مما لا شك فيه أن اختبارات الدم المنتظمة، تعد من الأمور الهامة جدا لمراقبة الصحة العامة والكشف عن العلامات المبكرة لحدوث الإصابة أو المعاناة من أي مشكلات صحية أو أمراض كامنة. الجدير بالذكر أن هذا الروتين السنوي قد يغفل عنه الكثير. لذا قررنا اليوم أن نتحدث بشكل مفصل عن أهم 5 إختبارات وفحوصات دم رئيسية يجب الإعتياد على إجراؤها بشكل سنوي حيث يجب أن يتم هذا تحت توجيه طبي مختص.
ما هي أهم 5 إختبارات دم يجب العمل على إجراؤها بشكل سنوي؟
توجد عدة توصيات طبية محددة عند اللجوء إلى إجراء اختبارات الدم، والتي قد تختلف اعتمادا على الحالة الصحية للفرد وعوامل الخطر، ولكن على صعيد آخر هناك بعض اختبارات الدم الأساسية التي يجب مراعاتها سنويا كجزء من روتين الرعاية الصحية الوقائي الخاص بنا. والتي تتمثل في 5 إختبارات سوف نتعرف عليهم لاحقا بشكل مفصل.
أولا: اختبار صورة الدم الكاملة (CBC)
يعد إختبار تعداد الدم الكامل (CBC) هو اختبار شامل يعمل على تقيم مكونات مختلفة من الدم، بما في ذلك خلايا الدم الحمراء (RBC) وخلايا الدم البيضاء (WBC) والصفائح الدموية، فمن الهام معرفة أن هذا الإختبار يوفر معلومات أساسية حول الصحة العامة للدم ويمكن أن يساعد في تحديد العديد من الحالات المرضية مثل فقر الدم والالتهابات واضطرابات التخثر.
على وجه التحديد، يقيس إختبار الـ CBC مستويات الهيموجلوبين في الدم، والهيماتوكريت، وعدد خلايا الدم الحمراء، وعدد خلايا الدم البيضاء، وعدد الصفائح الدموية، فعند ظهور أي تشوهات في هذه المعلومات، فسوف يؤدي هذا الأمر إلى حدوث مشاكل صحية أساسية تحتاج إلى مزيد من التقييم والإدارة.
ثانيا: اختبار الدهون في الدم
يجب علينا معرفة أن اختبار الدهون في الدم يقيس مستويات الكوليسترول وعلامات الدهون الأخرى المرتبطة بصحة القلب.
على سبيل الخصوص يعمل هذا النوع من الإختبارات على فحص مكونات الدهون المختلفة، بما في ذلك الكوليسترول الكلي وكوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) وكوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL) والدهون الثلاثية.
تعد المستويات المرتفعة من الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية، إلى جانب انخفاض مستويات الكوليسترول الحميد، من عوامل الخطر الرئيسية المسببة لأمراض القلب والسكتة الدماغية. لذا فمن الممكن أن تساعدنا المراقبة السنوية للدهون هذه في تحديد الأفراد المعرضين لخطر الإصابة بمضاعفات القلب والأوعية الدموية ومن ثم توجيه اللجوء إلى بعض الإجراءات للتغلب على هذه الحالة مثل إجراء تعديلات في أنماط الحياة أو العلاج الدوائي للتحكم في مستويات الكوليسترول وتقليل مخاطر القلب والأوعية الدموية، فمن الهام أن يكون هذا الامر تحت إشراف طبي من قبل طبيب مختص.
إقرأ أيضا: أهم الفحوصات الطبية اللازم إجراؤها للعناية بصحة كبار السن
ثالثا: اختبار الجلوكوز في الدم
يعد القيام بإجراء اختبار الجلوكوز في الدم من الأمور الضرورية جدا لتقييم مستويات السكر في الدم وفحص مرض السكري أو مقدمات السكري حيث يشمل هذا الفحص اختباران شائعان لجلوكوز الدم ألا وهما جلوكوز الدم الصائم (FBS) والهيموجلوبين ( (HbA1c.
يجب العلم أن إختبار جلوكوز الدم الصائم يقوم بقياس مستويات السكر في الدم بعد ليلة من الصيام ويوفر نظرة ثاقبة لقدرة الجسم على تنظيم مستويات السكر. وعلى جانب آخر يقوم إختبار الـ HbA1c بقياس متوسط مستويات السكر في الدم خلال الشهرين أو الثلاثة أشهر الماضية حيث أنه يعتبر مؤشرا أكثر موثوقية للتحكم في السكر بالدم على المدى الطويل.
بوجه عام، يمكن أن يكون ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم علامة على الإصابة بمرض السكري أو مقدمات السكري حيث يجب أن يتم إكتشاف هذا الأمر في وقت مبكر والعمل على علاجه من قبل الطبيب المختص وهذا لمنع حدوث أي مضاعفات مثل أمراض القلب والكلى وتلف الأعصاب.
رابعا: اختبارات وظائف الغدة الدرقية
يعمل هذا النوع من الإختبارات على تقيم وظيفة الغدة الدرقية، فالجدير بالذكر أن هذه الغدة تلعب دورا مهما في تنظيم عملية التمثيل الغذائي وإنتاج الطاقة ووظائف الجسم المختلفة.
تشمل اختبارات وظائف الغدة الدرقية الشائعة TSH (الهرمون المنبه للغدة الدرقية)، وT4 (هرمون الغدة الدرقية) وT3 (ثلاثي يودوثيرونين). فيجب العلم أن تحديد مستويات TSH من الأمور الهامة التي تساعد في تقييم الوظيفة الكلية للغدة الدرقية، بينما تقيس مستويات T4 و T3 مستوى هرمونات الغدة الدرقية النشطة المنتشرة في الدم.
من الهام معرفة أنه من الممكن أن تؤدي التشوهات في وظائف الغدة الدرقية إلى ظهور العديد من الأعراض المرضية مثل التعب والخلل في الوزن وتقلب المزاج وتغيرات معدل ضربات القلب. لذا فتعد هذه النوعية من الفحوصات المنتظمة ضرورية للكشف عن اضطرابات الغدة الدرقية مثل قصور الغدة الدرقية أو فرط نشاط الغدة الدرقية ومن ثم العمل على بدء تلقي العلاج المناسب لاستعادة توازن هرمون الغدة الدرقية وتخفيف الأعراض المرضية.
خامسا: إختبار الأيضي الشامل (CMP)
عند قيامنا بالحديث عن إختبار الأيضي الشامل أو ما يُعرف أيضا بلوحة التمثيل الغذائي الشاملة (CMP)، فيجب معرفة أنه عبارة عن اختبار دم شامل يعمل على تقيم العلامات المختلفة لعملية التمثيل الغذائي.
يتضمن هذا الإختبار عادة قياسات جلوكوز الدم والكهارل المتمثلة في (الصوديوم والبوتاسيوم والكلوريد والبيكربونات) ووظائف الكلى (الكرياتينين ونيتروجين اليوريا في الدم) ووظائف الكبد (البيليروبين والألبومين وإنزيمات الكبد) ومستويات البروتين.
يوفر هذا النوع من الإختبارات معلومات قيمة حول الصحة الأيضية العامة ووظيفة الأعضاء الحيوية مثل الكلى والكبد حيث قد تشير التشوهات في نتائج CMP إلى ظهور العديد من الحالات المرضية مثل أمراض الكلى أو اختلال وظائف الكبد أو اختلالات الكهارل أو اضطرابات التمثيل الغذائي.
بوجه عام يمكننا القول بأن المراقبة المنتظمة لمعلومات CMP من الأمور التي تساعدنا في تحديد المشكلات الصحية المحتمل حدوثها مبكرا ومن ثم تسهيل أمر التدخل في الوقت المناسب للحفاظ على الصحة في صورتها المثالية ومنع حدوث المضاعفات.