ليس جميع الأشخاص الموجودين في العالم من حولنا , والتي تضطرنا الظروف, وعلاقات العمل حتى العلاقات الشخصية أن نكون ضمن دائرة معارفهم , مايتمتعون بمشاعر إيجابية على الدوام فربما تخفي الإبتسامات الصفراء المزيفة كثيرا من سمات الشخصية العدوانية المخبئة خلف قناع الطيبة ,وحتى لانسىء الظن بالجميع , ولايسيطر علينا شعور بإنعدام تام في الثقة تجاه جميع الأشخاص المحيطة لابد أن نتعمق في الشخصيات محاولين استكشاف و تقصي الجانب الغامض الموجود ورائها .. وسوف نقدم من خلال مقالنا التالي 5 أساليب فعالة لإكتشاف السلوكيات العدوانية في الأشخاص الآخرين.
5 أساليب فعالة لإكتشاف السلوك العدواني في الأشخاص الآخرين
في حين أنه يوجد وجهان لكل شىء فقد لاننظر إلى الوجه الحقيقي للأشخاص فالجميع ليسوا مسالمين حيث أن الأمر لايقاس وفقا لتخيلاتنا , فقد توجد جوانب يشوبها الغموض تحمل أشياءا خفية في باطنها سلوكيات عدوانية تتسم بالسلبية , والأمر السىء أنها غير مرئية وهنا يجب أن نقوم بصياغة تعريف للسلوك العدواني السلبي
ماهو السلوك العدواني السلبي ؟
ماهو السلوك العدواني السلبي ؟
يتم اعتباره من الأنماط التعبيرية ذات الطبيعة الخفية والمدمرة التي تتداخل بشكل قوي مع العلاقات على الصعيدين الشخصي والمهني بطريقة لايمكن رؤيتها , إلا أن آثار العدوان هي ماتكون واضحة , ومن الجدير بالذكر أن الأشخاص الذين يتبعون مثل هذا النهج العدائي يحاولون دائما تجنب تبني أي شكل من أشكال المقاومة , حتى أنهم يبتعدون عن اتخاذ أنواع القرارات التي تستلزم المواجهة مع آخرين
تلك المشاعر التي نحملها بداخلنا ولايستطيع أحد الكشف عنها أو الإطلاع عليها يمكن أن تتم ترجمتها في صورة تصرفات معينة تفضح وجودها , ورغم ذلك فإن الأشخاص المعنيين يشعرون بكثير من عوامل التشتت التي تجعلهم في حالة من الإرتباك والإنزعاج نتيجة إخفاء الأشخاص ذوي المشاعر العدائية حقيقتهم بل أنهم يقومون بأفعال ويطلقون سيل من الكلمات البريئة والمسالمة التي يغرقوا بها الآخرين مما يجعل من الصعب عليهم تبين مايكمن ورائها من خبايا , ولعل الهدف من أن نكون على دراية بالسلوك العدواني السلبي هو ضمان المحافظة على سلامة وصحة العلاقات بالأشخاص المحيطين بنا
يجب أن تنطلق معرفتنا للعدوان السلبي بأن نكون أكثر وعيا وإلماما بمجموعة التصرفات التي يظهرها الشخص و تكشف عن الأمور المخفية من أحاسيس الغضب والإستياء التي يحملها الشخص
علامات تخبرنا عن السلوك العدواني السلبي
1-إجادة فن قلب الترابيزة
إجادة فن قلب الترابيزة
هؤلاء الأشخاص يحاولون دائما التنصل من إلقاء اللوم على الذات ليتحول ذلك لديهم إلى نوع من الفنون لكنه ليس تمثيلا أو إلقاءا للشعر بل فن تزييف الحقائق , وتسجيل الأهداف لصالحهم أي يكونوا أكثر إجادة لقلب الترابيزة بالمفهوم الشائع المتداول بين جموع الأشخاص , وتعد تلك السمة واحدة من السمات الرئيسية التي يتميز بها الأشخاص الذين يحملون مشاعر العداء السلبي حيث يكونوا أكثر ميلا لمحاولة تبرير مالديهم من أخطاء , وجعل الآخرين هم ضحايا يتحملون الذنب , ويرتبط قيامهم بذلك برغبة داخلية كامنة في إزاحة المسئولية عن عاتقهم وعدم الإهتمام بمعالجة قضاياهم الخاصة .معتمدين في ذلك على إشاعة أجواء توجيه اللوم وعتاب الآخرين وإبعاد أنفسهم عن حمل أي مسئولية مهما كانت وبشكل متمر , مما يؤثر على أنماط التعاون بين الأشخاص
2-تسويف المهام
تسويف المهام
الكلمة في معناها تشير إلى التأجيل المتكرر للمهام وزيادة استعمال كلمة( سوف )حتى أصبحت مثل اللازمة الكلامية حيث يصنعون منه مبدأ نموذجيا كنوع من التشتيت والتشويش الذي يتبعونه هروبا مماهو مطلوب منهم هكذا يتصفون أتباع تلك الشخصية , ويتم تفسير ذلك بأنه كنوع من المماطلة غير الهادفة فرار من إنجاز المهام , حتى أنه يتم اعتبارها من أدوات غير المباشرة في المقاومة
إذا كان لديك مثل هذا الشخص المستفز ضمن فريق العمل فإن ذلك لايسبب إزعاجا مؤثرا على سير العمل فقط بل ينقل بدوره مشاعر اليأس والإحباط لكل عضو في الفريق حيث يخالف توقعاتهم في الإنجاز السريع للمهام في التوقيت المحدد , وفي الغالب يقومون بخلق الحجج والأعذار التي لاجدوى منها سوف تعطيل المهمة والتقليل من قيمتها بدرجة كبيرة
3-العبوس
العبوس
قد لاتأخذين من الشخص الذي يتبنى تلك الصفات العدائية السلبية سوى وجه متجهم دائما , حتى أنه يتكاسل عن التعبير عن مشاعره بكلمات ذات صوت مسموع أثناء مخاطبة الآخرين , بل يكتفون فقط بإظهار التجهم , حتى أنهم قد ينظرون للشخص الآخر وكأنه لايعني لهم شيئا من خلال اتباع أسلوب المعاملة الصامتة التي توظف فيها إشارات فقط بدون كلام منطوق , وهذا مايجعل الأشخاص يتحملون عبء التخمين لمصدر غضب الشخص تاركا مشاعر الإزعاج وعدم الراحة ,وقد يظلوا مستمرين على نهج التعامل الصامت بما يتراوح بين عدة دقائق إلى عدة أسابيع، مما يمثل تحديا إضافية يزيل أي مشاعر مرتبطة بالصدق عند إجراء مناقشة.
اقرأ أيضا اضطراب الشخصية التجنبية.. أعراضه وأسبابه وطرق علاجه
4-إصدارالتعليقات الساخرة
إصدارالتعليقات الساخرة
من أبرز السمات الشائعة أيضا التي يعرف بها المتسوفين أنهم يحملون طابع التنمر الذي يدفعهم دائما للسخرية والإستهزاء أو المجاملات المزيفة التي تظهر تملقا وفي باطنها أحقاد بما يمثل نمط آخر من السلوك العدواني, حيث يبالغون في ترتيب عبارات المديح والإطراء إلا أنها دائما ماتكون مصحوبة بأشكال من النقد اللاذع الذي يسبب جرحا للآخرين حيث أن مايتم التفوه به يكون مناقضا للرسالة المخفية وراءه والذي يمثل الوجه الحقيقي مما يشكل صعوبات تعترض فهم المعاني الفعلية لتلك التعليقات الساخرة.
يجب أن نعي جيدا أن هذا الحقد الدفين الذي يظهر في صورة إيجابية هو الشكل الصريح من التعليقات المؤذية التي ينتهجها الشخص كوسيلة معبرة عن الضغائن الخفية دون كشف ماهيتها الحقيقية
5-تجنب التواصل مع الأخرين بشكل مباشر
يطغى أسلوب التلاعب على الأشخاص العدوانيين حيث يتجنبون تماما كافة أوجه التفاعل البصري المباشر مع الآخرين , ويستبدلون ذلك بعبارات غامضة يتم توجيهها بشكل غير مباشر مما يبني حالة من سوء الفهم ويخلق مزيدا من الصراعات التي لم يتم التوصل إلى حلول لها , وتفقد الرسالة الحقيقية أهدافها وتتلاشى وسط موجة من الغموض