ازدادت في الآونة الأخيرة نسب الإصابة بالأورام السرطانية اللعينة حيث أصبح الأمرهاجسا لدى الكثير من الأفراد، فالجدير بالذكر أن هذه الحالة المرضية الصعبة تحدث نتيجة ممارسة بعض الأنماط الغذائية الغير صحية وأهمها ما يتعلق بتناول الطعام. لذا، سنتحدث الآن على أهم 5 عادات غذائية نعمل على ممارستها بشكل دائم ومن الممكن أن تزيد من فرص الإصابة بالعديد من الأورام السرطانية الخبيثة.
ما هي أهم 5 عادات غذائية تزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان؟
1) الإعتياد على تناول الكثير من اللحوم الحمراء
عند الحديث هنا عن اللحوم الحمراء، فمن الهام معرفة أنها تشمل لحم البقر والماعز ولحم الضأن، فعند القيام بتناول هذه النوعية من اللحوم على المستوى الصحيح، فسوف تكون مصدرا رائعا للطاقة داخل الجسم، ولكن في حال إتباع أنماط الاستهلاك المفرط، فمن الممكن أن يسبب هذا الأمر ظهور بعض من العلامات الغير صحية.
على سبيل التوضيح، ينطوي أمر تناول الكثير من اللحوم الحمراء على مخاطر عالية للإصابة ببعض أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان القولون والمستقيم وسرطان البنكرياس وسرطان البروستاتا وما إلى ذلك.
بالإضافة إلى ذلك، ومقارنة مع الأطعمة الحيوانية الأخرى مثل البط أو الدجاج أو الأسماك، فسوف نجد هنا أن أضرار اللحوم الحمراء أعلى، وهذا لإحتوائها على المزيد من الدهون المشبعة، والتي يمكن أن تساهم في زيادة نسبة الكوليسترول في الدم الذي يمكن أن يتراكم في جدران الأوعية الدموية، مما يزيد هذا الأمر من خطر إعاقة الدورة الدموية للقلب والتسبب في العديد من المشاكل التي تصيب صحة القلب.
2) تناول المخبوزات والأطعمة المقلية بكثرة
تعد عادة تناول المخبوزات والأطعمة المقلية في درجات حرارة عالية من أهم العادات الغذائية التي تنطوي على زيادة مخاطر الإصابة ببعض الأمراض الغير صحية حتى قد يصل الأمر إلى الأورام السرطانية.
الجدير بالذكر، أنه عندما يتم شواء الأطعمة وقليها جيدا في درجات حرارة عالية (أكثر من 200 درجة مئوية)، فإن الأماكن التي تتلامس بشكل مباشر مع النار وزيت الطهي، وخاصة الزيت المقلي مرارا وتكرارا، سوف تؤدي إلى ظهور الأمينات الحلقية غير المتجانسة والتي من المحتمل جدا أن تؤدي إلى المعاناة من السرطان.
من ناحية أخرى، وخاصة عند شواء الأطعمة الدهنية مثل اللحوم والأسماك، فسوف تتدفق الدهون الموجودة في الطعام إلى الفحم وتشتعل، مما ينتج عن هذا الأمر ميلاد مركب مسرطن آخر يسمى الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي الأطعمة المدخنة أيضا على كميات كبيرة من البنزوبيرين حيث تعد هذه المادة من أهم مسببات السرطان.
من هنا يمكننا القول، أنه في حال القيام بتناول الكثير من الأطعمة المخبوزة أو المقلية أو المدخنة، فسوف يؤدي ذلك الأمر إلى حدوث المعاناة من سرطان المعدة والثدي والمريء والقولون والمستقيم.
على الجانب الآخر يمكننا أن نلجأ إلى تسوية الأطعمة من خلال إتباع بعض الأنماط الأخرى مثل التبخير والغليان وهذا للحفاظ على العناصر الغذائية الجيدة في الطعام حيث ينصح بأهمية إعداد الطعام باستخدام قدر الضغط أو التحميص أو الشواء على نار خفيفة لتجنب حرق الطعام.
بالإضافة إلى ذلك، يوصى أيضا بأهمية زيادة استخدام الخضروات الخضراء والفواكه الطازجة التي تحتوي على العديد من مضادات الأكسدة والمواد الكيميائية النباتية والفيتامينات؛ بالإضافة إلى الحبوب والمكسرات؛ والتوابل مثل عنصر الثوم الذي يحتوي على الأليسين والقرفة ذات الدور الفعال في الوقاية من الأورام السرطانية.
3) الإعتياد على تناول الوجبات السريعة والأطعمة المعلبة والمصنعة
تعد اللحوم المصنعة والمتبلة مثل النقانق واللحوم الباردة ولحم البقر المجفف واللحوم المدخنة هي أطعمة توفر الكثير من العناصر، وتحفز من الشهية الغذائية اللذيذة والتي تعد محببة لدى الكثيرين وخاصة المراهقين وصغار السن، ولكنها من الممكن أيضا أن تكون سببا رئيسيا لسرطان القولون، وسرطان المعدة وأنواع أخرى من السرطان.
أظهرت بعض الأبحاث الحديثة أنه عند تناول 50 جراما من اللحوم المصنعة يوميا، فسوف يزيد هذا الأمر من مخاطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 18٪، فالجدير بالذكر أنه كلما زادت الكمية المستهلكة مع مرور الوقت، كلما طالت مدة استمرارها، وزادت المخاطر الصحية المترتبة على هذا الأمر.
لذلك، ينصح دائما بأهمية الحد من تناول الأطعمة المصنعة والوجبات السريعة، والإستعاضة عن هذا الأمر بتناول مكملات الخضار الخضراء والفواكه الطازجة.
4) شرب المشروبات الكحولية
يمكن أن يؤدي لجوء البعض إلى روتين تناول الكثير من المشروبات الكحولية إلى زيادة مخاطر الإصابة بالسرطانات مثل سرطان المريء والمعدة والثدي والكبد.
الجدير بالذكر أيضا، أن بعض الإحصاءات البحثية تشير إلى أن عادة تناول المشروبات الكحولية بكميات تتراوح من 14 جراما أو أكثر يوميا من الأمور التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي وسرطان القولون وسرطان المريء بنسبة تتراوح من 17٪ إلى 23٪.
5) إهمال شرب الماء
يساعد شرب الماء المفلتر والمصفى على تخفيف المواد الضارة الموجودة في البول ودفعها للخروج من المثانة بشكل أسرع، مما يحد هذا الأمر من تراكم المواد السامة التي يمكن أن تسبب طفرات في خلايا الجسم.
بالإضافة إلى ذلك، فإنه في حال القيام بشرب كمية كافية من الماء، فسوف يضمن هذ الأمر أن أعضاء الجسم تعمل بشكل طبيعي، فعلى الرغم من عدم وجود دليل واضح على أن شرب كمية كافية من الماء سيقلل من خطر الإصابة بسرطان المثانة، إلا أنه قد ثبت أن شرب ما يكفي من 2-2.5 لتر من الماء يوميا يقلل من خطر الإصابة بالتهاب المثانة.
في النهاية، يجب العلم أن عادات تناول الطعام تؤثر بشكل مباشر على الصحة، وخاصة عند إدخالها إلى الجسم حيث سيكون لهذا الأمر تأثير جيد جدا خاصة إذا تم استكمالها بشكل صحيح. لذلك، فإن تناول نظام غذائي متوازن ومكملات الأطعمة الأخرى الغنية بالمغذيات بشكل صحيح سيكون مفيدا للصحة، ويحد من حدوث المعاناة من الأمراض الصعبة والأورام السرطانية الخبيثة.