يعد روتين الإهتمام بالفم مع الأطفال الصغار من أهم أنماط العناية التي يجب أن يتم إتباعها دائما وبشكل دوري بدون تواجد أي فرصة للتكاسل أو التخاذل حيث تستطيع بعض العادات السيئة للأطفال أن تؤثر على الحالة الصحية للفم بشكل ملحوظ ومن ثم تؤدي إلى حدوث الكثير من المشاكل والأزمات. لهذا الأمر قررنا أن نتعرف اليوم وبشكل مفصل على أهم 4 عادات سلبية تؤدي وبصورة مباشرة إلى معاناة الأطفال من مشاكل وأمراض الفم، وهذا لمحاولة العمل على تجنبها قدر الإمكان.
4 عادات سيئة شائعة لدى الأطفال تؤدي إلى إصابتهم بأمراض ومشاكل الفم
1) التنفس عن طريق الفم
يعد التنفس عن طريق الفم طوال اليوم أو أثناء النوم من أهم العادات الشائع حدوثها لدى كل من البالغين والأطفال، والتي من الوارد أن تؤدي إلى حدوث العديد من الأضرار غير المتوقعة خاصة مع الأطفال الصغار، فمن الهام معرفة أنه إذا لم يتم تصحيح هذه الحالة، فقد تؤثر على صحة الفم لاحقا وبصورة مرضية كبيرة.
على سبيل التوضيح، يتنفس بعض الأطفال عن طريق الفم بسبب بنية الشفة العليا والتي تبدو في حالتها القصيرة، لذلك فيظل الفم مفتوحا عند التنفس عن طريق الأنف أو لأن الطفل يعاني من مشاكل في مجرى الهواء مثل الأطفال الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي.
لذا، ففي حالة معاناة الطفل من مشاكل في مجرى الهواء، فيجب على الآباء إصطحاب الطفل إلى طبيب الأنف والأذن والحنجرة للحصول على تشخيص دقيق وخطة علاجية مناسبة، للتغلب على عادة التنفس الفموي.
يجب العلم أيضا، أن عادة التنفس عن طريق الفم سوف تتسبب في جفاف الغشاء المخاطي للفم، ومن ثم يؤدي هذا الأمر بكل سهولة إلى تسوس الأسنان، وتورم فك الطفل، ولا يقتصر الأمر على ذلك بل يؤدي هذه النوعية من التنفس إلى نمو نظام عظام الوجه بشكل غير متساوي.
2) رضاعة الطفل عند تناول الطعام
يعتاد الكثير من الأطفال على عادة الرضاعة وتناول الحليب الصناعي عند تناول الطعام حيث تتم ممارسة هذه العادة بسبب أن الطعام المتناول لا يناسب ذوق الطفل وتفضيلاته، مما يجعلهم كسالى عن عملية البلع أو المص.
الجدير بالذكر، أن الأطفال يلجأون إلى هذه العادة بسبب إعتيادهم روتين تناول الطعام المهروس لفترة طويلة، ومن ثم ةعندما يرفض الأطفال المضغ، فهذا يعني أن الإنزيمات الهضمية لن يتم تحفيزها وإفرازها بما فيه الكفاية ، مما يجعل الأطفال يعانون من فقدان الشهية .
وجب التنويه على أن عادة الرضاعة عند تناول الطعام شائعة لدى الأطفال الجدد في مرحلة التسنين أو مع الأطفال الأكبر سنا المصابين بفقدان الشهية، فبالإضافة إلى تسبب هذه العادة في إستحالة قيام الجسم بامتصاص العناصر الغذائية الموجودة في الطعام، إلا أنها من الوارد أن تتسبب أيضا في تحويل الطعام المتواجد في الفم إلى سكر، والذي بدوره يلتصق بالأسنان ويسبب إصابتها بحالة من التسوس.
لذلك، يحتاج الآباء إلى إطعام في السن المناسب، وتغيير القائمة بانتظام وكذلك تزيين الأطباق بألوان كثيرة لجذب انتباههم وتحفيز شهيتهم، وبالتالي مساعدتهم على تناول الطعام بشكل يشوبه الاستمتاع ويحسن من إمتصاصه.
ينصح أيضا بضرورة عدم السماح للأطفال بتناول الطعام أثناء اللعب، أو أثناء استخدام الأجهزة الإلكترونية مثل أجهزة التلفزيون والأيباد وما إلى ذلك حيث يجب الإستعاضة عن هذه العادات بممارسة آلية التركيز على تناول الطعام حتى يتم الانتهاء وقبل أن يتمكنوا من القيام بأشياء أخرى.
3) تناول الوجبات الخفيفة و الحلويات المصنعة
يؤدي أمر تناول الوجبات الخفيفة والحلويات بانتظام إلى تكسير البكتيريا التي تعيش في الفم للكربوهيدرات المتبقية بين الأسنان، واستخدامها كغذاء لها حيث أنها تتكاثر بشكل جماعي، فمن الهام معرفة أنه في حال تراكم البلاك بمرور الوقت، فإن البكتيريا واللعاب سوف يتسببا في تسوس الأسنان من تآكل المينا حيث تعد الثقوب الصغيرة في الأسنان هي المرحلة الأولى من مراحل التسوس.
بسبب تعلق الأطفال الصغار بالوجبات الخفيفة أو الحلويات، فسوف يترتب على هذا الأمر إلحاق العديد من الأضرار بالمعدة والجهاز الهضمي وحدوث بعض المشاكل في ضعف الشهية الغذائية، وزيادة الوزن أو السمنة. إلى جانب تعرض الأسنان للتسوس خاصة إذا لم يتم العناية بها بشكل صحيح.
4) صرير الأسنان
ينظر إلى صرير الأسنان على أنه رد فعل للتوتر العصبي حيث تحدث هذه الظاهرة في الغالب عند الأطفال الذين يعانون من مشاكل في الجهاز العصبي. بالإضافة إلى ذلك، فمن الوارد أن تظهر هذه الأزمة الصحية في حالة معاناة الأطفال من الصرع أو التهاب الدماغ أو اضطرابات الجهاز الهضمي.
يجب العلم أيضا، أنه غالبا ما يرتبط صرير الأسنان الذي يصيب الأطفال بعملية نموهم وتطورهم مثل نمو الأسنان بشكل غير منتظم ومرحلة التسنين وما إلى ذلك، فالجدير بالذكر أن معظم الأطفال يعانون من هذه المشكلة الصحية في عمر الـ 6 أشهر عندما تبدأ الأسنان في النمو وغالبا ما يصاب به الأطفال مرة أخرى عندما يبلغون من العمر الـ 5 سنوات مع تواجد الأسنان الدائمة.
يمكن أن يؤدي معاناة الأطفال من صرير الأسنان لفترات طويلة إلى حدوث الكثير من العواقب الوخيمة حيث يؤثر هذا الامر على نظام المضغ والمفاصل الصدغية الفكية، وهذا من خلال قيام بعض الأطفال بالضغط على أسنانهم بشدة لدرجة أنهم يكسرون المينا أو يتسببون في تآكلها، وأحيانا يكون من الصعب ممارسة عملية المضغ وفتح الفم، وفي الحالات الشديدة يمكن أن يؤدي إلى تغيير في شكل الوجه، مما يخلق هذا الأمر بعض التعبيرات الغير متماثلة.
بوجه عام، وفي حالة إصابة الطفل بأزمة صرير الأسنان، فيجب أن يتم عرضة على أخصائي الأسنان والوجه والفكين للتحقق من حالة مفاصل العضة والتهاب الأسنان واللثة وما إلى ذلك حيث قد يضطر أخصائي تقويم الأسنان أحيانا إلى صنع أدوات للأطفال لارتدائها للتخلص من هذه العادات السيئة.
على الرغم من أن فترة طحن الأسنان عند الأطفال ليست عادة طويلة الأمد، إلا أنها من الممكن أن تؤثر سلبا على تطور نظام الأضراس، ومن الوارد أن تنتهي بشكل طبيعي بعمر الـ 12 عاما تقريبا.