مع ضغوط الحياة العملية والمعيشية سويا، فيجب علينا أن نقوم بالسير نحو تحقيق مفهوم التوازن بين العمل والحياة حيث يعد هذا النمط التعاملي من أهم الأنماط لحقيق التوازن قدر الإمكان بين بنود التفاصيل الحياتية، وعدم إلحاق الظلم بجانب على الجانب الآخر ومن ثم الضرر بالنفس البشرية. لهذا الأمر سنتعرف اليوم على كيفية تحقيق التوازن بين العمل والحياة؟ من خلال القيام بذكر معلومات مفصلة حول هذا المفهوم بالإضافة إلى تقديم 5 طرق للتحرك نحو هذه الحالة.
ما المقصود بمفهوم التوازن بين العمل والحياة؟
يفهم التوازن بين العمل والحياة على أنه التوازن بين الوقت الذي يتم قضاءه في العمل والوقت المعني بحياتنا الشخصية والذي يتمثل في إتمام الهوايات الشخصية، والتجمع مع الأسرة والأقارب والأصدقاء، ومن ثم يتم هنا حيث إثبات القدرة على إدارة الوقت وتخصيص الطاقة لضمان الانسجام بين التزامات العمل والالتزامات الشخصية.
ولكن وفي ظل ما نتعايش معه من سباقات إجتماعية وثقافية، فسوف يتم حدوث حالة من تحديث المعلومات والمعرفة والحقائق بإستمرار. لذلك، ليس من السهل علينا أن نقوم بالحفاظ على التوازن بين العمل والحياة الشخصية.
ما هي أهمية التوازن بين العمل والحياة؟
بمجرد أن نقوم بفهم ما هو التوازن بين العمل والحياة، فيمكننا أن نعمل على تحقيق هذه الحالة الصحية، خاصة بالنسبة لأولئك الذين لديهم الرغبة في العمل، والتقدم في مهنة مستدامة وطويلة الأجل ولا يستطيعون إعطاء وقت لأنفسهم وعائلاتهم.
بوجه عام يمكن أن تؤدي حالة التوازن بين العمل والحياة إلى تحسين الصحة العامة، بما في ذلك الصحة الجسدية والعاطفية والعقلية، والتي بدورها يمكن أن تسهم في تحسين أداء العمل بصورة كبيرة وملحوظة. بالإضافة إلى دور هذا النمط في تقليل التوتر وتقليل مخاطر الإصابة بالإرهاق لتحسين الصحة العقلية قدر الإمكان.
ما هي أهم 5 طرق لتحقيق التوازن بين العمل والحياة؟
يبحث الكثير من الناس عن طرق جيدة لتحقيق التوازن بين العمل والحياة، ولكن لا يمكن للجميع القيام بذلك، وهذا نظرا لوجود العديد من الحواجز التي تجعل من الصعب على الشخص تحقيق هذه الحالة ، بما في ذلك:
- الجانب العملي: حيث تزداد المسؤوليات في العمل تدريجيا، وتتنوع وتزداد المهام التي من الضروري أن يتم الإلتزام بها.
- الجانب الشخصي: حيث تزداد المسؤوليات تجاه العائلة والأقارب مع مرور الوقت، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يبدأون في الزواج وإنجاب الأطفال.
بوجه عام قد توصل الخبراء إلى طريقة هامة للمساعدة في التوازن بين العمل والحياة من خلال 5 خطوات حيث ينتج عن هذه الطريقة الحد من الآثار السلبية لعدم التوازن بين العمل والحياة. وفيما يلي سنقوم بالعمل على ذكر خطوات هذه الطريقة:
1) وقفة وتقييم
في بداية الأمر يحتاج الفرد إلى العمل على إيقاف أي أنشطة حالية يقوم بالعمل على أداؤها بشكل مؤقت ومن ثم العمل على إعادة تقييم القيم التي تعد في مكانة هامة له حيث يجب الحصول على الوقت الكافي لفهم المزيد عن جوانب الحياة وسؤال النفس عن مشاعرها الداخلية.
تتضمن بعض الأسئلة المساعدة في تقييم هذه الحالة بشكل أكثر وضوحا ما يلي:
- هل أقوم بقضاء وقتا ممتعا كافيا فيما أقوم بفعله حقا؟
- هل أقضي ما يكفي من الوقت والطاقة مع الأشخاص أو الأشياء ذات المغزى النافع بالنسبة لي؟
- هل أشعر بالتوافق مع أهدافي المهنية الحالية؟ لماذا نعم ولماذا لا؟
- ما الذي يجعلني أشعر بأنني عالق؟ وما فائدة ما نقوم بفعله؟
بمزيد من التأني علينا أن نقوم بالحصول على الوقت الكافي للتفكير النقدي في هذه الأسئلة. إذا أمكن، يمكن أن نقوم بالعمل على تسجيل الأفكار والمشاعر بصدق حتى نتمكن من تقدير الوضع الحالي. فيجب ملاحظة أنه أثناء التفكير في هذه الأسئلة الشخصية المعقدة، يمكن أن يكون طريقة تدوين الأفكار والمشاعر من الطرق الجيدة لتحديد المجالات التي نشعر أننا بحاجة إلى إجراء تعديل بها.
2) تقييم الأولويات
بعد أن قمنا بإكتشاف وفهم ما نريد القيام بتعديله، فإن الخطوة التالية في تحقيق التوازن بين العمل والحياة هي إعطاء الأولوية للقضايا في حياتنا التي بين أيدينا.
تتضمن بعض الأسئلة التي يمكنك طرحها على أنفسنا فيما يخص هذا الأمر:
- ما هي أهم إهتماماتي حقا وهل آخذ الوقت الكافي للقيام بذلك؟
- هل أضع حدودا للمهام؟ ما هو الشيء الذي أفعله فقط دون معرفة كيفية التوقف عنه؟
- كيف يمكنني التصرف للتأكد من أنني أكرس الوقت المناسب والطاقة لإدارة أهدافي وعلاقاتي بصورة متوازنة؟
3) إدارة الوقت
بعد القيام بإدراج المهام وتحديد المشاكل والأولويات، فسوف نحتاج بعد ذلك إلى العمل على إدارة الوقت بشكل صحيح من خلال تقسيم الوقت بصورة معتدلة ما بين المهام والأنشطة اليومية.
بصورة شاملة يجب العمل على مراجعة كيفية قضاء الوقت والقيام بإجراء بعض التعديلات في الجدول الزمني إن أمكن لحصول جميع المهام على ما يناسبها من وقت وإهتمام.
4) وضع الحدود بصورة واضحة
من الهام معرفة أن أمر وضع الحدود مهم بالنسبة لإدارة الوقت بشكل فعال. فعلى سبيل المثال، يمكننا أن نقوم بتعيين وقت معين لن نقوم فيه بالرد على أي رسائل بريد إلكتروني أو رسائل متعلقة بالعمل، وبالأخص بعد الانتهاء من العمل ومغادرة الشركة، ومن ثم يجب إخبار الزملاء بذلك لتجنب الإزعاج أو حدوث أي مشكلات.
يجب العلم أن الشيء نفسه ينطبق على العادات الأخرى مثل ممارسة التمارين الرياضية وعدم التمكن من الرد على هاتف الأصدقاء والعائلة حيث نحتاج هنا أيضا إلى إخبارهم بالحدود الوقتية.
بمزيد من التوضيح، تنقسم حدود العمل إلى واحدة من ثلاث فئات: جسدية أو عاطفية أو زمنية حيث أنه من الممكن أن يتم البدء بوضع حدود صغيرة ومن ثم التوسع من هناك.
5) التفكير والتقييم
بمزيد من الدقة، فإنه يتعين علينا دائما العمل على تعديل قراراتنا لتحقيق التوازن بين العمل والحياة حيث تعد قراراتنا هذه ذات صلة بالوضع الحالي. فالجدير بالذكر أن التغييرات الكبيرة في الحياة يمكن أن تستغرق وقتا طويلا. لذلك، من المحتمل أن يكون التفكير في النهج الصحي وتعديله بشكل دوري جزءا لا يتجزأ من عملية التوازن الحياتية.
في الواقع، الحياة تتغير دائما، وطبيعة العمل تتغير وكذلك العلاقات البشرية. لذلك، سوف يتغير ريتم الوقت الخاص بنا باستمرار من وقت لآخر وعلى حسب كل موقف.
ما هي العلامات التي تشير إلى تحقيق التوازن بين العمل والحياة؟
إذا حقق الشخص التوازن بين العمل والحياة ، فقد يظهر هذا الأمر من خلال ما يلي:
- القدرة على إدارة التوتر ومعرفة كيفية الحد منه على المدى القصير.
- إزدياد الإنتاجية ولكنها لا تؤثر على مقدار الوقت الذي يتم قضاؤه مع النفس.
- حالة الرضا عن الوقت الذي يتم قضاؤه مع العائلة والأصدقاء.
- عدم وقوع أي تأثرات سلبية على الصحة البدنية والعقلية.
- معرفة كيفية الرفض ووضع الحدود بين المشاكل في الحياة.