تعاني معظم النساء أثناء الحمل من آلام الظهر في مرحلة ما، فالجدير بالذكر أن هذه النوعية من الآلام تجعل العديد من الحوامل في حالة من التعب والإرهاق حيث يبدو هذا واضحا من خلال معاناتهن من الصعوبة في المشي حتى قد يصل الأمر إلى فقدانهن للنوم المثالي. لهذا الأمر سنتعرف الآن من خلال مقالنا اليوم على أسباب إصابة الحامل بآلام الظهر، وما هي أهم 4 طرق فعالة للعمل على تقليل هذه الآلام قدر الإمكان؟.
أسباب إصابة النساء الحوامل بآلام الظهر
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث المعاناة من آلام الظهر لدى النساء الحوامل، بما في ذلك التغيرات الهرمونية والوزن والموقف العام للسيدة الحامل حيث يمكن أن يظهر الألم في وقت مبكر من الأشهر الأولى أو المتأخرة من الحمل.
على سبيل التوضيح وفي أول 3 أشهر، تزداد مستويات هرمون البروجسترون في الجسم بسرعة حيث يتسبب هذا الهرمون في استرخاء العضلات والأربطة بالقرب من الحوض، ومن ثم يمكن أن يؤثر هذا الوضع الصحي على استقرار ومحاذاة المفاصل.
إلى جانب هذا، فيساعد هرمون آخر يسمى الريلاكسين البويضة على الانغراس في جدار الرحم ويمنع أيضا الانقباضات في المراحل المبكرة من الحمل، وعندما يكون المخاض وشيكا، يعمل هذا الهرمون على تحفيز عنق الرحم على التليين والفتح استعدادا للولادة.
الجدير بالذكر، أن هرمون الريلاكسين هذا يعمل على إرخاء الأربطة والمفاصل في منطقة الحوض بحيث يمكن أن تتوسع قناة الولادة أثناء مرحلة الوضع، ومن ثم يؤثر هذا الهرمون على الأربطة التي تثبت العمود الفقري، مما يتسبب هذا في الشعور بأحاسيس عدم الاستقرار وآلام أسفل الظهر.
لا يمكننا ايضا أن ننكر دور الإجهاد هو أيضا في معاناة الحامل من آلام الظهر والذي يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الحالة المزاجية ويتسبب في الشعور ببعض الأعراض الجسدرية المرضية مثل التعب والصداع والتصلب وآلام العضلات.
بوجه عام، وخلال المراحل المتوسطة والمتأخرة من الحمل، يستمر الرحم في التوسع مع نمو الجنين بشكل سريع حيث ينتقل مركز ثقل المرأة الحامل إلى مقدمة الجسم مع نمو وزن الجنين.
لتجنب ميل الحامل إلى الأمام، فغالبا ما تحدث حالة من الاضطرار إلى التوازن عن طريق الانحناء للخلف، مما يترتب على هذا الأمر إصابة العضلات بحالة من الإجهاد وخاصة في منطقة أسفل الظهر مما يساهم هذا الأمر بشكل مباشر في آلام أسفل الظهر وتصلب العضلات.
قرب نهاية الحمل، وكلما تطور الجنين، فسوف تصبح بطن المرأة الحامل أكبر وأثقل، مما يؤدي هذا إلى انحناء الظهر الأيمن للأمام أكثر ومن ثم يصبح أكثر إيلاما في هذه الأوقات,
4 تدابير بسيطة للمساعدة في تخفيف آلام الظهر أثناء الحمل
1) الحفاظ على الوضعيات المناسبة
عند تملك النساء الحوامل رغبة التقليل من مخاطر الإصابة بآلام الظهر، فمن الواجب عليهن الانتباه إلى الحفاظ على المواقف الصحيحة على مدار اليوم مثل الوقوف في وضع مستقيم واسترخاء الكتفين، والتقليل من الجلوس الكثير أو الوقوف لفترة زمنية طويلة.
بوجه عام يجب أن يكون وضع الجلوس ثابتا بحيث يمكن للحامل أن تعمل على رفع الساقين برفق حيث يلزم هذا الأمر ضرورة اختيار مقعدا مناسب مع مسند ظهر صحي، ومن ثم العمل على وضع وسادة صغيرة خلف الظهر، وتجنب الجلوس مع ثني الظهر.
عند صعود ونزول الدرج، فيجب علينا وضع القدمين على خطوة واحدة قبل المضي قدما، وتجنب تماما حمل أو رفع الأشياء الثقيلة، والبعد قدر الإمكان عن التغيرات المفاجئة في المواقف.
2) ارتداء الملابس والأحذية المناسبة
تلعب الملابس الفضفاضة والجيدة التهوية المصممة خصيصا للنساء الحوامل دورا رائعا وفعالا في عملية تجنب الضغط على منطقتي البطن والظهر.
بالإضافة إلى ذلك، فينصح أيضا بضرورة العمل على إختيار الأحذية ذات النعل المسطح سهلة الارتداء وتجنب الكعب العالي تماما لأنها يمكن أن تحول عملية التوازن إلى الأمام وتتسبب في الإصابة بالسقوط.
3) النوم على الجانب
يوصى أغلب الاطباء بضرورة استلقاء الحامل على الجانب وتجنب تماما عادة النوم على الظهر مع ضرورة الحفاظ على ثني إحدى الركبتين أو كلتيهما.
الجدير بالذكر أن الاستلقاء على الجانب الأيسر يساعد بشكل مباشر على تدفق الدم والتقليل من الضغط على الظهر والخصر والحوض حيث يمكن تحقيق هذا من خلال وضع وسادة إضافية بين الركبتين والمنطقة المحيطة بالبطن أو يمكن استخدام وسادة معانقة طويلة.
4) الحفاظ على دفء الجسم
يمكن تحسين آلام الظهر عن طريق تدليك منطقة أسفل الظهر للمساعدة في تهدئة الألم والتعب حيث ينصح في هذه الأوقات بضرورة إبقاء الجسم والظهر دافئين.
ينصح أيضا بأهمية أخذ حمام دافئ أو تطبيق منشفة دافئة حيث يعد هذا هو أيضا وسيلة للمساعدة في تخفيف مشاعر الألم الغير مريحة في منطقة الظهر.
بمزيد من الإنتباه، يجب على النساء الحوامل ملاحظة، إذا كانت هناك أعراض لزيادة الألم والذي من الوارد أن يستمر إلى فترات طويلة ويبدو واضحا في صورة الحمى والنزيف المهبلي والألم الحاد أو الحرق عند التبول، فمن الضروري أن يتم الذهاب على الفور إلى أقرب منشأة طبية متخصصة للفحص وتلقي العلاج في الوقت المناسب.