يعد مرض نقص الصفيحات المناعي من أهم الأمراض التي ترتبط بانخفاض عدد الصفائح الدموية في الدم مما يتسبب هذا الأمر في جعل الشخص أكثر عرضة للمعاناة من النزيف داخل الجسم وخارجه. لذا يجب علينا أن نتعرف على ما هو نقص الصفيحات المناعي؟ وهذا من خلال الإجابة على أهم 5 أسئلة شائعة نقوم بطرحها والإجابة عنها بمزيد من التوضيح والتفسير والفهم. هيا بنا
1) ما هو مرض نقص الصفيحات المناعي وكيف يتم التعرف عليه؟
نقص الصفيحات المناعي أو نزيف نقص الصفيحات المناعي الأولي المعروف طبيا بـ (ITP) هو عبارة عن اضطراب مناعي ذاتي يحدث عندما يقوم الجسم بإنتاج أجساما مضادة ضد الصفائح الدموية من تلقاء نفسه، مما يتسبب هذا الأمر في زيادة تدمير الصفائح الدموية في الطحال، ومن ثم ينخفض عدد خلايا الصفائح الدموية في الدم، مما يسهل هذا على الجسم حدوث النزيف الذاتي أو تحت التأثير الخفيف.
يجب العلم أن الصفائح الدموية هي أحد مكونات الدم التي تلعب دورا هاما في وقف النزيف لمنع حدوثه، ومع نقص الصفيحات المناعي، تكون كمية الصفائح الدموية في الدم ناقصة بسبب اضطراب في الجهاز المناعي والذي يؤدي إلى مهاجمة الصفائح الدموية السليمة وتدميرها، مما يتسبب هذا الأمر في تقليل عدد الصفائح الدموية المشاركة في وقف نزيف الجرح.
في الغالب، يتراوح عدد الصفائح الدموية بين 150,000 و 400,000 لكل ميكرولتر (ميكرولتر) أما فيما يتعلق بالمرضى الذين يعانون من نقص الصفيحات المناعي، فسوف يكون هذا الرقم أقل من 100000 خلية / ميكرولتر.
مع حدوث انخفاض في عدد الصفائح الدموية يزداد خطر النزيف وتتنوع مظاهره حيث يمكن ملاحظة بعض الكدمات تحت الجلد، والنزيف في بطانة الأنف أو الأسنان أو قد يكون أكثر حدة وشدة ويظهر من خلال تقيؤ الدم أو التبول الدموي / التغوط أو النزيف الدماغي، ولكن وعلى وجه التحديد، فإن العلامة الأكثر شيوعا التي تظهر على المرضى الذين يعانون من نقص الصفيحات المناعية هي حدوث النزيف تحت الجلد والأغشية المخاطية.
في الماضي، كان يسمى هذا المرض نزيف نقص الصفيحات مجهول السبب (لأنه لم يكن من الواضح ما هو السبب) ولكن الآن يعتقد أن الآلية المسببة مرتبطة بالجهاز المناعي، لذلك يطلق عليه نقص الصفيحات المناعي.
2) هل يعد مرض نقص الصفيحات المناعي خطير؟
عند الحديث عن هذه الحالة المرضية فيما يخص الأطفال، فسوف يتعافى حوالي 70 ٪ من حالات نقص الصفيحات المناعية بعد 3 أشهر حيث أنها قد تتطلب أو لا تتطلب العلاج، في حين أن 20-30 ٪ المتبقية سوف تتحول إلى حالة مرضية مزمنة أما فيما يخص البالغين فغالبا ما يكون نقص الصفيحات المناعي حالة مرضية مستمرة أو مزمنة.
من الهام معرفة أنه بدون تلقي سُبل العلاج المناسبة لتصحيح عدد الصفائح الدموية، فمن الممكن أن يصبح النزيف شديدا ومهددا للحياة، فإذا كان عدد الصفائح الدموية منخفضا جدا (أقل من 20000 خلية / ميكرولتر)، فمن المحتمل حدوث نزيف ذاتي أو تتواجد صعوبة عند الرغبة في إيقاف النزيف.
إقرأ أيضا: صدمة نقص حجم الدم.. الأعراض والأسباب وطرق العلاج
لا يقتصر الأمر على هذا فقط، بل يسبب المرض أيضا مشاكل تؤثر على نوعية الحياة مثل:
- عند توقف النزيف عند الإصابة بالجروح.
- إستمرار الحيض لفترة أطول أو أكثر من المعتاد.
- التعرض دائما لظهور الكدمات.
- ظهور نقاط حمراء صغيرة على الجلد تسمى النقاط النزفية.
- المعاناة من فقر الدم.
- التعب وتداخل هذا الأمر مع الأنشطة اليومية.
- النزيف الداخلي والذي محتمل أن يكون في الدماغ.
من هنا وعند قيامنا بالإجابة على تساؤل مدى خطورة نقص الصفيحات، فيمكننا القول بأن الإجابة تعتمد على عدد خلايا الصفائح الدموية وعدد المرات التي تتم فيها مراقبة الحالة من خلال القيام بإجراء اختبارات الدم اللازمة، والعمل على اتباع تعليمات العلاج الخاصة بالطبيب.
3) هل حالات قلة الصفيحات المناعية قابلة للعلاج؟
مع بعض الحالات، يتم الشفاء من أزمة نقص الصفيحات المناعي بصورة ذاتية بدون علاج. ومع ذلك، إذا كان عدد الصفائح الدموية منخفضا أو كانت هناك علامات نزيف، فيجب بدء العلاج عن طريق الإستعانة بالأطباء المختصين. فالجدير بالذكر أن الهدف من العلاج هنا يكون العمل على زيادة عدد الصفائح الدموية إلى مستوى آمن حتى يتمكن الشخص من عيش حياة طبيعية.
أما فيما يتعلق بنقص الصفيحات المناعي المزمن، فعلى الرغم من عدم وجود علاج له إلا أنه يتم التحكم فيه بشكل جيد بعدة طرق مختلفة ومن خلال الحديث مع الأطباء المعنيين بالتعامل مع مثل هذه الحالات المرضية حيث يتم العثور على الخيار الصحيح للحالة المرضية من خلال هذا.
4) كيف يتم علاج نقص الصفيحات المناعي؟
يساعد علاج نقص الصفيحات المناعي في الحفاظ على عدد الصفائح الدموية عند مستوى آمن، مما ينتج عن هذا توقف المعاناة من النزيف. بمزيد من التوضيح تشمل علاجات الاختيار الأول ما يلي:
- الكورتيكوستيرويدات: تساعد هذه العناصر الدوائية في تقليل نشاط الجهاز المناعي، والذي يمكن الحصول علية عن طريق الوريد أو الفم.
- الحصول على الغلوبولين المناعي في الوريد: حيث تعمل هذه الطريقة على تقليل هجوم الصفائح الدموية بواسطة الأجسام المضادة الذاتية.
عندما لا يستجيب المرضى للخيارات المذكورة أعلاه، فيجب عليهم أن يتجهو نحو علاجات الخط الثاني والذي يتمثل في مثبطات المناعة أو منشطات الصفائح الدموية الجديدة أو العلاج الجراحي باستئصال الطحال.
الجدير بالذكر أنه يتم تحديد إمكانية إجراء تغيرات في الاختيار العلاجي بناء على مجموعة متنوعة من الأسباب والتي تتمثل في:
- عدم فاعلية أدوية الكورتيكوستيرويد.
- الآثار الجانبية للأدوية التي تتداخل مع الحياة اليومية.
- لا يتم تخفيف الأعراض الظاهرة مع طرق العلاج الحالية.
بشكل عام، يجب العلم أن أمر إدارة وعلاج نقص الصفيحات المناعي هي عبارة عن رحلة حيث أنه خلال فترة العلاج يجب التواصل الدائم مع الطبيب المتابع للحالة الصحية، ومن ثم العثور على خيار العلاج الأنسب، خاصة في حالة عدم نجاح بعض الطرق الأولية.
5) ما هي الأنظمة الغذائية الصحية لمرضى نقص الصفيحات المناعي؟
ما يجب تناوله مع نقص الصفيحات المناعي؟ هو سؤال يهم الكثيرين بعد التأكد من تشخيص إصابتهم بهذا المرض. فعلى الرغم من عدم وجود دليل علمي على الأطعمة المحددة التي تعمل على تحسين أو زيادة عدد الصفائح الدموي ، إلا أن أمر اتباع نظام غذائي علمي مغذي قد يوفر العديد من الفوائد في التخفيف من أعراض نزيف نقص الصفيحات.
إلى جانب ذلك، وعند الرغبة في الحد من الآثار الجانبية للأدوية العلاجية مثل الكورتيكوستيرويدات، فسوف يحتاج المرضى أيضا إلى ضرورة الانتباه إلى النظام الغذائي. فعلى وجه التحديد، يحتاج المرضى إلى تجنب الأطعمة التي تؤثر بسهولة على المعدة مثل الأطعمة الحامضة والحارة والساخنة، والانتباه إلى اختيار الأطعمة التي لها تأثير ضئيل على نسبة السكر في الدم أو لا تسبب زيادة سريعة في الوزن مثل اتباع نظام غذائي منخفض الملح ومنخفض السكر.
الجدير بالذكر أن الآثار الجانبية للكورتيكوستيرويدات والتي تحدث عند استخدامها لفترة طويلة، قد تتمثل في حدوث احتباس الماء الشائع، وزيادة الوزن، والتأثير على المعدة وسكر الدم وضغط الدم.
لذا، فيجب على المرضى أن يقوموا بالعمل على تناول المزيد من الأطعمة الصحية والتي تتمثل فيما يلي:
- الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والبقوليات.
- اختيار مصادر الدهون الصحية مثل زيت الزيتون.
- الأغذية العضوية.
في الوقت نفسه ، يحتاج المرضى أيضا إلى ضرورة الانتباه إلى الحركة المحدودة وهذا لتجنب حدوث النزيف حيث أنه في المرحلة الحادة يفضل أن يستريح المريض في الفراش، ويبعد تماما عن أداء التمارين العنيفة والقوية.