يعد عنصر اليود من العناصر الهامة لأجسامنا جميعا حيث يحتاج كل فرد إلى مقدار معين من هذا العنصر لكي يستطيع الجسم أن يباشر مهامه بشكل صحي ومثالي، ولكن اليوم سوف نخص بالذكر الأطفال، ففي حالة حدوث نقصان هذا العنصر بداخل أجسامهم يحدث مشكلة كبيرة في معدلات إنتاج هرمونات الغدة الدرقية التي تؤثر بشكل كبير على النمو وعالتمثيل الغذائي الذي يحدث داخل الجسم، وعلى العديد والكثير من الوظائف الهامة. لذا هيا بنا اليوم من خلال مقالنا نقوم بالتعرف على هذه المشكلة بمزيد من التفصيل، وعلى مخاطر نقص هذا العنصر على جسم الاطفال.
ما هو اليود؟
يعتبر اليود هو أحد العناصر الكيميائية الطبيعية مثل الأكسجين والهيدروجين. فالجدير بالذكر أن أجسامنا لا تستطيع القيام بإنتاج هذا العنصر بمفردها، لذلك فمن الضروري الحصول على اليود من المصادر الغذائية الخارجية الطبيعية.
ما هو دور اليود الصحي على الجسم؟
يؤثر إستخدام اليود بشكل مباشر على نمو جسم الإنسان، وهذا لأنه يعد من المغذيات الدقيقة الهامة للغدة الدرقية التي تعمل على توليف الهرمونات التي تنظم تطور الجهاز العصبي المركزي، والجهاز البولي التناسلي، وأجزاء من الجسم مثل القلب، والهضم، والجلد، ونمو الأظافر، والشعر، إلى جانب هذا فإنه يساعد في الحفاظ على طاقة الجسم لكي يقوم بأداء عمله.
يشارك اليود بشكل رئيسي في العمل على تكوين هرمونات الغدة الدرقية T3 (ثلاثي يودوثيرونين)، و T4 (هرمون الغدة الدرقية) حيث يحدث ذلك عن طريق الروابط التساهمية. فالجدير بالذكر أن هرمونات الغدة الدرقية لها العديد من التأثيرات المختلفة على الجسم مثل تنظيم عملية التمثيل الغذائي، والتأثير على مستويات الجلوكوز في الدم بداخل الجسم، والعمل على تنظيم درجة الحرارة، وتنظيم عمل الأعضاء مثل حركات الأمعاء، ومعدل ضربات القلب.
بالإضافة إلى ذلك، يجب العلم أن اليود يلعب أيضا دورا هاما في تحويل الـ “بيتا كاروتين” إلى فيتامين أ ، أو العمل على تخليق البروتين، أو امتصاص السكر في داخل الأمعاء الدقيقة.
إقرأ أيضا: أهم العادات السيئة التي تؤثر على صحة طفلك
ما هي أسباب بطيء نمو الأطفال الذين يعانون من نقص عنصر اليود؟
كما ذكرنا من قبل أن الجسم يحتاج إلى اليود لكي يقوم بإنتاج هرمونات الغدة الدرقية التي تساعد على تنظيم عملية النمو، والتمثيل الغذائي، ومعدل ضربات القلب، ومجموعة من الوظائف الهامة الأخرى. فالجدير بالذكر أنه يمكن أن يتداخل نقص اليود مع إنتاج هذه الهرمونات التي تسبب ضعف النمو والتطور للأجنة، والأطفال الصغار، ومن هنا تحدث مشكلة طفل يعاني من التأخر والتخلف العقلي والفكري.
يؤدي نقص اليود إلى حدوث نقص في هرمون “التيروكسين” ، مما يقلل هذا من العملية الطبيعية لانقسام الخلايا، ونموها، ومن هنا يحدث تباطأ في نمو الطفل حيث تقل تجاعيد الدماغ، ومن هنا يتناقص عدد خلايا، مما يجعل الأطفال أقل ذكاء، والدماغ في حالة أقل تطورا.
يعتبر اليود هو أيضا من المغذيات الدقيقة الهامة لنمو العظام حيث تؤثر بشكل مباشر على نمو الطول. فبدون مكملات اليود الكافية، من الصعب ضمان التطور الأمثل للعظام والحصول على الطول الصحي المناسب.
يعد نقص اليود من أهم الأسباب التي يجعل الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالأمراض. ففي حالة تغلغل مسببات الأمراض، والوجود طويل الأمد في الجسم يعيق هذا من الأداء الطبيعي للأنظمة العضوية، وخاصة عمل الجهاز الهضمي، مما يسبب هذا الإصابة ببعض الاضطرابات، ومن ثم يواجه الأطفال صعوبة في تناول الطعام، وحدوث نقص في التغذية وتأخر للنمو.
بالإضافة إلى ذلك، يجب معرفة أنه في حالة إصابة الأم أثناء الحمل بحدوث نقص لعنصر اليود داخل جسمها، فسوف يؤثر هذا على دماغ الطفل بعد الولادة، مما يجعله يعاني من حدوث الإصابة إن الطفل سيعاني من بالتخلف العقلي، ونسب ذكاء ذو معدلات أقل مقارنة بذويهم بمن هم في نفس مراحلهم العمرية.
ما هي كمية اليود التي يحتاجها الأطفال يوميا؟
يجب على الأسرة دائما القيام بالعمل على توفير الأطعمة التي تحتوي على عنصر اليود بشكل رئيسي وهذا لتجنب حدوث أي نقص في كمية هذا العنصر التي يحتاج لها جسم الطفل بش
- يحتاج الرضع الذين تتراوح أعمارهم بين الـ 0-6 أشهر إلى 90 ميكروغرام يوميا.
- يحتاج الأطفال الأكبر سنا الذين تتراوح أعمارهم بين الـ 7 و 12 شهرا إلى 110 ميكروغرام يوميا.
- يحتاج الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الـ 1-8 سنوات إلى 90 ميكروغرام يوميا.
- يحتاج الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الـ 9-13 سنوات إلى 120 ميكروغرام يوميا.
- يحتاج المراهقون الذين تتراوح أعمارهم بين الـ 14 و 18 عاما إلى 150 ميكروغرام يوميا.
يجب معرفة أن 1 ميكروغرام = 0001 ملغ (ملليغرام)
ما هي أهم الأطعمة الغنية باليود التي يجب على الأطفال تناولها؟
يجب دائما العمل على إدراج الأطعمة التي تحتوي على عنصر اليود في داخل أنظمتنا الغذائية بشكل أسبوعي حيث يساعد ذلك الطفل وجميع أفراد الأسرة في الحصول على ما يكفي من اليود، وأهم هذه الأطعم هي ما يلي:
- المأكولات البحرية: يوصي خبراء التغذية بضرورة إعطاء الأطفال 2-3 وجبات مأكولات بحرية في خلال الأسبوع. ولكن يجب دائما الإنتباه إلى بعض أنواع الأسماك التي تحتوي على مستويات عالية من الزئبق عن غيرها. في العموم أفضل هذه الأسماك هي سمك السلمون المعلب والرنجة إلى جانب الروبيان.
- البيض والخضروات واللحوم ومنتجات الألبان: تحتوي جميع هذه العناصر على كميات مختلفة من اليود.
- ملح اليود: يحتوي هذا المصدر على ما يكفي من اليود لمعظم أفراد الأسرة، ومع ذلك يجب عدم الإفراط في تناول هذا العنصر لأنه يؤثر بشكل سلبي على الصحة.