مع هذه الأوقات من كل عام أي أثناء تغير الفصول وإختلاف هيئة الطقس الذي نتعرض له، فسوف تصبح هذه الأحوال من أهم الظروف المواتية لحدوث الإصابة بالفيروسات والبكتيريا حتى تزدهر وتقوم بالتوغل إلى داخل الجهاز التنفسي،ومن ثم تحدث الإصابة بالعديد من الأمراض المزعجة بما في ذلك الالتهاب الرئوي وخاصة مع كبار السن نظرا لأن لديهم مقاومة ضعيفة تعمل على إضعاف الكثير من الوظائف في الجسم. لذا قررنا اليوم أن نُلقي الضوء على أهم 5 ملاحظات يجب الآخذ بهم في عين الإعتبار عند رعاية كبار السن المصابين الالتهاب الرئوي داخل المنزل.
كبار السن والاصابة بالالتهاب الرئوي
عند حدوث معاناة كبار السن من الالتهاب الرئوي، فيجب العلم أن هذا الأمر يمكن أن يكون سببه البكتيريا أو الفيروسات أو الفطريات أو التعرض لتلوث الهواء أو دخان السجائر، فالجدير بالذكر أن هذه الحالة المرضية شائعة جدا والعديد من الأشخاص عرضة للمعاناة منها بعد مشكلة التهاب الحلق.
سريريا، يختلف الالتهاب الرئوي لدى كبار السن عن الشباب من خلال المعاناة من بعض حالات الحمى الخفيفة أو عدم التواجد على الإطلاق، بالإضافة إلى الشكوى من السعال الكثير وزيادة ضيق التنفس حتى قد يصل الأمر إلى السعال الدموي، وإظهار علامات واضحة للجفاف. إلى جانب هذا، هناك أيضا بعض الأعراض المرضية الأخرى والتي من الوارد أن تتمثل في الصداع والتعرق الزائد والجلد الشاحب وضعف الشهية والتعب.
لذلك، وعند إشتباه إصابة كبار السن بالالتهاب الرئوي، فمن الضروري وعلى الفور أن يتم الذهاب إلى أقرب منشأة طبية في أسرع وقت ممكن لأنه إذا قمنا بإهمال مثل هذه الحالات، فقد يكون ذلك الأمر خطيرا على المريض.
يجب أيضا الآخذ في عين الإعتبار عدم قيام المرضى بشراء أي من الأدوية بشكل تعسفي، وخاصة المضادات الحيوية، وهذا لأن استخدام المضادات الحيوية ليس كما هو موصوف يقتصر دوره على علاج الحالة المرضية فقط، بل من الوارد أيضا أن يسبب العديد من المضاعفات الخطيرة.
إقرأ أيضا: الالتهاب الرئوي الجرثومي.. الأعراض والأسباب وطرق العلاج
كيفية رعاية شخص مسن مصاب بالالتهاب الرئوي داخل المنزل
توجد العديد من الضوابط والمعايير التي يجب أن يتم الاستعناء بها عند القيام برعاية مسن مصاب بمرض الالتهاب الرئوي داخل المنزل، فالجدير بالذكر أن هذه الضوابط تتمثل في الآتي:
1) تناول الأدوية الموصوفة
يحتاج كبار السن إلى ضرورة الانتباه إلى تناول الأدوية الصحيحة والكافية التي يقوم الطبيب بوصفها وتجنب تماما محاولة العمل على تغير الأدوية بشكل تعسفي، أو التوقف عن تناولها بصورة مطلقة.
يجب العلم أنه في حال عدم الإلتزام بالأنماط العلاجية بشكلها الصحيح، فمن أن يتسبب ذلك في استمرار تكاثر البكتيريا ومن ثم معادوة الإصابة بالالتهاب الرئوي مرة أخرى.
2) المراقبة الصحية الدقيقة
يجب على كبار السن المصابين بالالتهاب الرئوي أن يتلقوا الرعاية والإهتمام من قبل ذويهم بصورة دقيقة حيث كما ذكرنا من قبل ينصح بأهمية تناول الدواء على النحو الذي يحدده الطبيب، ومن ثم مراقبة الحالة البدنية والعقلية للمريض المسن بانتظام.
يجب أيضا أن يتم الإنتباه إلى بعض علامات العدوى مثل الشفاه الجافة، والعيون الغائرة، وتعرض الجسم للحمى. بالإضافة إلى ذلك، فقد يظهر ضيق في التنفس بعد بضع ساعات من حدوث الإصابة، والشفاه الأرجواني وهذا اعتمادا على شدة المرض أما فيما يخص ضيق التنفس فمن الممكن أن يكون شديدا ويزداد سوءا.
3) الإلتزام بترطيب الجسم
يحتاج المرضى المصابين بالالتهاب الرئوي إلى الإهتمام بضرورة العمل على إعادة الترطيب لتعميم الشعب الهوائية للمريض حيث يحتاج كبار السن هنا إلى شرب الكثير من الماء (2-3 لتر / يوم) لتخفيف وتصريف البلغم بسهولة.
إلى جانب هذا يعمل روتين تناول الكثير من الماء على تعويض الجسم عن فقدان الماء بسبب الحمى والتنفس السريع، ومن ثم يمكن أيضا أن نضيف عصائر الفواكه أو الخضروات الطبيعية والصحية.
4) تعميم مجرى الهواء
من الأمور الهامة عند رعاية مرضى الالتهاب الرئوي من كبار السن أن يتم العمل على زيادة الدورة الدموية في مجرى الهواء للمرضى حيث يتداخل في هذه الأوقات الإفراز في الشعب الهوائية مع التبادل ، ويزيد من تلوث مجرى الهواء ومن ثم يبطئ عملية الشفاء.
من هنا يجب الانتباه إلى حرارة الهواء المستنشق الذي يمكن أن يخفف أيضا من تواجد البلغم حيث يمكن تنفيذ هذا من خلال قيام المرضى بارتداء قناع، والاستنشاق من خلال الأنف ثم الزفير من خلال الفم والشفاه المغلقة.
5) الاهتمام بوضعيات الجسم
قد يتطلب الأمر في كثير من الأوقات أن يتم العمل على تغيير الموقف إن أمكن. على سبيل التوضيح، وعند السعال، فيجب على المريض وهو في وضع الجلوس أن يقوم بالانحناء قليلا للأمام على أن تكون الركبتين والوركين في وضع مطوي بحيث تكون عضلات البطن ناعمة ويكون هناك توتر أقل في عضلات البطن عند السعال.
يجب أيضا العمل على إستنشاق الهواء ببطء من خلال الأنف والزفير من خلال الشفاه الملاحقة، وتجنب التعرض للإجهاد المفرط وخاصة عندما يتسبب السعال في تلف الرئتين.