بشكل رئيسي تؤثر أزمة الإكتئاب النفسية على الكثير من الفئات والملايين من الأشخاص في جميع أنحاء العالم، ومن ثم تتجلى طرق العلاج الأساسية لهذه الحالة المرضية النفسية في ضرورة تلقي العلاج النفسي والأدوية. إلى جانب هذا أيضا، فقد تشير مجموعة متزايدة من الأبحاث إلى أن بعض الفيتامينات والمكملات الغذائية يمكن أن تساعد في تحسين أعراض هذا المرض. لهذا الأمر، فقد قررنا أن نقوم اليوم بالتعرف على أفضل 4 مكملات غذائية ذات دور فعال في تقليل أعراض الاكتئاب والتغلب على هذه الحالة النفسية قدر الإمكان.
مرض الاكتئاب
مرض الاكتئاب
يعد مرض الاكتئاب هو عبارة عن حالة مرضية عقلية معقدة تتأثر بالعديد من العوامل، بما في ذلك علم الوراثة، وكيمياء الدماغ، والضغوطات البيئية، والحالة الغذائية، وما إلى ذلك.
على سبيل الفهم أكثر، يحتاج الدماغ إلى مغذيات محددة للعمل على إنتاج الناقلات العصبية، والحفاظ على صحة الخلايا، وتنظيم العمليات المتعلقة بالمزاج.
من هنا نستطيع القول بأنه من الممكن أن تؤدي أزمة نقص الفيتامينات والمعادن الأساسية إلى تعطيل إنتاج الناقلات العصبية، مما يترتب على ذلك حدوث حالة من ضعف الاتصال الخلوي، مما يساهم هذا في زيادة أعراض الاكتئاب.
إلى جانب هذا، فمن الممكن أن تساعد بعض المكملات الغذائية في موازنة الناقلات العصبية وتقليل الالتهاب ودعم وظيفة الأعصاب، وبالتالي المساعدة على تحسين الحالة المزاجية وتقليل أعراض الاكتئاب.
4 مكملات غذائية تساعد على تقليل أعراض الاكتئاب
1) مكملات أوميغا 3 الدهنية
مكملات أوميغا 3 الدهنية
تعد أحماض أوميغا 3 الدهنية، وخاصة EPA (حمض إيكوسابنتانويك)، وDHA (حمض الدوكوساهيكسانويك)، من الأحماض الهامة جدا لصحة الدماغ والحالة العقلية.
بمزيد من الفهم، فقد أظهرت بعض الدراسات أن أحماض أوميغا 3 الدهنية فعالة بشكل كبير في تحسين أعراض الاكتئاب حيث يحتوي الدماغ على حوالي 60٪ دهون، وتشكل أوميغا 3 جزءا كبيرا من أنسجة المخ. لذا، وعندما تكون مستويات أوميغا 3 غير كافية، فمن الممكن أن تتأثر وظائف المخ، مما قد يؤدي ذلك إلى المعاناة من الاكتئاب وبعض مشاكل الصحة العقلية الأخرى.
لدعم علاج الاكتئاب، يمكن تناول مكملات أوميغا 3 بجرعة مثالية تتراوح من الـ 1000-2000 مجم من EPA و DHA مجتمعين يوميا على أن تبلغ جرعة الـ EPA 1000 مجم على الأقل.
إقرأ أيضا: 6 خطوات هامة تساعد في منع حدوث الاصابة بالاكتئاب المتكرر
2) فيتامين د 3
فيتامين د 3
يؤثر فيتامين د بشكل مباشر على مناطق الدماغ التي تتحكم في الحالة المزاجية، وبناء على هذا فمن الممكن أن يؤدي نقصان هذا الفيتامين إلى الشعور بالتعب والحزن وفقدان الحافز نحو إنجاز أي مهام أما فيما يخص مكملات فيتامين د3 تحديدا، فهي تساعد في تقليل الاكتئاب الخفيف إلى المتوسط، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من نقصانها.
من الهام معرفة، أن المستوى الأمثل لفيتامين د في الدم لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب هو 30-50 نانوغرام / مل أي ما يعادل 1000-4000 وحدة دولية يوميا.
ولكن يجب مراعاة، أنه من الواجب على جميع المرضى الالتزام بالجرعة التي يحددها طبيبهم، لأن الجرعة الزائدة من هذا الفيتامين يمكن أن تسبب السمية.
3) البروبيوتيك
البروبيوتيك
يعتقد أغلبنا أن مكملات البروبيوتيك تساعد فقط في دعم عملية الهضم، ولكن هذا الأمر ليس صحيح على الإطلاق لأن هذه المكملات لها دور فعال في إنتاج الناقلات العصبية مثل السيروتونين والتي تعمل بشكل رئيسي على تنظيم الحالة المزاجية.
يجب العلم، أنه عندما يكون الميكروبيوم المعوي غير متوازن، فسوف يتعرض الجسم إلى زيادة الالتهابات بداخله والمعاناة من الخلل الوظيفي في الدماغ، مما يؤدي هذا إلى زيادة مخاطر الإصابة بالاكتئاب والقلق.
بناء على هذا، فمن الممكن أن تساعد مكملات البروبيوتيك في تقليل الالتهاب الجهازي، واستعادة توازن الميكروبيوم، وتحسين نشاط الدماغ، وتهدئة استجابات الإجهاد، وبالتالي المساهمة في التخفيف الطبيعي من أعراض الاكتئاب.
4) فيتامينات المجموعة ب
فيتامينات المجموعة ب
تشارك فيتامينات ب وخاصة الفيتامينات ب12 و ب6و ب9 (حمض الفوليك) بشكل مباشر في تخليق السيروتونين والدوبامين والنورادرينالين، غمن الهام معرفة أن نقص هذه الفيتامينات شائع عند الأشخاص المصابين بالاكتئاب، مما يؤثر سلبا على الوظيفة المعرفية والعاطفية.
يساعد فيتامين ب 12 في الحفاظ على وظيفة الجهاز العصبي ويشارك في إنتاج السيروتونين، وهو ناقل عصبي يؤثر على العواطف. لذا، فمن الممكن أن يتسبب نقصان هذا الفيتامين في حدوث المعاناة من التعب وضعف الذاكرة وتقلب المزاج والاكتئاب، وتباعا فقد تعمل مكملات فيتامين ب 12 على تحسن مثل هذه الأعراض المزعجة.
إلى جانب هذا، فقد يساعد فيتامين ب 6 الجسم على توليف السيروتونين والدوبامين والنورادرينالين، مما يؤثر هذا الأمر بشكل مباشر على العواطف، ففي حال نقص هذا الفيتامين فسوف تظهر بعض الأعراض المرضية مثل القلق أو التهيج أو الحزن أو الأرق، وهي أعراض شائعة للاكتئاب.
لحمض الفوليك (ب9) دور رئيسي في عملية إنتاج الناقلات العصبية وتخليق الحمض النووي في خلايا الدماغ حيث غالبا ما يرتبط نقص هذا الفيتامين بظهور أعراض الاكتئاب خاصة عند النساء بعد الولادة أو الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في الجهاز الهضمي.
غالبا ما يكون لدى الأشخاص المصابون بالاكتئاب مستويات منخفضة من حمض الفوليك، ومن ثم يمكن أن يعزز روتين تناول ميثيل فولات، وهو الشكل النشط من حمض الفوليك من التأثيرات المضادة للاكتئاب.
من الضروري أيضا معرفة أن مكملات فيتامين ب تعمل على توفير جميع فيتامينات ب الأساسية بنسب متوازنة، والتي قد تكون أفضل من مكملات كل فيتامين على حدة لأن هذه العناصر الغذائية لها تأثيرات تآزرية.