بمرض السكري.
الجدير بالذكر أن هذه النشويات هي مناسبة أيضا وبصورة فعالة لبعض الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات وأنظمة كيتو.
ثالثا: تعزيز صحة القلب
يحتوي القلقاس على نسبة عالية من عنصر البوتاسيوم، والذي يلعب دورا مساعدا وفعالا في السيطرة على ارتفاع ضغط الدم عن طريق تكسير الملح الزائد.
يترتب على هذا الأمر وبشكل مباشر التقليل من الضغط على نظام القلب والأوعية الدموية، مما يساعد هذا على منع تطور مشاكل القلب المزمنة.
رابعا: التقليل من مخاطر الإصابة بالسرطان
يعتبر القلقاس من أفضل النباتات الغنية بمضادات الأكسدة، وخاصة الكيرسيتين المشتق من الصباغ الأرجواني المتواجد في هذا النبات، ويعد من مضادات الأكسدة القوية لما له من خصائص مضادة للالتهابات ومضادة للفيروسات حيث يعمل هذا على حماية الجسم من الجذور الحرة.
تعد الجذور الحرة هي عبارة عن جزيئات تتراكم في الجسم جراء بلوغ مرحلة الشيخوخة وممارسة بعض أنماط الحياة الغير صحية، مما يتسبب هذا في تلف الخلايا التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث المعاناة من الأورام السرطانية.
الآثار الجانبية الناتجة عن تناول القلقاس
في حين أن القلقاس له العديد من الفوائد الصحية التي قمنا بذكرها من قبل، إلا أن هناك أيضا بعض الآثار الجانبية التي تحتاج إلى أخذها في الاعتبار وتتمثل في الآتي:
– الحساسية: على الرغم من أن هذا العرض من غير المألوف حدوثه، إلا أنه من الوارد المعاناة منه. لذا، ففي حالة مواجهة أي آثار جانبية ضارة مثل الطفح الجلدي أو خلايا النحل أو الحكة بعد تناول هذا النبات، فيجب أن يتم التوقف الفوري عن الاستخدام واستشارة الطبيب.
– الإصابة بحصوات الكلى: واحدة من أهم عيوب القلقاس الأخرى هي محتواه المرتفع من أكسالات الكالسيوم، وهو عبارة عن مركب طبيعي يمكن أن يتراكم في الجسم، مما يتسبب في الإصابة بالنقرس ويساهم في تكوين حصوات الكلى. إلى جانب هذا، وبسبب محتوى الأكسالات هذا، فمن الممكن أن يؤدي أمر تناول هذا النبات أيضا إلى تهيج الحلق ويسبب بعض الشلل في الفم.
– الإصابة بالتسمم: تتم معاملة القلقاس تماما مثل البطاطس، ففي حالة تواجد بعض البراعم فيجب العلم أنها تحتوي على كمية معينة من السموم في داخل البرعم والمنطقة المحيطة بالبرعم. لذلك، إذا نبت القلقاس المستهلك، فقد يسبب في حدوث المعاناة من الآلام في البطن والإسهال والغثيان والقيء.
– الانتفاخ وعسر الهضم: يحتوي القلقاس على كمية كبيرة من الألياف الغذائية، لذلك وفي حالة تناول الكثير من هذا النبات في نفس الوقت ، فسوف يتسبب هذا في حدوث الانتفاخات وعسر الهضم.
بالإضافة إلى ذلك، يحتوي القلقاس أيضا على نسبة عالية نسبيا من الكربوهيدرات. لذا، فيجب على الأشخاص الذين يتبعون نظاما غذائيا منخفض الكربوهيدرات أو الكيتون الحد من تناول هذا النبات قدر الإمكان للحصول على المنافع وتجنب أي توابع سلبية.
بالإضافة إلى ذلك، فيجب على مرضى السكري أيضا تناول هذا النبات بشكل معتدل جنبا إلى جنب مع مجموعة متنوعة من الخضروات غير النشوية الأخرى للمساعدة في التحكم في مستويات السكر بداخل الدم.