تعد التهابات الشعب الهوائية من أهم الأمراض التنفسية الشائعة التي تحدث الإصابة بها طوال فترات العام ولا تترك أحد بداية من الأطفال الصغار إمتدادا إلى كبار السن. ولكن من الضروري جدا معرفة أن هناك بعض العادات التي نقوم بممارستها بشكل ذاتي وتقوم بجعل المرض في حالته الأسوأ، مما يسبب هذا حدوث الكثير من المضاعفات التي تؤثر على الصحة. لذا قررنا اليوم وبشكل توضيحي أن نقوم بالتعرف على أهم 4 أخطاء منتشر اللجوء إلى إتباعها عند القيام بعلاج التهاب الشعب الهوائية.
التهاب الشعب الهوائية
تحدث الإصابة بالتهابات الشعب الهوائية بشكل رئيسي نتيجة التعرض لبعض الفيروسات مثل الفيرس الغدي أو التاجي أو بعض البكتيريا غير النمطية مثل الميكوبلازما الرئوية والكلاميديا الرئوية. بالإضافة إلى بعض فيروسات الأنفلونزا مثل A و B .
الجدير بالذكر أن المرضى الذين يعانون من التهاب الشعب الهوائية قد تظهر لديهم هذه الحالة المرضية من خلال بعض الأعراض التي تتمثل في السعال الجاف أو السعال مع البلغم أو سيلان الأنف والصفير أو من خلال بعض الأعراض الجهازية مثل الحمى والتعب وضعف الشهية وفقدانها في أغلب الأوقات.
بشكل أكثر توضيحا، فقد تتعرض بعض الحالات المرضية إلى عدد من الأعراض الخفيفة التي قد تلجأ على غرارها إلى القيام بإتباع بعض طرق العلاج الذاتي، مما يؤدي هذا الأمر إلى حدوث بعض المضاعفات مثل الالتهاب الرئوي وتوسع القصبات.
أهم 4 أخطاء يجب تجنبهم عند القيام بعلاج التهاب الشعب الهوائية
أولا: استخدام المضادات الحيوية دون إستشارة طبية
تحدث معظم حالات التهاب الشعب الهوائية بسبب الفيروسات، وبالتالي فإن استخدام المضادات الحيوية لن يجدي أي نفع هنا. فيجب العلم أن المضادات الحيوية يتم إستخدامها فقط لعلاج الأمراض البكتيرية، وليست للتعامل مع الأمراض الفيروسية.
يمكن أن يؤدي شراء المضادات الحيوية بشكل تعسفي عند الرغبة في علاج بعض الأمراض دون وصفة طبية من المختصين إلى زيادة مقاومة المضادات الحيوية، مما يجعل هذا من الصعب علاجها لاحقا حيث يحدث هذا على المدى الطويل من الوقت.
بدلا من ذلك، يجب على مصابي التهابات الشعل الهوائية القيام بزيارة الطبيب وتناول الدواء الموصوف من خلاله على النحو الطبي الآمن. فعادة ما سيقوم الطبيب في علاج التهاب الشعب الهوائية بالعمل على وصف دواء مقشع، وخافض للحرارة مثل (الباراسيتامول، الإيبوبروفين ) وهذا بدون الحاجة إلى تناول المضادات الحيوية.
إقرأ أيضا: هل التهاب الحلق عند الأطفال من الأمراض المعدية؟
ثانيا: استخدام مثبطات السعال بشكل عشوائي
يعد السعال هو عبارة عن رد فعل مفيد للجسم، وهذا حتى يتم العمل على طرد البلغم من الجهاز التنفسي وفتح الشعب الهوائية. لذلك، فإن القيام بتناول دواء السعال في الحالات الغير ضرورية، يمكن أن يقوم بمنع هذا التفاعل عن غير قصد، مما يؤدي إلى عدم طرد البلغم، ومحاصرته في الشعب الهوائية، وزيادة حالة ضيق التنفس والصفير.
يجب استخدام مثبطات السعال فقط في حالة السعال المفرط التي تؤثر بشكل سلبي على النوم، مما قد يترتب على ذلك جعل الجسم متعبا. لذلك، يجب على المرضى عدم استخدام دواء السعال بشكل تعسفي في المنزل، خاصة للأطفال الصغار دون سن الـ 4 سنوات، فمن الضروري استشارة الطبيب قبل تناول هذا الدواء.
من الهام معرفة أنه عند رعاية الأشخاص المصابين بالتهاب الشعب الهوائية في المنزل، يوصى بضرورة إعطاء المريض الكثير من الماء، والقيام بتناول مشروب العسل بالليمون، لتخفيف السعال قدر الإمكان بشكل طبيعي. ولكن يجب الحذر لأنه لا ينبغي أعطاء الأطفال دون سن العام العسل بجميع منتجاته.
ثالثا: الشفاء بالطرق الشعبية غير المثبتة
لا ينصح إطلاقا عند القيام بتلقي علاج التهاب الشعب الهوائية في المنزل أن يتم هذا عن طريق استخدام الأساليب الشعبية غير المثبتة. الجدير بالذكر أن هذا النوع من الالتهابات يحدث بسبب التعرض لبعض الفيروسات والتي يمكن أن يختفي من تلقاء نفسه، ولكن إذا لم تهدأ أعراض هذه الحالة المرضية مثل السعال الذي يستمر لأكثر من 5 أيام، أو ارتفاع درجة الحرارة بداية من 38.5 درجة مئوية أو أكثر، والمعاناة من ضيق في التنفس، فمن الضروري هنا على الفور الذهاب إلى أقرب منشأة طبية حتى يتم إجراء فحص دقيق وشامل لفهم الحالة المرضية بشكل محدد من قبل المعالجين المختصين.
من هنا، سيقوم الطبيب بالعمل على التشخيص وإعطاء نظم علاجية مناسبة وهذا مع بعض المرضى، ولكن إذا كان المريض في حالة الحاجة الشديدة للمتابعة وتلقي العلاج، فقد ينصح الطبيب بضرورة الدخول إلى المستشفى لتلقي الرعاية المناسبة.
رابعا: التوقف عن استخدام الدواء في منتصف الفترة العلاجية
في كثير من الاوقات قد يلجأ أصحاب هذه الحالة المرضية إلى القيام بإيقاف تناول الدواء بشكل تعسفي في منتصف الطريق من خلال رؤية أن أعراض التهاب الشعب الهوائية تهدأ، فيجب العلم هنا أن هذا الأمر هو أحد أهم الأخطاء النموذجية التي يرتكبها المرضى.
يجب العلم أن هذا السلوك الغير صحيح قد يتسبب في عدم علاج المرض بشكل نهائي، ويمكن أن يتكرر مع أعراض أكثر حدة، يصعب علاجها. يمكننا القول أيضا بأن الاستخدام غير الكافي للمضادات الحيوية يزيد أيضا من خطر البكتيريا المقاومة للأدوية. لذلك، فمن الضروري أن يتم استخدام الدواء بدقة وفقا لمؤشرات الجرعة الطبيبة الموصوفة التي عادة ما يتم وصفها للمرضى لمدة 7 أيام أو أكثر حسب حالة كل مريض.