مع مرور النساء بفترة انقطاع الطمث، فتحدث حالة من التغيرات التي تصيب أجسامهن والتي من الوارد أن ينتج عنها العديد من التبعيات والتداعيات الصحية المزعجة للكثير منهن. على سبيل التوضيح أكثر، سنتعرف الآن على أهم 3 تغيرات تحدث خلال فترة انقطاع الطمث وتؤثر بشكل رئيسي على مستويات الكوليسترول داخل الجسم.
ما المقصود بفترة انقطاع الطمث؟
ما المقصود بفترة انقطاع الطمث؟
تبدأ فترة انقطاع الطمث في الحلول رسميا عندما يمر على النساء 12 شهرا متتاليا دون مجيء الدورة الشهرية، فالجدير بالذكر أن هذا هو الوقت الذي يتوقف فيه المبيضان عن العمل، ويصبح الجسم غير قادرا على إنتاج هرمونات الاستروجين والبروجسترون.
من ثم، وعند دخول النساء إلى هذه المرحلة، فغالبا ما تحدث أزمة المعاناة من أعراض مرضية عديدة وغير سارة والتي قد تتمثل في الهبات الساخنة والأرق والتعب وجفاف المهبل وانخفاض الرغبة الجنسية وآلام العظام والمفاصل وهشاشة العظام والعواقب السلبية التي تصيب القلب والأوعية الدموية وتكون طويلة المدى، بالإضافة إلى ضعف الذاكرة وما إلى ذلك.
لذلك، يجب خلال هذه الفترة العمرية زيادة الرعاية الصحية للنساء، للتغلب على العديد من الأزمات والمشاكل الصحية.
كيف يؤثر انقطاع الطمث على مستويات الكوليسترول؟
بشكل رئيسي، يمكن أن تؤثر بعض التغييرات التي تحدث أثناء انقطاع الطمث على مستويات الكوليسترول في الدم لدى المرأة، فالجدير بالذكر أن هذه التغيرات تتمثل في الآتي:
1) انخفاض هرمون الاستروجين
انخفاض هرمون الاستروجين
يتكون الكوليسترول من البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) أو كما يُعرف لدى الكثير منا بـ (الكوليسترول الضار)، والبروتين الدهني عالي الكثافة (HDL) أو (الكوليسترول الجيد) والذي يلعب العديد من الأدوار في الجسم ولكنه يعتمد على مستقبلات خاصة للانتقال من الدم إلى الخلايا للقيام بعمله.
يعد هرمون الإستروجين هنا هو عبارة عن هرمون هام يساعد مستقبلات LDL على العمل بكفاءة. لذا، فيوضح الخبراء أنه في حال إنخفاض مستويات هرمون الاستروجين أثناء انقطاع الطمث، فإن هذه المستقبلات لا تقوم بالعمل بشكل جيد، مما ينتج على هذا بقاء LDL (الكوليسترول الضار) في الدم، ومن ثم إرتفاع مستوياته ، مما يزيد هذا من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، بالرغم من اجراء بعض التغيرات في النظام الغذائي أو ممارسة الرياضة أو ضبط معدلات الوزن.
في الوقت نفسه، قد تنخفض مستويات HDL مع انخفاض مستويات هرمون الاستروجين حيث يساعد HDL هذا على إزالة الكوليسترول الزائد من الدم، مما يعني هذا أن مستويات HDL المنخفضة في الجسم ليست فعالة في التخلص من (الكوليسترول الضار) ، والذي يمكن أن يزيد من فرص بمشاكل القلب والسكتات الدماغية أيضا.
2) فقدان كتلة العضلات (ساركوبينيا)
فقدان كتلة العضلات (ساركوبينيا)
من التغيرات الهامة أيضا التي من الوارد أن تحدث أثناء فترة انقطاع الطمث يمكننا أن نتحدث عن أزمة فقدان كتلة العضلات، التي تعرف أيضا باسم ضمور العضلات.
بمزيد من التوضيح، تساعد العضلات الجسم على استخدام الجلوكوز (سكر الدم) والدهون، ومع انخفاض كتلة العضلات خلال فترة انقطاع الطمث، فسوف يصبح الجسم أقل كفاءة في إدارة الدهون والسكر، مما يؤدي هذا إلى حدوث تغيرات غير صحية في الكوليسترول، مما يترتب على ذلك زيادة مستويات الدهون الثلاثية (نوع من الدهون في الدم)، وانخفاض HDL (الكوليسترول الجيد)، وارتفاع مستويات LDL.
3) زيادة الوزن ومقاومة الأنسولين
زيادة الوزن ومقاومة الأنسولين
تجد العديد من النساء صعوبة في الحفاظ على وزن صحي أثناء فترة انقطاع الطمث ومن ثم تزداد معدلاته بنسب مرتفعة وبناء عليه تزداد مخاطر ارتفاع مستويات الكوليسترول من خلال مقاومة الأنسولين.
الجدير بالذكر، أنه عندما يصبح الجسم مقاوما للأنسولين، فسوف يحتاج إلى أنسولين أكثر من المعتاد لمعالجة مستويات السكر في الدم. من هنا، يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات الأنسولين إلى ارتفاع LDL والكوليسترول الكلي (الكمية الإجمالية من LDL و HDL والدهون الأخرى في الدم).
ما هي مستويات الكوليسترول الصحي للنساء في سن اليأس؟
ما هي مستويات الكوليسترول الصحي للنساء في سن اليأس؟
بالنسبة للنساء بعد انقطاع الطمث، فإن هدف الكوليسترول الموصى به هو نفس الهدف للبالغين بشكل عام، فعند الرغبة في معرفة مستويات الكوليسترول الصحية خلال سن اليأس، فسوف يتم إتمام هذا الأمر عن طريق آخذ عينة دم صغيرة من المرأة وإجراء التحاليل اللازمة عليها.
تبلغ معدلات الكوليسترول الصحية للنساء خلال فترة انقطاع الطمث ما يلي:
- الكوليسترول الكلي أقل من 200 ملليغرام لكل ديسيلتر (مجم/ديسيلتر)
- LDL أقل من 100 مجم / ديسيلتر
- HDL أعلى من 50 مجم/ديسيلتر
- الدهون الثلاثية أقل من 150 مجم / ديسيلتر
من الهام معرفة، أنه في حال تواجد العديد من عوامل الخطر التي تؤدي إلى حدوث الإصابة بأمراض القلب، مثل ارتفاع ضغط الدم أو السكري أو الشكوى من تاريخ عائلي للإصابة بأمراض القلب، فقد يوصي الطبيب بأهمية الحصول على أهداف مختلفة لمستويات الكوليسترول لدينا حيث يعد هذا الأمر مهم بشكل خاص لأن مخاطر الإصابة بأمراض القلب تزداد مع حلول فترة انقطاع الطمث.