يعتقد البعض منا أن الجفاف الذي يصيب الجسم نتيجة قلة السوائل يؤدي إلى حدوث المعاناة من إرتفاع ضغط الدم، ولكن هذا الأمر ليس صحيح في المطلق، فعلى سبيل التوضيح يساهم الجفاف بشكل مباشر في حدوث سوء هذه الحالة المرضية. من هنا يوجد سؤال يطفو على السطح ويقوم بطرح نفسه ألا وهو هل شرب الماء يعمل على خفض ضغط الدم ويمكن الإستعانة به كطريقة علاجية للضغط المرتفع؟ هذا ما سنتعرف علية الآن بشكل توضيحي مفصل.
كيف يرتبط الجفاف بارتفاع ضغط الدم؟
في كثير من الأوقات يصاب الجسم بحالة من الجفاف عندما يفقد الجسم الكثير من الماء الذي يحتاجه ليعمل بشكل صحيح، فالجدير بالذكر أن أحد أهم الأسباب الرئيسية لهذه الحالة هو عدم شرب كمية كافية من الماء أو عدم تجديد كمية الماء المفقودة بسبب التعرق أو التبول كثيرا أو القيء أو الإسهال.
بشكل أكثر تحديدا، فلا يؤدي الجفاف بشكل مباشر إلى ارتفاع ضغط الدم، ولكن من المحتمل أن يساهم في حدوث المعاناة من هذه الحالة المرضية، وذلك لأن الصوديوم معدن أساسي يتلقاه الجسم من الملح، والذي يلعب دورين مهمين في ضغط الدم مثل المحافظة على توازن الماء المناسب بحيث تكون أنظمة الجسم دائما في حالة إتزان والمساعدة على الانقباض، واسترخاء العضلات بما في ذلك العضلات التي تتواجد في الأوعية الدموية.
من الهام معرفة أنه عندما تكون مستويات الصوديوم مرتفعة بشكل غير طبيعي (فرط صوديوم الدم) أو منخفضة بشكل غير طبيعي (نقص صوديوم الدم)، فمن الممكن أن تصاب هذه الوظائف بالضعف الشديد حتى لو تأثرت مستويات الصوديوم بمستويات متواضعة ، فلا يزال من الممكن أن تكون هناك عواقب وخيمة على الصحة.
الجدير بالذكر أنه عندما يكون الجسم جافا، فسوف تنخفض كمية الماء في الدم مما يؤدي هذا إلى تركيز مستويات الصوديوم حيث تؤدي هذه الزيادة إلى إفراز الجسم لهرمون يسمى فاسوبريسين يقوم بالعمل على منع الكلى من إفراز الماء عبر البول، وبالتالي يمنع حدوث الإصابة بالجفاف. في الوقت نفسه، يسبب هرمون فاسوبريسين هذا حدوث حالة من الأوعية الدموية، مما يؤدي هذا بدوره إلى زيادة ضغط الدم، وارتفاع ضغط الدم المفاجئ في بعض الأحيان.
على الرغم من أنه لا يزال هناك نقص في الدراسات حول كيفية تأثير الجفاف على ارتفاع ضغط الدم، فقد أفادت أحدث الدراسات أن الجفاف المزمن لا يؤدي فقط إلى تفاقم ارتفاع ضغط الدم، ولكنه يزيد أيضا من نسب إصابة الكلى بالعديد من المخاطر.
ما هي أبرز فوائد الماء لصحة الجسم؟
عند القيام بشرب الكمية الموصى بها من الماء كل يوم، فسوف ينتج عن هذا الأمر العديد من الفوائد الصحية، بما في ذلك:
- العمل ضبط ضغط الدم.
- المحافظة على توازن الشوارد في الجسم بما في ذلك الصوديوم.
- تحسين عملية نقل الأكسجين والمواد المغذية إلى الخلايا.
- تنظيم درجة الحرارة في الجسم.
- تدعيم عملية الهضم.
- الوقاية من الإمساك.
- إزالة البكتيريا والسموم من الكلى والمثانة.
- تسهيل عمل المفاصل بسلاسة أكبر.
إقرأ أيضا: أفضل 6 مشروبات لمن يعانون من ارتفاع ضغط الدم
ما هي كمية الماء التي يجب أن يتم شربها يوميا؟
بناء على المرحلة العمرية والجنس والنظام الغذائي والصحة العامة ومستوى النشاط البدني وحتى بعض الأدوية التي يتم تناولها مثل مدرات البول، فسوف تختلف كمية المكملات المائية من شخص لآخر.
ومع ذلك، وفيما يتعلق بالبالغين، فيوصى بضرورة تناول 1.5-2.5 لتر من الماء يوميا من جميع الأطعمة والسوائل، ولكن في حالة الرغبة في تقدير الاحتياجات الشخصية من المياه، فيجب أن يتم التحدث إلى الطبيب أو اختصاصي التغذية، خاصة إذا كنت الفرد مصابا بارتفاع ضغط الدم أو في حالة التعرض لخطر الإصابة به.
ما هي المشروبات التي يجب الحد منها مع مرضى ضغط الدم المرتفع؟
عند حدوث المعاناة من ارتفاع ضغط الدم، فمن الأفضل أن يتم تجنب أو الحد من المشروبات السكرية وتلك التي تحتوي على نسبة عالية من الكافيين، بما في ذلك:
1- المشروبات الرياضية: تحتوي هذه المشروبات على نسبة عالية من السكر ويمكن أن تعزز زيادة الوزن مما يساهم هذا الأمر في ارتفاع ضغط الدم، فالجدير بالذكر أنه يوصى باستخدام هذه المشروبات فقط لتحل محل الشوارد المفقودة من خلال العرق أو القيء أو الإسهال الشديد.
2- مشروبات القهوة: غالبا ما تحتوي مشروبات القهوة المنكهة على نسبة عالية من السكر، مما قد يعزز هذا الأمر من زيادة الوزن وارتفاع ضغط الدم، فعلى سبيل التوضيح يعد الكافيين هو أيضا منبه يمكن أن يزيد من معدل ضربات القلب وضغط الدم.
3- مشروبات الطاقة: تختلف مشروبات الطاقة عن المشروبات الرياضية في أنها لا تحل محل الشوارد، ولكنها غنية بصورة رئيسية بالكافيين.
4- مشروبات الكحول: هذه المشروبات سيئة دائما وتعتبر دخيلة على تقافتنا، فمن الهام معرفة أنها تلعب دورا سلبيا كبيرا في ارتفاع ضغط الدم، والذي قد يكون بسبب انخفاض إنتاج أكسيد النيتروز الذي يستخدمه الجسم لتوسيع الأوعية الدموية.
في النهاية يمكننا القول بأن شرب الماء ليس علاجا لارتفاع ضغط الدم، ولكن الحفاظ على كمية كافية من تناول الماء كل يوم، يمكن أن يساعد في السيطرة على ضغط الدم إلى جانب التدابير الصحية الأخرى.