تعد التهابات البروستاتا من أكثر الأمراض الذكورية شيوعا وإنتشارا حيث تحدث المعاناة منها نتيجة العديد من الأسباب المختلفة، ولكن هناك 4 أنواع شائعة سوف نقوم اليوم بالحديث عنها بشكل توضيحي مفسر.
التهاب البروستاتا
عند الحديث عن التهاب البروستاتا، فيجب العلم أننا أمام حالة مرضية تصيب غدة صغيرة تقع أسفل المثانة مباشرة عند الرجال، فالجدير بالذكر أن هذه الغدة التي تسمى بغدة البروستاتا هي المسؤولة عن إنتاج السائل المنوي ونقل الحيوانات المنوية حيث أنها تمثل 50 إلى 75٪ من السائل المنوي.
على الرغم من أن التهاب البروستاتا يبدأ في البروستاتا نفسها، إلا أن هذه النوعية من اللتهابات يمكن أن تنتشر إلى المنطقة المحيطة بغدة البروستاتا لدى الرجال وتقوم بخلق الكثير من المشاكل الصحية ومشاعر عدم الراحة.
من الهام معرفة أن الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاما هم الفئة العمرية الأكثر عرضة للإصابة بالتهاب البروستاتا، وخاصة التهاب البروستاتا من النوعية المزمنة أما فيما يخص الرجال الذين تقل أعمارهم عن الـ 40 عاما والذين يعانون من التهاب البروستاتا، فيجب العلم أن هذه الحالة المرضية من الوارد أن تنتج ناتجا الأمراض المنقولة جنسيا أو بعض من العوامل الأخرى.
4 أنواع شائعة من التهابات البروستاتا
1) التهاب البروستاتا المزمن غير الجرثومي
غالبا ما يرتبط الرجال المصابون بالتهاب البروستاتا غير الجرثومي بمتلازمة ألم الحوض المزمن، وآلام الحوض المتكررة، وما إلى ذلك، فالجدير بالذكر أن هذه الحالة المرضية لها الكثير من الأعراض المرضية في المسالك البولية ولكن هذا الأمر لا يرتبط بالعامل البكتيري.
بوجه عام، يعاني الأشخاص المصابون بالتهاب البروستاتا المزمن غير الجرثومي من أعراض مشابهة لالتهاب البروستاتا الجرثومي المزمن حيث يعاني المريض من سلس البول والإفراط في التبول وخلايا القيح في البول.
من هنا يمكننا القول أن التهاب البروستاتا المزمن إذا ترك دون علاج أو تم وصف الأنظمة العلاجية الغير صحيحة، فسوف يؤدي هذا الأمر إلى العديد من المضاعفات التي تؤثر بشكل خطير على صحة الرجال ونوعية حياتهم مثل التهابات المسالك البولية المتكررة وتضيق مجرى البول واحتباس البول المزمن. إلى جانب المعاناة من العجز الجنسي حيث انخفاض الرغبة الجنسية، وضعف الانتصاب، وسرعة القذف ، أو الألم أثناء القذف، بالإضافة إلى إمكانية تأثير هذه الالتهابات على جودة الحيوانات المنوية ، ويقلل من حركتها مما يؤدي هذا إلى حدوث العقم، والتهاب البربخ.
بالرغم من ذلك، لن يعاني جميع الأشخاص المصابين بالتهاب البروستاتا المزمن من جميع المضاعفات المذكورة أعلاه حيث يعتمد خطر حدوث مضاعفات على العديد من العوامل بما في ذلك شدة المرض ومدة المرض وأنماط العلاج المتبعة حيث ينصح بأهمية تلقي العلاج المبكر لمنع المضاعفات.
2) التهاب البروستاتا المزمن الجرثومي
مع التهاب البروستاتا الجرثومي المزمن تحدث أعراض العدوى وتتكرر بشكل دائم، فالجدير بالذكر أن الأعراض هنا ليست شديدة مثل الالتهابات الحادة التي تتطور وتستمر بدرجة خفيفة.
يجب العلم أنه عادة ما تستمر أعراض هذا النوع من التهاب البروستاتا لأكثر من 3 أشهر، وتبدو من خلال حرق وسلس البول، والتبول الليلي، والإلحاح البولي، والآلام أسفل البطن، والآلام أسفل الظهر، وآلام الخصية أو القضيب، وآلام المثانة، والألم عند القذف وممارسة العلاقة الحميمة.
تتمثل المضاعفات الموضعية المتعلقة بالجهاز البولي والجهاز التناسلي في التهابات المسالك البولية المتكررة، والتهاب البربخ، والحويصلات المنوية، وخراجات البروستاتا، وتضيق مجرى البول؛ والعجز الجنسي والعقم، وفي حالات نادرة جدا، يمكن أن تنتشر العدوى من غدة البروستاتا إلى مجرى الدم، مما يسبب تعفن الدم، وهي حالة تهدد الحياة.
بالإضافة إلى ذلك، يؤثر التهاب البروستاتا الجرثومي المزمن على علم النفس ونوعية الحياة حيث يتمثل هذا في آلام الحوض المزمنة، ويؤثر بشكل خطير على الأنشطة اليومية والنوم والعمل والقلق والاكتئاب وما إلى ذلك.
3) التهاب البروستاتا الجرثومي الحاد
غالبا ما يعاني الرجال المصابون بالتهاب البروستاتا الحاد الناجم عن البكتيريا من أعراض مفاجئة وشديدة حيث تتمثل الأعراض في الحرقان والألم الحاد عند التبول، وآلام البطن، والغثيان والقيء وآلام الجسم وإجهاد العضلات والقشعريرة والحمى. إلى جانب هذا، فمن الوارد أن يشم أصحاب هذه الحالة المرضية رائحة كريهة أو يرون دما في البول والسائل المنوي.
إذا لم يتم علاج هذا النوع من الالتهابات على الفور، فمن الممكن أن يؤدي إلى حدوث مضاعفات صحية خطيرة مثل خراج البروستاتا (أكياس القيح في البروستاتا)، وتعفن الدم، والتهاب البربخ، والشكوى من التهاب البروستاتا المزمن.
لذلك، ينصح دائما بأهمية التعرف على الأعراض والذهاب إلى الطبيب للتشخيص والعلاج في الوقت المناسب حيث يعد هذا الأمر مهم جدا للعلاج الفعال والوقاية من المضاعفات.
4) التهاب البروستاتا بدون أعراض
على الرغم من أن هذا النوع من الالتهابات لا يسبب أعراضا فورية، ولكنه إذا ترك دون علاج فمن الممكن أن يسبب مضاعفات محتملة ويؤثر على صحة الرجال على المدى الطويل من حيث الخصوبة وجودة الحيونات المنوية، بالإضافة إلى إمكانية تسببه في زيادة مخاطر الإصابة بالتهابات المسالك البولية أو تقدم الوضع المرضي إلى التهاب البروستاتا المزمن المصحوب بأعراض، ومن ثم يصعب علاجة على الفور وفي مدة زمنية قليلة.
من أهم المضاعفات الأخرى التي قد تكون أقل شيوعا لهذه النوعية من الالتهابات هي التهاب البربخ، وخراج البروستاتا وما إلى ذلك. لذلك، يعد روتين علاج التهاب البروستاتا بدون أعراض ضروري لمنع المضاعفات المحتملة، وخاصة التي تؤثر على الخصوبة.