إنه لأمر طبيعي , أن تكون المرأة خلال فترة حملها سريعة التأثر حتى أن الأمور البسيطة بالنسبة لجميع الأشخاص قد تتعامل معها النساء الحوامل كأنها أمر مهولا , ويرجع ذلك إلى التغيرات المصاحبها للهرمونات التي تنعكس على الصحة الجسدية والنفسية خلال تلك المرحلة التي تتسم بكونها فائقة الحساسية , بل وتجعل المرأة هشة من الداخل حيث يمكن بكلمة إيجابية أن تشعرها بالدعم , وكلمة أخرى قد تثير غضبها , فمن المتوقع أن تعاني الحامل من بعض المشكلات الصحية التي ربما تواجهها للمرة الأولى خلال الحمل , أو قد تكون نتاجا لحالة طبية أساسية كامنة أدى الحمل إلى تحفيزها وهي مايطلق عليها مضاعفات الحمل .. وسوف نقدم من خلال مقالنا التالي 4أنواع المضاعفات العصبية أثناء الحمل .
نبذة عن مضاعفات الحمل
بما أن المرأة الحامل والجنين القابع في الرحم يعتبران شخصا واحدا فإنه من الممكن أن تترك مضاعفات الحمل تأثيرها عليهما معا , ويتم تقسيم الأشكال الشائعة من المشكلات إلى تلك التي تحدث في الشهور المبكرة الأولى من الحمل , والأخرى التي تنشأ في النصف الثاني أو في المراحل المتأخرة من الحمل .
في البداية لنستهل حديثنا عن المتوقع حدوثه من مضاعفات خلال بدايات الحمل وتحديدا في الأشهر الثلاثة المبكرة حيث يمكن أن تعاني بعض النساء من الشعور بالرغبة في التقيؤ وغثيان الصباح , فمن السهولة أن تثار المعدة , ةمع تزايد فرص التعرض لإضطرابات هضمية ,واستمرارا لسلسلة المضاعفات, يمكن أيضا أن تتعرض المرأة الحامل للإمساك الهرموني الناجم عن تأثير هرمونات الحمل .
وقد تم رصد هذا الصداع المؤلم في الرأس كشكل آخر من الحالات المرضية التي يمكن أن يسبب ضغطا شديدا مع الشعور بالإعياء والإرهاق المفرط , ولايتوقف عند هذا الحد حيث يظهر نمط آخر من التأثيرات على صحة العضلات في صورة شد عضلي يتفاقم أثره بشكل خاص خلال فترات الليل .
وبعد أن تناولنا مضاعفات الحمل وانعكاساتها على الهيكل العظمي في صورة تشنجات مؤلمة في عضلات الظهر والحوض , والأخرى الملقاة على الجهاز الهضمي في شكل عسر الهضم , وحرقان المعدة , وارتجاع المرىء التي تعاني المرأة على أثره من الحموضة المعوية نتيجة ارتداد حمض المعدة إلى المرىء والذي يصبح شائعا في الأشهر الأخيرة من الحمل بسبب الضغط المتزايد من الرحم تزامنا مع نمو الطفل .
أبرز المضاعفات العصبية أثناء الحمل
ربما لم نتطرق إلى هذا الأمر من قبل , ولكن فترة الحمل أيضا من الممكن أن يصاحبها مضاعفات عصبية ذات صلة بالجهاز العصبي للمرأة الحامل وعلى الرغم من تصنيفها بإعتبارها نادرة الحدوث إلا أنها قد تشكل خطورة على صحة كلا من المرأة الحامل والجنين , وقد تم صياغة ماتوصل إليه الأطباء من مشكلات تؤثر على الأعصاب إلى أربعة أنواع :
1-السكتة الدماغية أو جلطة الدماغ
من المعروف أن حدوث تلك المشكلة الطارئة يرتبط بإنسداد أو تمزق أحد الأوعية الدموية الموجوجة في الدماغ ,وعلى الرغم من عدم شيوع السكتة الدماغية أثناء الحمل إلا أن المرأة الحامل تصبح معرضة لها في ظل مواجهة مشكلة الإرتفاع الحاد في ضغط الدم والذي يمثل عامل الخطر الرئيسي المسبب في الدماغ والتي من الممكن أن تصاب بها النساء سواء أثناء الحمل أو قد تقع بعد ولادة الطفل , ويصاحبها ظهور أعراض ممثلة في الشعور بالتنميل والخدر في عضلات الوجه والساق مع ضعف مفاجىء في جزء واحد من الجسم ,إلى جانب تشوش وصعوبات الرؤية , كما يصبح من الصعب تفسير الكلمات المنطوقة من المرأة , مع الإحساس بالدوخة وفقدان التوازن الجسدي
وبالنسبة للأسباب الكامنة وراء حدوثها فإنه على الرغم من وجود عوامل عديدة ساهمت في ذلك مثل السمنة المفرطة , وتسمم الحمل , وسكري الحمل المؤقت , إلا أنه يوجد سبب أكثر شيوعا متعلق بالجلطات الدموية حين تزداد عوامل تخثر الدم تزامنا مع الحمل مما يجعل إصابة الحامل بالسكتة الدماغية أمرا وارد الحدوث , فقد يتسبب الحمل في ظهور تورمات وانتفاخ في مناطق معينة من الجسم مما يحول دون التدفق الدموي الطبيعي ,وخاصة أسفل الساقين وتحديدا عند وجود ضعف طارىء في التروية الدموية , كما تصبح المرأة أكثر عرضة للإصابة بجلطات الدم في الأشهر الأخيرة من الحمل نتيحة إطلاق الجسم لنوع من المواد للمساعدة في سرعة تجلط الدم ,وهي آلية طبيعية للتقليل من احتمالات النزيف الدموي الحاد أثناء الولادة مما يمكن أن ينذر بوقوع سكتة الدماغ
2-التشنجات الناجمة عن مرحلة ماقبل تسمم الحمل ( مقدمات الإرتعاج )
تعرف بمقدمات الإرتعاج أو مرحلة ماقبل تسمم الحمل ,وهي تشير إلى نوع من المضاعفات المتطورة الخطيرة ذات الصلة بفرط ارتفاع ضغط الدم , أو ارتفاع مستويات البروتين في البول ,وعن التوقيت الذي يمكن أن تحدث فيه فقط فمن المتوقع أن يكون في منتصف فترة الحمل وبشكل أكثر دقة بعد انقضاء 20 أسبوعا , وتوجد بعض المعتقدات بشأن وجود علاقة وثيقة بين معاناة المرأة الحامل من تلك الحالة الطبية المعروفة بالإنسمام الحملى والتي يرافقها حدوث اختلاجات أو تشنجات صادرة من أجسام النساء الحوامل تشبه انتفاض الجسد بشكل لاإرادي كأمر خارج عن السيطرة
وتنقسم العلامات الدالة على إصابة الحامل بمقدمات الإرتعاج إلى أعراض طفيفة ومن أبرزها
1-بروز تورم واضح على اليدين والوجه وبشكل خاصة حول العينين
2-ظهور بقع حمراء اللون , وصغيرة الحجم على سطح الجلد
من الأعراض الشديدة
- نوبات من الصداع الحاد , الذي يستدعي الحصول على استشارة طبية في حالة عدم ملاحظة تحسن ملحوظ في غضون 24 ساعةً أو في ظل عدم فاعلية مسكنات الآلام كدواءأسيتامينوفين
- ارتباك وتشتت ذهني
- ضبابية الرؤية وعدم وضوحها
- ضيق في التنفس
- مغص شديد في البطن والتقيؤ المستمر الذي يصل إلى حد الإعياء
يجب الإشارة إلى أنه قد تنشأ بعض التأثيرات الجسيمة المهددة لحياة كلا من المرأة الحامل والجنين إلى الحد الذي يسبب تليف الكبد والكلى
اقرأ أيضا للنساء الحوامل .. أبرز مضاعفات مرض الذئبة الحمراء أثناء الحمل
3-الصداع النصفي الشديد
عندما يداهمك مثل هذا الصداع الحاد والمستمر والذي فشلت كل الطرق في تسكين آلامه فمن المحتمل أنك على مشارف تسمم حملي كأخطر المضاعفات , حيث يعد من الأعراض المبكرة للحمل والمتعلقة بالهرمونات التي يجلبها معه , وهو أحد أكثر الإضطرابات العصبية شيوعا بشكل عام ولدى الحامل بشكل خاص حيث يزداد حجم الدم , ويتركز الألم في أحد جانبي الرأس عادة وقد يكون من النوع الطفيف أو الشديد , وقد يرافقه فرط الحساسية تجاه مصادر الصوت والضوء , إلا أنه سوف يشهد بعض التحسن بمجرد عودة هرمون الإستروجين إلى مستويات مستقرة
4-متلازمة غيلان باريه.
تمثل أحد الحالات العصبية التي تنطوي على اضطراب في المناعة الذاتية , حيث يستهدف الجهاز المناعي أعصاب الجسم مسببا خللا جسيما في الجهاز العصبي اللاإرادي , كما يجعل عضلات الجهاز التنفسي أكثر عرضة للضعف والتضرر, وعادة ماتكون نتيجة مترتبة على الإصابة بعدوى أو الخضوع لجراحة ما , أو الآثار الجانبية للقاح التطعيم ,أو ورم لمفي , أو التعرض المفرط للسموم
- بالنسبة للأعراض الأولية فإنها تشمل وهن وخدر في القدمين والساقين وخاصة في الأصابع التي تعاني من احساس مشابه لوخز الدبابيس
- معاناة الساقين من ضعف شديد يمتد وصولا إلى الجسم من أعلى
- خطوات غير متناسقة تفتقد للتوازن أثناء المشي أو صعود السلم
- مواجهة صعوبات في حركة عضلات الوجه وخاصة عند البلع أو المضغ أو حتى نطق الكلمات
- الرؤية المزدوجة
- تشنجات في العضلات بشكل مفاجىء تشبه الشد العضلي أثناء الليل
- فقدان القدرة على التحكم في عضلات المثانة أو الوظائف المعوية .
- تسارع وتيرة نبضات القلب
- اضطرابات ضغط الدم صعودا وهبوطا
عوامل الخطر للمضاعفات العصبية أثناء الحمل
- وجود تاريخ طبي سابق من حالات الإضطرابات العصبية
- الزيادة المفرطة في ضغط الدم أثناء الحمل
- المعاناة من اختلالات تخثر الدم
علاج المضاعفات العصبية أثناء الحمل
- البدء في معالجة الحالة الأساسية الكامنة أولا والسيطرة على التشنجات المفاجئة
- وصف أنواع الأدوية العلاجية التي تتوافق مع كل حالة
- الزيارات الدورية الدقيقة إلى الطبيب المختص لمتابعة سلامة الحمل