مع حدوث إصابة الأطفال بالإسهال الحاد وتملكهم الكثير من مشاعر الإنزعاج وعدم الراحة، فسوف يترتب على هذا الأمر شروعهم في القيام بالبكاء الشديد والتوقف عن تناول الطعام والوجبات الغذائية الرئيسية ومن ثم فقدان الوزن بشكل ملحوظ، مما يترتب على هذا إصابة الوالدين بالكثير من مشاعر القلق والتصرف بشكل ذاتي مع هذا الأمر ومن هنا تتوالد الكثير من الأخطاء والتصرفات الغير صحيحة. لهذا الأمر قررنا الآن وبشكل توضيحي مفصل أن نتعرف على أهم 5 أخطاء شائع القيام بها عند تناول أدوية علاج الإسهال الحاد مع الأطفال.
الإسهال الحاد عند الأطفال
من الأمور المرضية الطبيعية التي من الوارد أن يتعرض لها جميع الأطفال هو حدوث المعاناة من الإسهال حيث يحدث هذا بسبب التعرض لبعض الفيروسات أو السموم البكتيرية.
من هنا يتم الذهاب بالطفل إلى الطبيب المختص حيث أنه إذا كان يعاني من إسهال خفيف، فلا يزال بإمكانه الرضاعة وتناول الطعام بشكل طبيعي ومن هنا يمكن وصف العلاج ومراقبة الطفل في داخل المنزل.
5 أخطاء يتم فعلها عند علاج الإسهال الحاد للأطفال
بالرغم من ذلك، ونظرا لأن معظم الآباء في هذه الأوقات يصبحون غير صبورين للغاية ولا يفهمون المرض حقا، فسوف يقومون بحالة من الإجتهاد والتصرفات الذاتية ومن ثم القيام بفعل بعض التصرفات الخاطئة، مما يترتب على هذا الأمر جعل الحالة في صورتها الأسوأ.
الجدير بالذكر أن من أهم هذه الأخطاء الشائعة في الممارسة السريرية يمكننا أن نذكر الآتي:
أولا: إعطاء الطفل المضادات الحيوية
في بعض الأوقات يلجأ الآباء عند إصابة أطفالهم بحالة من الإسهال المرضي إلى القيام بإعطائهم المضادات الحيوية إعتقادا منهم أن هذه الخطوة تعجل من عملية الشفاء، ولكن يجب العلم أن هذا الوضع غير صحيح على الإطلاق وهذا لأن استخدام المضادات الحيوية لا يقتل الفيروسات، بالإضافة إلى دوره الرئيسي في جعل الإسهال الحاد للطفل يبدو في حالته الأسوأ.
ثانيا: تناول الطفل للأدوية المضادة للإسهال
من الهام معرفة أن الإسهال الحاد يحدث بسبب فيروس أو بكتيريا تصيب الأمعاء ومن ثم تتسبب في نشر السموم، فالجدير بالذكر أنه في هذا الوقت تعد عملية الإخراج عدة مرات رد فعل مفيد للجسم للتخلص من تلك السموم.
لذا، وعند القيام بإستخدام الأدوية المضادة للإسهال، فسوف يقلل هذا الأمر من حركية الأمعاء، مما يجعل البراز غير قادر على إفرازه. وفي نفس الوقت، لا يزال الطفل يعاني من الإسهال ويتواجد بداخل معدته السموم ولكنه لا يستطيع أن يتخلص منها.
من الهام جدا معرفة أن البراز المتراكم في الأمعاء سوف يؤدي إلى إصابة الأطفال بالكثير من الآلام في البطن والالتهابات البكتيرية الحادة، مما يؤدي هذا إلى حدوث حالات أخرى خطيرة جدا من الوارد أن تؤثر على صحة الأطفال.
ثالثا: الإستعانة بمضادات القيء مع الطفل
تعد آلية العمل الشاملة لمضادات الإسهال مماثلة تماما لمضادات القيء مما يترتب على هذا الأمر حدوث نفس الضرر داخل الجسم وطبيعته. لذا يجب تجنب تماما القيام بتناول مضادات القيء في هذه الأوقات رغبة في تجنب إصابة الطفل بأي مضاعفات صحية.
رابعا: إبعاد الطفل عن شرب الماء
لا يقتصر الأمر على قيام بعض الآباء باللجوء إلى الأنماط العلاجية الخاطئة، بل يقومون بالتوجه أيضا إلى سلوك عدم السماح لأطفالهم بشرب الكثير من الماء خوفا من زيادة عملية الإخراج.
الجدير بالذكر أن هذا السلوك يعد خطأ كارثي للغاية، وهذا لأن سبب حركات الأمعاء هو تهيج الأمعاء وزيادة السوائل المعوية، ولا علاقة للأمر بمكملات الماء، فالماء لا يتسبب في زيادة عملية الإخراج، بل يعمل على وقاية الجسم من الجفاف الشديد والذي يحتاج في هذه الأوقات إلى الماء والمواد المغذية كالمعتاد للبقاء نشطا. لذلك، من الضروري تجديد الماء لتجنب إصابة جسم الطفل بحالة من الجفاف.
يجب الآخذ في عين الإعتبار إبعاد الطفل تماما عن عادة تناول المشروبات الغازية لأنها تتسبب في تيسير حركة الأمعاء ومن ثم يقوم الجسم بفقدان الماء بشكل أسرع، وهذا لأن المياه العذبة ستسحب الماء في الجسم إلى الأمعاء لتحقيق التوازن.
خامسا: توجيه الطفل نحو الصوم عن الطعام
يعتقد الكثير من الأباء أنه عندما يصاب الطفل بحالة من الإسهال، فينبغي أن يتم البعد تماما عن استكمال البروتين لأن الأمعاء لن يتم هضمها. ولكن في هذه المرحلة، إذا لم يتم إمداد الأطفال بالتغذية الصحية، فسوف يصابون بحالة من سوء التغذية وبشكل سريع، مما يؤدي هذا الأمر إلى ضعف المناعة وتعرض الإصابة للأمراض الخطيرة الأخرى.
أشياء يجب فعلها عندما يعاني الطفل من الإسهال الحاد
توجد عدة خطوات هامة يجب على الوالدين أن يكونوا على دراية بها عند معاناة أطفالهم من مشكلة الإسهال الحاد، فالجدير بالذكر أن هذا الأمور تتمثل فيما يلي:
– من الخطوات التي لا يجب التغافل عنها بأي شكل من الاشكال عند إصابة الأطفال بالإسهال الحاد هو القيام بتناول أدوية الجفاف مثل مكملات أوريسول عن طريق الفم. أما في حالة تقيؤ الطفل كثيرا ولا يستطيع الشرب. فمن الضروري إعطاء السوائل للأطفال في المرافق الطبية المزودة بمعدات طوارئ كاملة.
– اللجوء إلى إعطاء مكملات الزنك للأطفال، وهذا لأنها تعمل على استعادة الخلايا المخاطية المعوية بشكل سريع حيث يجب أن يتم هذا اعتمادا على عمر الطفل والحالة التغذوية وكذلك الإسهال، ومن ثم سيقوم الطبيب بوصف محتوى الزنك المناسب ومدته.
– في حالة تقيؤ الطفل أكثر من اللازم، وإذا كان من الضروري تناول الأدوية المضادة للقىء، فمن الضروري تناولها على النحو الذي يحدده الطبيب.
– يمكن أن تتم أيضا إضافة البروبيوتيك لتحقيق التوازن بين النباتات المعوية وتحسين مقاومة حاجز الغشاء المخاطي في الأمعاء. ومع ذلك، لا ينبغي أن يتم اللجوء إلى هذا الإجراء على نطاق واسع حيث ينصح باستخدامه في الأيام القليلة الأولى عندما يكون الطفل مصابا بالإسهال، وفي حالة إستخدامه لمدة 3 أيام ولكن غير فعال، فيجب أن نتوقف عن تناوله بشكل فوري.