تعتبر دهون الدم من أهم المكونات الرئيسية داخل جسم الإنسان، ولكن يجب الآخذ في عين الإعتبار أنه عندما تكون نسبة هذه الدهون مرتفعة، فإنها ستسبب بشكل رئيسي أمراض الدم الدهنية مع إمكانية حدوث المعاناة من بعض المضاعفات الصحية الخطيرة، فالجدير بالذكر أن الدهون المتواجدة في الدم هذه وارد زيادتها داخل جسم الإنسان مع إنخفاض درجة الحرارة وسيطرة الطقس البارد على الأجواء. من هنا قررنا أن نقوم اليوم بالتعرف على أهم 5 أسباب تؤدي وبشكل رئيسي إلى حدوث الشكوى من ارتفاع الدهون في الدم خلال فصل الشتاء.
مؤشرات مهمة عند اختبار الدهون في الدم
عند الرغبة في التعرف بشكل توضيحي على نسب الدهون في الدم فيجب على الفور أن نقوم بذكر الاختبار الكمي للكوليسترول الكلي حيث يوضح هذا الإختبار الكمية الإجمالية للكوليسترول الموجودة في دم الشخص.
تتكون مستويات الكوليسترول الكلية من:
أولا: الكوليسترول السيئ LDL
غالبا ما تتراكم هذه الدهون على جدران الشرايين، مما يزيد هذا الأمر من خطر الإصابة بمرض الشريان التاجي والسكتة الدماغية.
من الهام معرفة أن القيمة الطبيعية للكوليسترول الضار هي <130 مجم / ديسيلتر، وكلما زادت كمية الكوليسترول الضار مقارنة بالقيمة الطبيعية زاد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ثانيا: الكوليسترول الجيد HDL
تعد الدهون هنا من النوعية الجيدة لأنها تساعد على إزالة الكولسترول السيئ حيث العمل على نقل إلى الكبد للمعالجة بشكل سليم وصحي.
يساعد كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة على حماية جدران الأوعية الدموية، والحفاظ على نظافتها وصورتها الصحية، فإذا كان الكوليستيرول الجيد >60 ملغ/ديسيلتر، فيعد هذا الأمر من أهم العلامات الجيدة على صحة القلب أما إذا كان <40 مجم / ديسيلتر فيعد الأمر هنا غير مطمئن على الإطلاق.
ثالثا: الدهون الثلاثية
تبلغ مستويات الدهون الثلاثية الطبيعية <150 مجم / ديسيلتر، ولكن عندما تكون بين الـ 150-199 مجم / ديسيلتر، فتبدو مرتفعة بشكل معتدل أما في حالة بلوغها بين الـ 200-499 مجم / ديسيلتر، فتبدو هنا ذات نسبة مرتفعة، وفوق الـ 500 مجم / ديسيلتر، فتكون مرتفعة جدا.
تزيد زيادة الدهون الثلاثية من مخاطر الإصابة بأمراض الشريان التاجي وأمراض القلب والأوعية الدموية الخطيرة الأخرى.
بناء على مؤشرات اختبار دهون الدم، يمكن للطبيب تقييم ما إذا كان المريض يعاني من عسر شحميات الدم، ومدى تطور هذه الحالة المرضية، والأمراض الأخرى ذات الصلة مثل القلب والأوعية الدموية والسكري والقلب والأوعية الدموية وتصلب الشرايين.
إقرأ أيضا: كيف تتم السيطرة على الدهون في الدم دون تناول أي دواء؟
أسباب إرتفاع الدهون في الدم خلال فصل الشتاء
– التغيرات الغذائية
خلال فصل الشتاء، يميل أغلب الأشخاص إلى تناول المزيد من الأطعمة الغنية بالدهون والسعرات الحرارية مثل اللحوم الحمراء والأطعمة المقلية والأطعمة الغنية بالطاقة للحفاظ على دفء الجسم.
الجدير بالذكر أنه كلما كما زادت عادة تناول الحلويات والمشروبات الساخنة الغنية بالسكر والدهون مثل الشوكولاتة الساخنة، فسوف يترتب على هذا الأمر زيادة نسب الكوليسترول داخل الجسم
– قلة الحركة
يتسبب الطقس البارد في التقليل من أداء أغلب الأفراد للكثير من الأنشطة البدنية في الهواء الطلق، وتباعا يؤدي القليل من هذه التمارين إلى حدوث أزمة سوء التمثيل الغذائي للدهون في الجسم، ومن ثم يترتب على هذا تراكم الكوليسترول السيئ (LDL).
– آثار أشعة الشمس
في فصل الشتاء، ينخفض وقت التعرض لأشعة الشمس، مما يترتب على هذا الأمر التقليل من إنتاج فيتامين د، وهو الفيتامين الرئيسي المسئول عن تنظم مستويات الكوليسترول في الدم.
– التغيرات الفسيولوجية للجسم
يميل الجسم إلى تخزين المزيد من الطاقة والدهون في الشتاء كحالة من الدفاع الطبيعي ضد الطقس البارد، ومن ثم يمكن أن يزيد هذا الأمر من مستويات الكوليسترول في الدم.
– تأثير الهرمونات
يمكن أن يتسبب فصل الشتاء في حدوث الكثير من التغيرات الهرمونية مثل هرمون الكورتيزول المرتبط بالتوتر، تباعا يمكن أن يزيد ذلك من مستويات الكوليسترول وخاصة السيئ (LDL).
كيفية التحكم في مؤشرات الدهون في الدم خلال فصل الشتاء
عند الرغبة في السيطرة على عسر شحميات الدم، يمكنك الرجوع إلى الطرق التالية:
- بناء نظام تغذية علمي ومعقول مع ضرورة تقليل تناول الدهون المشبعة، وزيادة تناول الخضروات الخضراء والفواكه الطازجة، والأطعمة الغنية بأوميغا 3 مثل اللوز والكاجو والجوز والفول السوداني وبذور الشيا والحد من تناول الدهون والأعضاء الحيوانية.
- ممارسة الرياضة البدنية بشكل يومي منتظم، وهذا للتقليل من مستويات الكوليسترول السيئ في الدم والحد من مخاطر الإصابة بعسر شحميات الدم وأمراض أخرى، فمن الهام معرفة أنه من الممكن أن تؤدي التمارين الرياضية إلى تحسين مستويات الكوليسترول حيث زيادة كمية كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL)، المعروف بالكوليسترول الجيد.
- البعد تماما عن ممارسة عادة التدخين السيئة وتناول المشروبات الكحولية.
- التحلي بالوزن المثالي وتجنب زيادة الوزن المفرطة.
- إجراء الفحوصات الدورية للإطمئنان على الحالة البدنية خاصة عند المعاناة من بعض الأمراض المزمنة مثل إرتفاع ضغط الدم والسكري.