من أهم العناصر الموجودة داخل مطابخنا جميعا يمكننا أن نقوم بذكر الكركم الذي يتميز بالكثير من الفوائد، ويحتوي على العديد من الخصائص المضادة للالتهابات وللأكسدة، مما يترتب على هذا جلب العديد من الفوائد الصحية، ولكن بوجه عام هل هناك أي أضرار تعود على الصحة عند استهلاك الكثير من الكركم؟ بالطبع تأتي الإجابة هنا بصيغة الإيجاب حيث لا تتمثل مدى الإستفادة من العناصر بكثرتها ولكن بمقدارها الصحيح المفيد للصحة العامة.
الكركم
يعد الكركم من أهم التوابل الآسيوية المشتقة، وهو جزء من عائلة الزنجبيل Zingiberaceae، ولكنه على وجه التحديد يحتوي على الكركمي ، وهو عبارة عن صبغة طبيعية تعطي الكركم لونه الأصفر المميز.
بوجه عام يعتقد العديد من خبراء التغذية أن كلا من عنصر الكركم وما يحويه من مادة الكركمين يساعدان في علاج مجموعة متنوعة من الحالات الالتهابية، بما في ذلك هشاشة العظام (OA) والحساسية الموسمية والتهابات الجهاز التنفسي (الرئة). إلى جانب هذا فقد أظهرت بعض الدراسات أيضا أن الكركم يمكن أن يساعد في تحسين الظروف الصحية مثل الاكتئاب وفرط شحميات الدم (ارتفاع الدهون في الدم) ومرض الزهايمر.
الجدير بالذكر أنه من الممكن أن يتم استخدام الكركم كتوابل أو شاي وكمكمل غذائي. ولكن يجب الآخذ في عين الإعتبار أن هناك عدد من الآثار الجانبية والمخاطر المرتبطة بتناول مكملات الكركم وخاصة عند الإفراط في تناولها.
5 آثار جانبية تصيب الجسم عند تناول الكثير من الكركم
1- المعاناة من اضطرابات الجهاز الهضمي
ترتبط الآثار الجانبية الأكثر شيوعا التي يسببها الكركم باضطرابات المعدة أو الجهاز الهضمي، خاصة عند تناول جرعات أعلى من هذا العنصر والسبب في حدوث ذلك هو سوء امتصاص الكركم عن طريق الجهاز الهضمي ، والذي يتجلى في الأعراض التالية:
- الإصابة بالإنتفاخات.
- الامساك.
- عسر الهضم.
- الإسهال.
- الغثيان أو القيء.
- ارتجاع الحمض أو حرقة المعدة.
2- الطفح الجلدي
فيما يتعلق بالبشرة وعالم الجمال، فقد تم إثبات أن بعض المنتجات الموضعية التي يتم تطبيقها مباشرة على الجلد وتحتوي على الكركم أو الكركمين من الوارد أن تسبب طفح جلدي مع بعض الحالات خاصة إذا تم الإفراط في هذا الروتين.
بوجه عام يجب عند المعاناة من حالة الطفح الجلدي البعد تماما عن استخدام منتجات الكركم التجميلية، والقيام بشكل فوري بالتحدث مع الطبيب المختص وإستشارته تجاه هذا الأمر.
3- زيادة مخاطر التعرض للنزيف
للكركم العديد من الخصائص التي تميزه ومن أهم هذه الخواص يمكننا أن نقوم بذكر خاصية ترقق الدم، ومنع تكوين جلطات الدم. لذا، فمن الواجب على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النزيف (الهيموفيليا) توخي الحذر عند استخدام مكملات الكركم داخل أنظمتهم الغذائية أو التفكير في تجنبها بشكل عام.
إلى جانب هذا أيضا، فيجب على الأشخاص الذين يتناولون الأدوية أو المكملات الغذائية المسببة لتخثر الدم مثل الوارفارين (الكومادين) والأسبرين والكلوبيدوجريل (بلافيكس) والجنكة أن يقوموا بتجنب إستخدام الكركم بشكل مطلق.
يجب العلم أنه من الوارد أن تشمل الآثار الجانبية للنزيف سهولة الكدمات والنزيف غير الطبيعي حيث المعاناة من نزيف الأنف واللثة والدم في البراز أو البول، ومن هنا يجب على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النزيف أو الذين يتناولون أدوية تؤثر على الدم التحدث إلى الطبيب تدث إلى طبيبك قبل البدء في تناول مكملات الكركم.
4- التقليل من مستويات السكر في الدم
قد يعمل الكركم على خفض مستويات السكر في الدم، خاصة لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ من مرض السكري من النوع 2، فعلى سبيل التوضيح قد يكون لهذا الأمر تأثير إيجابي ومفيد لبعض الأشخاص، ولكنه خطير بالنسبة للأشخاص الذين يضطرون إلى التحكم في نسبة السكر في الدم أو الذين يتناولون أدوية لها تأثير سكر الدم.
يتعلق هذا الأمر بالأشخاص الذين يتناولون أدوية للتحكم في نسبة السكر في الدم مثل الأنسولين وأدوية السكري وما إلى ذلك، ومن ثم يمكن أن يتسبب هذا الوضع في انخفاض مستويات السكر بشكل ملحوظ في الدم ويظهر هذا من خلال بعض الاعراض مثل سرعة نبضات القلب والأرق والصداع والتغيرات في الحالة العقلية.
5- إصابة الكبد ببعض التلفيات
من أخطر الآثار الجانبية المبلغ عنها عند تناول الكثير من الكركم هو تسبب هذا العنصر في إصابة الكبد ببعض التلفيات حيث يحدث هذا بسبب تناول جرعات عالية من الكركمين ، أو ما بين 250 و 1,800 مجم يوميا.
تشمل أمثلة تلف الكبد حدوث المعاناة من التهاب الكبد والركود الصفراوي وتلف خلايا الكبد حيث تشمل الأعراض الشائعة لبعض هذه الحالات المرضية الإصابة باليرقان (اصفرار في بياض العينين والجلد) وآلام البطن والغثيان والبول الداكن.
في حالة حدوث أي من هذه الأعراض، فمن الواجب على الفور أن يتم التوقف عن تناول الكركم والعمل على طلب العناية الطبية بشكل يستدعي المزيد من الإهتمام.
المقدار الصحي الذي يلزم الجسم من عنصر الكركم
طبقا لبعض الدراسات، فقد تم إثبات أنه عند تناول الكركم بجرعات تصل إلى 3 جرام يوميا، فسوف يعتبر هذا الأمر آمنا لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر، وفيما يتعلق بالمنتجات التي تحتوي على ما يصل إلى 8 جرام من الكركمين، فهي آمنة للاستخدام اليومي لمدة تصل إلى شهرين.
بوجه عام يعتبر الكركم آمنا بجرعات تتراوح من 4000 إلى 8000 مجم يوميا حيث يشمل هذا كمية توابل الكركم المضافة إلى الأطعمة وكذلك مكملات الكركم. ومع ذلك ، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد جرعة الكركم الأكثر فعالية وآمنة.
إلى وقتنا هذا لم يعرف بعد ما إذا كان الكركم آمنا للحوامل أو المرضعات حيث يفضل أن يتم تجنب تناول مكملات الكركم في خلال مرحلة الحمل والرضاعة أو التحدث إلى مقدم الرعاية الصحية أولا وتحديد ما هو مناسب للوضع الصحي.