بعد الولادة، يعد أمر تنظيف الأعضاء التناسلية الخارجية بشكل كامل وصحيح من الأمور الهامة للغاية والتي يجب على النساء محاولة الإلتزام بها للوقاية من حدوث الإصابة بالأمراض التناسلية النسائية الشائعة. لذا جئنا اليوم لكي نتعرف على أهم 4 أمراض نسائية من الشائع أن تعاني المرأة منها خاصة في مرحلة ما بعد الولادة، وهذا حتى نستطيع العمل على تجنبها قدر الإمكان.
ما هي أهم 4 أمراض نسائية شائع الإصابة بها بعد الولادة؟
أولا: التهاب المهبل
يعد التهاب المهبل من أكثر الأمراض شيوعا التي تصيب النساء بعد الولادة، وهذا لأن المهبل في هذه الفترة يطرأ عليه العديد من التغيرات خاصة بالنسبة للنساء اللائي يلدن بشكل طبيعي، فالجدير بالذكر أن هذه الحالة المرضية إذا لم يتم علاجها بشكل فوري وبصورة مبكرة، فمن الممكن أن ينتج عنها العديد من أمراض النساء الخطيرة الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، يؤدي أيضا خوض تجربة شق العجان أثناء الولادة إلى تغيير البيئة المهبلية ومن ثم تصبح أكثر عرضة للعدوى والالتهابات إذا لم يتم الحفاظ عليها بشكل آمن وصحي.
من الهام معرفة أنه نظرا لكون المنطقة الحميمة في هذا الوقت لا تزال تعاني الكثير من الإفرازات المهبلية والتورم والألم، فيجب العلم أن الأعراض آنذاك الوقت ستكون أكثر إزعاجا وخطورة إلى حد ما حيث شعور المرأة الدائم بالحكة والحرقة في المهبل، والشعور بالتورم في هذه المنطقة، إلى جانب ظهور كدمات ما بعد الولادة، والكثير من الإفرازات المهبلية حيث يبدو المهبل دائما في حالة لزجة ومبللة.
ثانيا: التهابات الرحم
تحدث المعاناة من هذه الحالة المرضية بسبب بعض العوامل التي تتعرض لها المرأة ومن ضمنها الولادة القيصرية الغير آمنة، والمعاناة من حالة الهيموفيليا المرضية أو عدم الإلتزام بالتعقيم الجيد.
ينبغي معرفة أن من أهم الأعراض الشائعة لهذه الحالة المرضية هي فقدان الشهية، والمعاناة من الأرق، وارتفاع درجة الحرارة، وآلام أسفل البطن، ومنطقة الحوض، والإفرازات المفرطة الممزوجة أحيانا بالدم، والرائحة الكريهة . إلى جانب عدم انتظام دقات القلب، وإنتفاخ الرحم.
يجب العلم أنه إذا لم يتم علاج هذا المرض في الوقت المناسب، فسوف يتسبب هذا الأمر في انتشار الالتهابات، ومن ثم تتواجد صعوبة شديدة في خوض تجربة الحمل فيما بعد أو زيادة مخاطر التعرض للإجهاض والولادة المبكرة.
إقرأ أيضا: كيف يؤثر التهاب بطانة الرحم على الدورة الشهرية؟
ثالثا: التهابات المبيض وقناتي فالوب
يعد التهاب المبيض من أهم المضاعفات المرضية الخطيرة التي تصيب النساء بعد الولادة. فالجدير بالذكر أن هذه الحالة تعد من الحالات المرضية التي تتأثر فيها الأنابيب بالبكتيريا والفطريات والشوائب والطفيليات، ومن ثم قد يترتب على هذا الأمر المعاناة من الالتهابات التي تحدث غالبا بسبب التهابات المهبل وعنق الرحم وإنتقالها إلى قناتي فالوب.
بمزيد من التوضيح، عندما تلتهب قناة فالوب، تكون البيئة المهبلية في هذه الأوقات غير متوازنة على الإطلاق ومن هنا تؤثر على جودة البويضات والحيوانات المنوية عند الانتقال من خلالها، وتكون عملية الحمل في أصعب أحوالها.
من الهام معرفة أن الآفات والالتهابات المهبلية إذا لم يتم علاجها بشكل فوري فسوف تزداد وتنمو، وتنتقل إلى المبايض، مما يتسبب هذا الأمر في إصابتها بالالتهابات، وعرقلة عمل قناة فالوب.
بوجه عام يجب الإنتباه إلى أهم الأعراض الشائعة لهذه الحالة المرضية والتي تتمثل في التهاب الزوائد، وآلام أسفل البطن، وعسر الطمث، والإفرازات المفرطة، والتعب، والآلام أثناء الجماع.
رابعا: هبوط الرحم
خلال فترة الحمل، سوف يزداد حجم الرحم تدريجيا بحيث يكون هناك مساحة كافية لنمو الجنين، ومن بعد الولادة، سوف يعمل الرحم على التقلص مرة أخرى ولكن لا يمكن أن يعود إلى حجمه الأصلي، وفي الوقت نفسه، سوف يكون لجوانب الطرف العلوي من عنق الرحم رباط، فإذا كانت هذه الأربطة فضفاضة بسبب بعض التأثيرات المعينة ، فلن تكون قادرة على رفع عضلات الشرج ومن هنا تحدث المعاناة من هبوط عنق الرحم.
يجب العلم أن لهبوط الرحم درجات عديدة. فعلى سبيل التوضيح إذا كان المرض خفيفا يبقى الرحم في القناة المهبلية أما إذا كان المرض شديدا، فسوف يتم إسقاط الرحم بأكمله خارج المهبل. ثم يكون عرضة للمعاناة من الالتهابات، حتى أنه يجب إزالته بسبب عدم قدرته على الانكماش من تلقاء نفسه.
من الهام معرفة أنه في حالة المعاناة من هبوط الرحم، سوف تواجه المرأة صعوبة كبيرة في المشي، والإمساك المستمر، والشعور بالثقل في منطقة الحوض.
ما هي آلية تنظيف المنطقة الحميمة بشكل صحيح للنساء بعد الولادة؟
عادة، وفي غضون أربعين يوما من بعد الولادة، يجب أن يقوم الرحم بإفراز مواد مختلطة من خلال المهبل، وهذا بسبب عدم إتمام عملية التعافي الكامل للمهبل وعنق الرحم والأعضاء التناسلية الخارجية وداخل الرحم تماما، ومن ثم غالبا ما يحتوي الجزء المحيط بالأعضاء التناسلية الخارجية والشرج على رواسب دموية.
في حالة عدم إهتمام النساء بعد خوض تجربة الولادة بالنظافة الصحية السليمة، فيجب العلم أن هذا الأمر سوف يؤدي إلى الإصابة بالعديد من الالتهابات ومشاكل الأعضاء التناسلية. لذلك يعد أمر تنظيف المنطقة الحميمة للنساء مهما للغاية، ويجب تنفيذه على النحو التالي:
1) يوصى باستخدام منتجات الحماية الصحية ذات السمعة الطيبة حيث يجب تغييرها 3-4 مرات في اليوم، حتى لا يكون للبكتيريا وقت للتراكم وإذا تطلب الأمر يتم إستبدالها بمعدلات أكثر من ذلك.
2) تنظيف المنطقة الحميمة بالماء النظيف، ولكن يجب توخي الحذر تجاه أمر ترك ماء الشطف يدخل إلى المهبل.
3) ينبغي البعد عن الغسل المهبلي بعد الولادة لأن المهبل في هذه الأوقات يصبح في حالة تلف.
4) إتباع قاعدة التنظيف من الأمام إلى الخلف، وغسل الأعضاء التناسلية الخارجية أولا، ثم غسل فتحة الشرج.
5) تنظيف المنطقة التناسلية جيدا بعد كل عملية تبول.
6) إذا كان العجان يحتوي على غرز، فبالإضافة إلى غسله عدة مرات في اليوم، فمن الواجب أيضا أن يتم توخي الحذر لمراقبة وتنظيف الغرز.
7) بعد الولادة، يجب العمل على استخدام سراويل قطنية جيدة التهوية، وذات طبيعة فضفاضة.