تتسبب الفصول الأربعة المتغيرة بصورة مباشرة في معاناة الكثير من أمراض الجهاز التنفسي حيث أن هذا الأمر قد يتمثل في الإصابة بالسعال والإنفلونزا والتهاب الحلق ونزلات البرد والأمراض المزمنة. لذلك، فيعد أمر العمل على تقوية الجهاز المناعي من الأمور الهامة والفعالة التي بناء عليها يستطيع الجسم أن يقوم بمقاومة العديد من الأمراض والمشاكل الصحية. لهذا سنقوم الآن ومن خلال سطورنا القادمة بالتعرف على أفضل 4 طرق نستطيع من خلالهم الحفاظ على صحة الجهاز المناعي خلال أوقات الفصول المتغيرة.
المناعة ومقاومة الجسم
تعد المقاومة هي الدرع الواقي الدفاعي للجسم ضد تغلغل العوامل المسببة للكثير من الأمراض الغريبة التي تنتج عن طريق التعرض للفيروسات والبكتيريا والطفيليات، فمن الهام معرفة أنه يتم إنشاء المقاومة في الجسم من خلال الجهاز المناعي.
الجدير بالذكر أنه إذا كانت هناك مقاومة جيدة من الجسم، فسوف تقوم بالعمل على منع العديد من العوامل الضارة المتواجدة في البيئة المحيطة من الدخول إلى الجسم وإصابته بالعديد والكثير من الأمراض والمشاكل الصحية.
4 طرق هامة للحفاظ على الجهاز المناعي خلال الفصول المتغيرة
أولا: إعتماد نظام غذائي صحي ومغذي
في الواقع، لا يوجد نظام غذائي متخصص يعزز جهاز المناعة ويحمينا من الفيروسات والبكتيريا والطفيليات. ولكن يعد اتباع نظام غذائي علمي ومغذي من الأمور الهامة التي تساعد الجهاز المناعي على أداء وظيفته بشكل جيد ضد مسببات الأمراض.
يجب العلم أن النظام الغذائي العلمي المغذي بما فيه الكفاية لجميع المراحل العمرية يجب أن يحتوي على جميع المجموعات الأساسية الأربع من المواد الغذائية، فعلى وجه الخصوص يجب التركيز على البروتين لأنه يساعد على تكوين أجسام مضادة وناقلات عصبية ومواد مضادة للالتهابات .
أما عند حديثنا عن الدهون فيجب أن نقوم بمعرفة أنها تلعب دورا هاما في عمل الجهاز المناعي، وخاصة الدهون غير المشبعة مثل الدهون المتواجدة في الأسماك والمكسرات عالية الدسم مثل بذور اليقطين وبذور عباد الشمس والفول السوداني والفاصوليا.
الجدير بالذكر أيضا أن هذه جميع هذه العناصر غنية أيضا بفيتامين E المضاد للأكسدة، وعنصر المغنيسيوم الذي يساعد على تقليل التوتر، إلى جانب السيلينيوم الذي يساعد في زيادة مقاومة الجسم.
بالإضافة إلى ذلك، فيجب أيضا إعطاء الأولوية للأطعمة الغنية بالفيتامينات أ ، ب ، ج حيث أن هذه الفيتامينات تلعب دورا مهما جدا في جهاز المناعة حيث أكدت العديد من الدراسات الحديثة أن مكملات فيتامين أ الكافية يمكن أن تقلل من وفيات الأطفال، وفي حالة نقصانها فمن الممكن أن يسبب هذا تقليل إفراز الغدد الخارجية وضعف القدرة على منع دخول البكتيريا.
بالنسبة لفيتامين C فهو يعد واحد من أفضل العناصر الغذائية المعززة للمناعة التي تعمل على علاج الكثير من الأمراض والوقاية منها، وهذا لأنه يعتبر أحد مضادات الأكسدة القوية الذي يساعد على حماية الخلايا من الجذور الحرة، وله تأثيرات مضادة للفيروسات ومضادة للبكتيريا ومضادة للأرجية.
ينصح أيضا بضرورة زيادة تناول المضادات الحيوية الطبيعية مثل البصل والثوم حيث أنها تحتوي على مركبات الأليسين والفيتامينات A ، C ، E ، والمعادن مثل السيلينيوم والكبريت والزنك. فالجدير بالذكر أن جميع هذه العناصر تعمل على زيادة الوظيفة المناعية في الجسم.
تساعد هذه المواد أيضا الجسم على محاربة الالتهابات ونزلات البرد والإنفلونزا، فضلا عن احتوائها على خصائص مضادة للبكتيريا ومضادة للفيروسات.
ثانيا: تحسين نوعية النوم
يلعب النوم دورا مهما للغاية في الصحة والإسترخاء لدى الجسم حيث أنه يقوم بالعمل على إصلاح الأنسجة التالفة وزيادة إفراز الهرمونات التي تعمل على تحسين المقاومة ومكافحة الالتهابات والالتهابات وبالأخص إذا تم الحصول على قسط كاف من النوم.
عندما ينام الفرد، فإن الجسم يقوم بالعمل على إفراز مواد مهمة تعمل على حماية الجهاز المناعي من غزو الفيروسات أو البكتيريا التي تضر السيتوكينات. فقد أظهرت العديد من التجارب أن الأشخاص الذين لا يحصلون على قسط كاف من النوم هم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض البسيطة مثل نزلات البرد وسيلان الأنف والسعال.
نعلم جميعا أننا يجب علينا أن ننام فترة زمنية تتراوح من 7-8 ساعات في اليوم، ولكنالامر لا يقتصر فقط على كمية النوم ولكن نوعية النوم هي أيضا عامل هام جدا، فإذا حصل الشخص على قسط كاف من النوم ولكنه يواجه صعوبة في النوم، أو يستيقظ في الليل، أو يستيقظ في وقت مبكر أو يكافح من أجل النوم، فهنا سيكون هناك القليل جدا من الفوائد الصحية من هذا النوم.
لتحسين نوعية النوم، فمن الضروري الانتباه إلى غرفة النوم، والعمل على خلق بيئة مريحة جيدة التهوية بحيث يكون هناك ما يكفي من الهواء النقي في الغرفة؛ والعمل على أغلاق الستائر لمنع الضوء من دخول الغرفة لكي لا يتدخل هذا الأمر التدخل في إنتاج هرمون النوم المعروف بـ الميلاتونين.
اقرأ أيضاالجهاز المناعي عند الأطفال وكيف نعمل على تقويته؟
ثالثا: ممارسة التمارين الرياضية بإنتظام
مما لا شك فيه أن حالة عدم النشاط لا تقوم بجعل الجسم يشعر بالخمول فقط، بل تقوم أيضا بإضعاف جهاز المناعة والمقاومة. على العكس من هذا الأمر، فعند القيام بأداء التمارين الرياضية فإن هذا النشاط يساعد الجسم على أن يكون مرنا حيث ينشط الدورة الدموية، ويزيل السموم من الجسم إلى الخارج.
يجب العلم أنه بمجرد تطبيق تمارين لطيفة فمن الممكن أن يساعد هذا الأمر في تحفيز خلايا الدم البيضاء للعمل بشكل أفضل، ومن ثم يتم إطلاق هرمونات الإندورفين التي تقلل الألم، والتوتر، وتجعل النوم يبدو في صورته الأفضل ومن هنا يحدث تحسن في المناعة، وزيادة في مقاومة الجسم.
رابعا: العمل على تقليل التوتر
يعد الإجهاد هو السبب الرئيسي لانخفاض مقاومة الجسم حيث أنه في هذه الأوقات يطلق الجسم هرمونات تتمثل في الكورتيزول والأدرينالين التي تثبط استجابة الجهاز المناعي وقدرته على مكافحة المرض.
على العكس من ذلك، تزيد الصحة العقلية من مستويات الإندورفين والهرمونات الأخرى التي تحفز من حالة استرخاء الجسم. لذلك ، يمكن أن يساعد تقليل التوتر في منع الإصابة بالعدوى والمعاناة من بعض الاضطرابات الأخرى.