في العالم الخاص بمشاكل الأذن، يعتقد الكثير من الأشخاص بأن التهاب الأذن الوسطى هو مرض بسيط وأقل خطورة من أمراض عديدة ومتنوعة وارد أن تصيب هذه المنطقة، ولكن هذا الإعتقاد يعد غير صحيح على الإطلاق لأن هذه الحالة المرضية من الوارد أن ينتج عنها العديد من المضاعفات الصحية الخطيرة للغاية. لذا، سنقوم اليوم بطرح تساؤل هام والأجابة عليه آلا وهو هل يسبب التهاب الأذن الوسطى حدوث المعاناة والإصابة بثقب الأذن؟ هذا ما سنتعرف عليه لاحقا.
ما هو التهاب الأذن الوسطى؟
ما هو التهاب الأذن الوسطى؟
تعد هذه الحالة المرضية هي أحد الأمراض الشائعة التي من الوارد أن تصيب الأطفال والبالغون حيث تظهر من خلال التهاب الغشاء المخاطي للأذن الوسطى (المنطقة الواقعة خلف طبلة الأذن مباشرة)، مع الشكوى من الآلام والتورمات والأفرازات وتعرض الجسم للحمى ومن ثم خلق الكثير من مشاعر عدم الراحة.
الجدير بالذكر، أن هذه النوعية المرضية إذا تُركت دون علاج فسوف يتطور الأمر إلى مضاعفات خطيرة للغاية تؤثر بشكل كبير على الصحة.
ما هي أنواع التهابات الأذن الوسطى؟
ما هي أنواع التهابات الأذن الوسطى؟
- التهاب الأذن الوسطى الحاد: وهو عبارة عن التهاب حاد يصيب الغشاء المخاطي للأذن الوسطى ويحدث عادة بعد إصابة الجهاز التنفسي العلوي.
- التهاب الأذن الوسطى المزمن: هو التهاب الأذن الوسطى الذي يستمر لأكثر من 3 أشهر ويمكن أن يتسبب القيح الناتج عنه في التعرض لمخاطر الإصابة بثقب طبلة الأذن.
- التهاب الأذن الوسطى الانصبابي: مع هذه الحالة المرضية تحدث حالة من التهاب الغشاء المخاطي للأذن الوسطى، ولكن السوائل الناتجة على هذا الوضع المرضي لا تتدفق إلى الأذن الخارجية ولكنها تظل راكد في القناة خلف طبلة الأذن التي لا تزال سليمة حيث من الممكن أن يكون الركود هذا سائلا صافيا أو مخاطيا أو لاصقا.
هل من الممكن أن تسبب التهابات الأذن الوسطى حدوث الإصابة بثقب طبلة الأذن؟
هل من الممكن أن تسبب التهابات الأذن الوسطى حدوث الإصابة بثقب طبلة الأذن؟
عند حدوث المعاناة من التهابات الأذن الوسطى، فسوف تظهر على المريض بعض الأعراض المرضية مثل خروج الإفرازات المتكررة من الأذن والمعاناة من الطنين، ومن هنا يجب على الفور الذهاب إلى أقرب منشأة طبية الأذن للخضوع إلى الفحص من جانب الأطباء وتلقي نتائج تنظير الأنف والأذن والحنجرة.
على الجانب الآخر، وفي حال إهمال المريض لحالته المرضية هذه وقيامه باللجوء إلى استخدام الأدوية العلاجية بشكل ذاتي، فسوف يترتب على تواجد السوائل والافرازات داخل الأذن لفترة زمنية طويلة حدوث الشكوى من الآلام المزعجة ومن ثم التعرض لبعض المضاعفات مثل ثقب طبلة الأذن.
ما هي أعراض التهاب الأذن الوسطى؟
ما هي أعراض التهاب الأذن الوسطى؟
عند المعاناة من التهاب الأذن الوسطى، فإن الأعراض الشائعة لهذه الحالة المرضية تتجلى في فقدان السمع، وثقل الأذنين، وطنين الأذن، بالإضافة إلى الشكوى من الآلام العميقة في الأذن أو في منطقة خلف الأذن والصداع النصفي في نفس الجانب؛ والتعرض للحمى الشديدة شائعة أو تفاقم التهاب الأذن الوسطى المزمن، مما يترتب على هذا الأمر جعل المريض سريع الانفعال وغير مرتاح ومصاب بحالة من صعوبة التركيز والأرق.
ما هي أعراض التهاب الأذن الوسطى مع ثقب الأذنين؟
ما هي أعراض التهاب الأذن الوسطى مع ثقب الأذنين؟
مع هذا الوضع المرضي، فمن الممكن أن تتم رؤية إفرازات الأذن في معظم المرضى الذين يعانون من التهاب الأذن الوسطى المزمن أو التهاب الأذن الوسطى الحاد مع ثقب الأذنين.
يجب العلم، أنه عادة ما تكون إفرازات التهاب الأذن الوسطى في هذه الأوقات غير مؤلمة حيث يرجع ذلك الأمر أساسا إلى فقدان السمع، وتطور المرض بصمت، مما يؤدي هذا إلى الصمم الشديد والصمم العميق، ومن هنا تصبح النتائج العلاجية صعبة ومحدودة.
بوجه عام، هناك بعض العلامات المرضية الشائعة الدالة على التهاب الأذن الوسطى المزمن وحدوث الإصابة بثقب طبلة الأذن، والتي تتمثل في الآتي:
- إفراز الأذنين للقيح ذات الرائحة الكريهة.
- الشعور بطنين الأذن.
- ضعف السمع ونقل الصوت.
ما هي خطوات التعامل الطبي مع التهاب الأذن الوسطى والإصابة بثقب الأذنين؟
ما هي خطوات التعامل الطبي مع التهاب الأذن الوسطى والإصابة بثقب الأذنين؟
اعتمادا على كل حالة كل مريض، فسوف يقوم الأطباء بوصف الأنماط العلاجية المناسبة، فمن الهام معرفة أنه في حال تعذر علاج التهاب الأذن الوسطى المثقوب المزمن طبيا، فسوف يتم اللجوء إلى التدخلات الجراحية التي يمكن أن تساعد في إغلاق طبلة الأذن واستعادة وظيفة السمع للمريض.
يمكن إجراء جراحة إغلاق الغشاء الطبلي هنا من خلال اللجوء إلى التنظير أو من عن طريق الجزء الخلفي من الأذن، فالجدير بالذكر أنه يتم تطبيق الطرق الجراحية هذه لاستعادة وتحسين التهاب الأذن الوسطى المزمن مع ثقب الأذن، وفي نفس الوقت للعمل استعادة السمع للمرضى.
في النهاية، وجب علينا التنويه بأن التهاب الأذن الوسطى هو عبارة عن حالة مرضية شائعة عند الأطفال الصغار، خاصة لأن طبلة الأذن لهذه الفئة العمرية قصيرة وضيقة وأفقية مقارنة بالبالغين، فإذا لم يتم علاجه بشكل صحيح وحدثت الإصابة به بشكل متكرر، فسوف يتسبب هذا الأمر في حدوث بعض الانتكاسات ويصبح مرضا مزمنا يسبب ثقب طبلة الأذن. لذلك، يجب عدم التهاون مع هذا الوضع المرضي على الإطلاق والذهاب إلى أقرب منشأة طبية لتلقي لفحص والعلاج.