تؤثر البواسير على نسبة ليست بالقليلة من النساء الحوامل حيث من المرجح أن تظهر هذه الأزمة الصحية في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، ومن ثم تصيبهن بالكثير من مشاعر الإزعاج والألم، فالجدير بالذكر أن هذه الحالة المرضية تحدث نتيجة التعرض للعديد من المسببات. بمزيدمن التوضيح، قررنا أن نتعرف اليوم على أهم 3 أسباب تجعل النساء الحوامل أكثر عرضة للإصابة بأزمة البواسير الصحية خلال الـ 3 أشهر الأولى من الحمل.
ما المقصود بالبواسير؟
عند الحديث عن البواسير، فيجب علينا معرفة أنها عبارة عن حالة من الانتفاخ وتورم الأوردة التي تصيب منطقة الشرج والمستقيم السفلي، ويمكن أن تكون داخلية أي داخل منطقة المستقيم) أو خارجية حول فتحة الشرج.
بوجه عام تحدث المعاناة من البواسير نتيجة الضغط المتزايد على هذه الأوردة، مما يؤدي هذا الأمر إلى توسعها وانتفاخها. إلى جانب هذا، فهي تعد شائعة أيضا عند الأشخاص الذين يعانون من الإمساك المزمن، أو من لديهم نمط حياة يتضمن الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة أو النساء الحوامل محور حديثنا اليوم.
ما هي أهم أعراض الإصابة بالبواسير؟
تظهر حالة البواسير المزعجة من خلال بعض الأعراض المرضية والتي من الوارد أن تتمثل فيما يلي:
1- المعاناة من الحكة والتهيج في منطقة الشرج.
2- سيطرة الكثير من مشاعر عدم الراحة أثناء التبرز.
3- حدوث بعض حالات النزيف الخفيف حيث يحدث هذا العرض غالبا في البواسير الداخلية.
4- ظهور بعض التورمات حول فتحة الشرج حيث يعد هذا العرض هو أكثر شيوعا مع البواسير الخارجية.
5- الإحساس بكتلة أو ثقل في منطقة المستقيم.
الجدير بالذكر أنه في حال استمرار الأعراض أو تفاقمها، فمن الضروري وبشكل فوري أن يتم عرض الأمرعلى الطبيب المختص للحصول على التشخيص الدقيق وتلقي العلاج المناسب.
ما هي أسباب الإصابة بالبواسير أثناء الحمل؟
تعد أسباب الإصابة بالبواسير مع المرأة الحامل هي نفسها مع المرأة في أوقاتها المعتادة بدون خوض تجربة الحمل، فعلى سبيل التوضيح تنتج هذه الحالة المرضية عن طريق ارتفاع الضغط في منطقة البطن والحوض، فعندما يتراكم الضغط في الجزء الأوسط، فيمكن أن يتسبب ذلك في تورم الأوردة المستقيمية وبروزها للخارج.
بالرغم من ذلك، وفيما يخص النساء الحوامل، فإن خوض تجربة الحمل هذه، سوف تسبب ضغطا أعلى في البطن حيث يتضخم البطن لاستيعاب الطفل المتنامي. إلى جانب الإجهاد الذي يحدث عند القيام بأعمال مثل محاولة التبرز حيث يساهم هذا الأمر أيضا في الضغط في البطن.
لا يمكننا أيضا أن نتغافل عن الآثار الجسدية للحمل مثل التغيرات الهرمونية والإمساك، والتي تجعل النساء الحوامل أكثر عرضة لمخاطر الإصابة بهذه الحالة المرضية، فمن المرجح أن تحدث البواسير أثناء الحمل لأن هذا هو الوقت الذي تكون فيه الأسباب أكثر شيوعا.
بمزيد من التوضيح، سوف نتعرف على العوامل السابق ذكرها:
أولا: زيادة الضغط
خلال فترة الحمل وخاصة في الثلث الأخير، فسوف ينمو الرحم المتوسع ووزن الجنين، مما يضع هذا الوضع ضغطا إضافيا على عروق الحوض والوريد الأجوف السفلي، ومن ثم سيترتب على ذلك إبطاء عودة الدم من الجزء السفلي من الجسم، مما قد يسبب ركود الدم وتورم الوريد المستقيمي، ومن هنا تحدث المعاناة من أزمة البواسير الصحية.
ثانيا: التغيرات الهرمونية
خلال فترة الحمل يرتفع هرمون البروجسترون داخل جسم المرأة وهذا للحفاظ على حمل صحي، فالجدير بالذكر أن أحد الآثار الجانبية للبروجسترون هو إضعاف أو توسيع جدران الأوردة، بما في ذلك الوريد المستقيمي، ومن ثم تعد هذه الجدران الوريدية الضعيفة أكثر عرضة للتورم.
ثالثا: الإمساك
خلال فترة الحمل يمكن للهرمونات أن تبطئ من عملية الهضم، مما يؤدي هذا إلى كون البراز يبدو في حالته الأكثر جفافا وصلابة.
يجب العلم أن ضغط البطن والتغيرات الغذائية من الأمور التي تزيد من مخاطر الإصابة بالإمساك أثناء الحمل، فعندما تصاب النساء بالإمساك، فغالبا ما يحاولن دفع البراز للخارج، ومن ثم يزيد هذا الإجهاد من ضغط الحوض ويمكن أن يسبب حدوث المعاناة من البواسير أثناء الحمل.
ما هي طرق علاج البواسير أثناء الحمل؟
يتكون علاج البواسير أثناء الحمل بشكل أساسي من إدارة الأعراض بمزيج من تدابير الرعاية الذاتية والتدخلات الطبية والتي من الوارد أن تتمثل فيما يلي:
– شرب الكثير من الماء حيث ينصح بأن يكون المدخول اليومي الموصى به هو 3 لترات أي ما يعادل 10-12 كوب للنساء الحوامل والحد من الصيام لفترات زمنية طويلة جدا.
– الجلوس في الماء الدافئ ولكن يجب تجنب وضع أي مواد كيميائية مثل الصابون أو حمام الفقاعات.
– العمل قدر الإمكان على تجنب الجلوس لفترات طويلة من الزمن حيث تتسبب هذه العادة في الضغط على الأوردة في فتحة الشرج والمستقيم. بالإضافة إلى ذلك، فيوصى أيضا بضرورة أخذ فترات راحة منتظمة أو الجلوس على وسادة مخصصة لمن يعانون من البواسير.
– يمكن أن يتم استخدام بعض المنتجات الدوائية تحت الإشراف من قبل المختصين مثل كريمات البواسير أو أدوية المستقيم وهذا للحد من هذه الحالة المزعجة أثناء الحمل.