عند قيامك عزيزتي الأم بالتخطيط نحو القيام بفصل طفلك عنكِ أثناء النوم، وتوجيهه نحو النوم بمفرده فيجب أن تعلمي أن هذه الخطوة سوف تساهم في تطوير الاستقلال وضبط النفس لدى طفلك، ولكن الجدير بالذكر أن هذا الأمر ليس من السهل إطلاقا وبالأخص على الطفل الذي إعتاد على وجود أمه جانبه وقت النوم كنوع من أنواع الراحة والأمان والتواصل الروحي قبل الجسدي. لذا فقد يستغرق هذا الأمر وقتا، وتدابير مناسبة، ومثابرة من الأم لمساعدة طفلها في التعود على النوم بشكل منفصل دون وقوع أي صدمات نفسية داخلية لديه. لذلك هيا بنا من خلال سطورنا القادمة نقوم بالتعرف على أهم النصائح والطرق الفعالة التي تستطيع الأم فعلها لتعويد طفلها عالنوم بمفرده.
متى يجب أن ينام الأطفال بشكل منفصل؟
إعلمي عزيزتي أنه من سن 3 سنوات، يمكن للأطفال الصغار أن يقومو بالنوم في غرف منفصلة، ولكن قبل الشروع في ذلك، يجب على الأمهات القيام بتعويد أطفالهن على النوم بمفردهن عن طريق وضع سريرهن بالقرب من أسرة والديهن.
بالتدريج سوف يقوم طفلك بالتخلى عن عادة التحاضن معك في كل مرة ينام فيها، ومن ثم يعتاد على النوم بمفرده، فالجدير بالذكر أن هذا الإعداد المسبق يعتبر مهم بشكل كبير كمرحلة تدريجية يستطيع الطفل من بعدها، وعندما يكون عمره فوق الـ3 سنوات، أن يتقبل فكرة النوم في غرفته الخاصة المنفصلة عن والديه.
ما هي أهم الخطوات التي يجب إتباعها لتدريب طفلك عالنوم بمفرده؟
-
غرفة نوم طفلك
من الهام جدا القيام بإعطاء طفلك مساحة مفضلة، ومحببة لديه، وهو ما يمثل بدايات النجاح له في تقبل فكرة النوم بمفرده. لذلك يجب عليكِ عزيزتي الأم أن تقومي بالإنتباه جيدا عند إختيارك سرير طفلك حيث يجب أن يكون سرير مريح جدا لطفلك؛ أما عن البطانيات، والوسائد، والمراتب فمن الضروري أن تكون ذو ألوان زاهية ولكن لطيفة تسر عين الطفل وتضفي على قلبه السرور البهجة. من الممكن أيضا القيام بإختيار ألوان حوائط الغرفة تتميز بالنشاط والحيوية والتفاؤل مع رسم عالجدران الشخصيات خرافية المحببة للطفل.
عزيزتي إهتمي بظبط الإضاءة بشكل متقن حيث يجب العمل على عدم إختيارها بشكل ساطع، ولا مظلما بصورة كبيرة، إلى جانب هذا فمن الصروري القيام بالعمل على تجنب أصوات الضوضاء والصخب الزائد في كثير من الاوقات لكي ينعم الطفل بنوم صحي هادىء.
-
إمنحي طفلك شعورا بالأمان
يخاف الأطفال بشكل كبير من الشعور بالهجر، والتخلي، لذلك سوف يكون لديهم في بداية الأمر ردود فعل قوية غاضبة مثل البكاء، والصراخ والركض إلى غرفة والديهم في كثير من المرات والنوم بها.
إذا حدث ذلك يجب عليكِ عزيزتي الأم أن تعملي جاهدة لإنهاء هذا عن طريق إحتياج طفلك إلى إعطاءة المزيد من الأمان والثقة تجاه قدرته على فعل ذلك، وأن مكانه في النوم مازال محفوظ بجانبك وبجانب والده.
أيتها الأم قومي بإعطاء طفلك روتينا يوميا يقوم بعفله قبل النوم مثل القيام بقراءة بعض الكتب من خلال الأم أو سرد قصة مشوقة، وهذا للعمل على تهدئة الطفل، وإعداده بشكل جيد قبل النوم.
يجب العلم إن وضع وسادة احتضان محشوة بجانب طفلك هي من الأمور المفضلة لديه حيث تقوم بمساعدته في التغلب على مشاعر الوحدة، وعدم الراحة أثناء فترة نومه. إلى جانب هذا فيجب عليكِ سيدتي قبل مغادرة الغرفة، ان تقومي بوضع قبلة على جبين طفلك وقولي له “ليلة سعيدة حبيبي، سأكون دائما بجانبك.”
إحذري عزيزتي الأم القيام بوصف صور مرعبة لطفلك مثل الشيطان والعفريت والساحرة وأبو رجل مسلوخة و.. و…وإلخ للقيام بتخويفه ومن ثم يقوم بالإستغراق في النوم في حالة مقلقة جدا تقوم بالتأثير عليه وعلى أحلامه بالسلب.
-
يجب على الأم التحلي بالصبر
يجب على الأم أن تعلم أن المرة الأولى التي سوف يتم فيها فصل الطفل عن والديه وقت النوم بشكل كامل، سيكون هذا الأمر صعبا للغاية بالنسبة لكليهما. فعاطفة القرب التي تم ميلادها من سنوات لا نستطيع التخلي عنها في لحظات لذلكِ من الهام أن تلتزمي بالصبر الشديد في هذه الأوقات، وعدم التسرع تجاه هذا الأمر.
في حالة إستيقاظ طفلك لأول مرة، يجب أن تقومي بإعادته إلى الفراش، وتخبريه أن وقت النوم قد حان يجب أن نلتزم بذلك ويتم القيام بتقبيله قبل ترك الغرفة. أما في حالة إذا استيقظ طفلك للمرة الثانية، فيجب أن نخبره بنبرة أكثر صرامة أنه قد حان وقت النوم مع ضرورة عدم تعنيفه إطلاقا، ومن ثم نقوم بتقبيله ونترك الغرفة بشكل سريع.
إذا استمر الطفل في الاستيقاظ، يجب أن تكونِ هادئة، وتعملي دائما على وضعه في سريره الخاص حيث من الضروري أن تقومي بالإستمرار في القيام بذلك في كل مرة ينهض فيها طفلك من السرير حتى ينام مرة أخرى في غرفته.
يجب ملاحظة أن كل ليلة، سوف يحدث فيها إنخفاض لعدد المرات التي يبكي فيها طفلك و تقليل عدد مرات النهوض بشكل تدريجي حتى يصبح طفلك مستعدا للنوم بسلام في سريره.
-
مدح الطفل بشكل دائم
قومي سيدتي بالعمل دائما على منح طفلك الكلام الجميل المحفز كل صباح، حتى لو كان أمر عدم إنتظامه في النوم بغرفته غير مستقر، ولا يوافق على النوم بمفرده. فعند سماع طفلك لمدحه سوف تحدث له حاله من التشجع والثقة بالنفس، ومن ثم يستطيع العمل على تطوير ذاته، وتجربة النوم منفردا بشكل صحي وسليم، وفي هذا الوقت نكون قد حققنا من نريدة بأبسط الاشياء والطرق النفسية السليمة.