تعاني معظم النساء من بعض الأعراض التقليدية للحيض بما في ذلك تقلصات البطن، أو الحوض، وآلام أسفل الظهر، والإنتفاخ أو التهاب الثدي، والرغبة الشديدة في تناول الطعام، وتقلب المزاج، والتهيج، والصداع، والتعب، إلى جانب هذا فقد تعاني أيضا بعض النساء من متلازمة ما قبل الحيض (PMS)، وهي عبارة عن مجموعة من الأعراض التي تبدأ قبل أيام من نزول دم الحيض، حيث يمكن أن تتداخل هذه الاعراض أحيانا مع الحياة اليومية، مما يسبب حدوث إعاقة أثناء المشاركة في الأنشطة العادية، ولكن ماذا عن الآثار الجانبية الأقل إنتشارا أثناء فترة الدورة الشهرية ؟ فقد يتسبب الحيض في موجة من الأعراض الأخرى التي ربما لم يسمع بها من قبل، وذلك لعدم إنتشارها بشكل كبير لهذا سوف نقوم في السطور التالية بالتعرف على هذه الأعراض بمزيد من التفاصيل.
ما هي أهم الآثار الجانبية التي تحدث أثناء فترات الدورة الشهرية؟
أولا: الصداع النصفي
يحدث الصداع النصفي الحيضي المعروف أيضا باسم الصداع الهرموني في ما يقرب من 20 ٪ من النساء في أوقات قريبة من فترات الدورة الشهرية الخاصة بهم حيث تعتبر المستويات المتقلبة لهرمونات الإستروجين، والبروجسترون هي الزناد التي يقوم بالتحكم في ذلك.
إذا كنتي سيدتي تعانين من الصداع النصفي الحيضي، فقد تساعد بعض التعديلات في نمط الحياة اليومي في علاج ذلك حيث تتمثل هذه التعديلات في الحصول على قسط كاف من النوم، وتناول وجبات مغذية بانتظام، وممارسة الرياضة، والتعرف على الأشياء التي تسبب الصداع النصفي مثل الإجهاد ودرجات الحرارة المرتفعة، وهذا للعمل على تجنبها ومن ثم حدوث تخفيف الألم.
يعتبر تناول الحبوب الهرمونية المعروفة أيضا باسم “حبوب منع الحمل” من العوامل الرئيسية التي يمكن أن تعمل على تحسين الصداع النصفي الحيضي، أو زيادته سوءا في بعض الحالات الأخرى حيث يعتمد هذا على نسبة الهرمونات التي تتواجد في هذه الحبوب، فعند تتناول حبوب منع الحمل بالفعل، فيمكن العمل على تجربة خيار يحتوي على البروجستين فقط أو تناول نوع يحتوي على جرعة منخفضة من الإستروجين، وهذا لمنع الإصابة بحدوث الصداع النصفي.
من الممكن القيام بالتبديل إلى طريقة غير هرمونية للعمل على تحديد النسل مثل القيام بإستخدام الواقي الذكري. ومع ذلك، يجب القيام دائما بإستشارة الطبيب المختص لمعرفة ما هي وسيلة منع الحمل المناسبة للجسم، وإذا تتطلب الأمر يجب أيضا الإستفسار عن أهم خيارات الأدوية التي يمكن أن تساعد بشكل فعال في علاج الصداع النصفي.
إقرأ أيضا: الصداع الهرموني.. الأسباب وأساليب الوقاية
ثانيا: الإسهال
يجب العلم أنه في الأيام التي تسبق الدورة الشهرية، يقوم الجسم بالعمل على إنتاج كميات متزايدة من مادة البروستاجلاندين، وهي عبارة عن مادة كيميائية تسبب حدوث تقلصات في عضلات الرحم حيث تسمح هذه الانقباضات لأنسجة بطانة الرحم بالتسرب عبر المهبل أثناء الحيض، ومن ثم حدوث بعض التشنجات والإسهال داخل المعدة.
يمكن القيام بعلاج الإسهال عن طريق تجديد أي سوائل، وإلكتروليتات مفقودة من الجسم فمن هنا يجب القيام بتجربة شرب الماء بإنتظام، أو تناول عصائر الفاكهة، أو المشروبات الخالية من الكافيين، أو المشروبات الرياضية، أو المرق، وهذا لتجنب الجفاف الناجم عن حدوث مشكلة الإسهال، إلى جانب ذلك فقد يساعد أيضا تناول الطعام اللين، واللطيف في العمل على تخفيف الآلام داخل المعدة.
إذا قمنا بالحديث عن التشنجات التي تحدث داخل المعدة فيمكن للعقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات مثل الأسبرين، أو الإيبوبروفين القيام في العمل على تخفيف الألم عن طريق تقليل إنتاج البروستاجلاندين . إلى جانب هذا فمن القيام بإستخدام وسادة تدفئة على أسفل البطن، وذلك للعمل على تخفيف الألم، والإزعاج.
ثالثا: عدوى الخميرة المهبلية
تعتبر التغيرات في درجة الحموضة المهبلية شائعة أثناء فترات الدورة الشهرية حيث تسبب هذه الأنواع من التغييرات حدوث إنزعاج في التوازن الطبيعي للخميرة، والبكتيريا داخل منطقة المهبل.لذلك ، فمن الوارد أن تكون الحائض أكثر عرضة للإصابة بعدوى الخميرة المهبلية خلال هذه الفترات حيث يمكن أن تحدث العدوى في الأسبوع الذي يسبق الدورة الشهرية، أو أثناءها، أو بعدها مباشرة.
قد تختفي عدوى الخميرة المهبلية الخفيفة في غضون أيام قليلة، ودون الحاجة إلى علاج معين. ولكن في حالة إستمرارها لمدة زمنية تتجاوز اليومين، أو الثلاثة فيجب وعلى الفور الذهاب إلى الطبيب المختص وإستشارته في هذا الأمر.
رابعا: مشاكل الفم
خلال الدورة الشهرية، يعاني الجسم من مستويات متقلبة من هرمون الاستروجين، والبروجسترون، ولسوء الحظ، قد تؤدي هذه المستويات العالية من هذه الهرمونات إلى تدفق المزيد من الدم إلى اللثة، مما يزيد هذا من حساسية الفم وتهيج اللثة.
في بعض الأحيان الأخرى،قد يؤدي ذلك إلى حدوث مشاكل كثيرة تظهر من خلال تورم اللثة الحمراء الزاهية، أو الغدد اللعابية، وتطور قرحة الفم، ونزيف والتهابات اللثة الشديدة.لذا فمن الهام دائما ممارسة التنظيف المنتظم بالفرشاة والخيط للحفاظ على صحة الفم الجيدة، أو القيام بزيارة طبيب الأسنان إذا أصبحت هذه المشكلة من المشكلات المزمنة.
خامسا: آلام المفاصل
في كثير من الأقات قد تأتي الدورة الشهرية بالكثير من الآلام وعدم الراحة في العظام والمفاصل حيث يعاني الجسم من الانخفاض في هرمون الاستروجين مع بداية نزيف الحيض. فعندما تكون مستويات هرمون الاستروجين منخفضة، يقومن النساء بالشعور بالكثير من الآلام والتشنجات.
إلى جانب ذلك قد يلعب عدد متزايد من البروستاجلاندين قبل وأثناء فرات الدورة الشهرية دورا في إثارة الألم في العضلات والمفاصل، لهذا يجب القيام بتناول مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية الفعالة في تقليل هذه الآلام، ويكون هذا تحت إشراف الأطباء المختصين.