مما لا شك فيه أنه مع مراحل العمر المتقدمة وكبر السن يصاب الجسم بحالة من الوهن حيث تضعف مقاومة الجسم بسبب بعض القصور الذي يصيب الجهاز المناعي في هذه الأوقات وتزداد مخاطره مع التغيرات التي تحدث في الطقس وخاصة خلال موسم البرد. بمزيد من التوضيح قررنا أن نتعرف اليوم على أهم 5 أمراض من الوارد أن يتعرض كبار السن لمخاطر الإصابة بها حيث حدوث الإصابة بالعدوى البكتيرية والفيروسية وهذا خلال فصل الشتاء.
أهم 5 أمراض شائع حدوث الإصابة بها في موسم البرد عند كبار السن
أولا: الانفلونزا
عند حدوث المعاناة من الانفلونزا، فيجب العلم أن هذه الحالة المرضية تؤثر بشكل مباشر على الجهاز التنفسي حيث يعد هذا من أهم الأسباب المؤدية إلى تفشي الالتهاب الرئوي والتهاب الشعب الهوائية الحاد لدى كبار السن.
بناء على هذه الحالة المرضية تظهر الالتهابات في الأذنين والجيوب الأنفية، وفي صورة هجمات متكررة وشرسة أما فيما يتعلق بكبار السن الذين يعانون بالفعل من الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن، فمن المؤكد أنه مع التعرض في كل مرة لعدوى الأنفلونزا فسوف تحدث حالة معاناة من نوبة ربو حادة أو اشتعال مرض الانسداد الرئوي المزمن.
الجدير بالذكر أنه مع مرض الانسداد الرئوي المزمن أو الربو، وخاصة بعد كل مرة إصابة وتفاقم للحالة المرضية، فسوف ينتج على هذا تعرض الجهاز التنفسي للإرهاق الشديد، مما يؤدي هذا تدريجيا إلى فقدان السيطرة في العلاج.
بالإضافة إلى التأثير المباشر على الحالة المرضية للجهاز التنفسي، فتؤثر الأنفلونزا أيضا بشكل غير مباشر على العديد من الأعضاء. بالنسبة للقلب، فتظهر هذه الحالة المرضية من خلال آلية تحفيز نظام الاستجابة الالتهابية حيث يزيد الجهاز المناعي من إنتاج السيتوكينات (المواد الوسيطة الناتجة عن الاستجابة الالتهابية) جنبا إلى جنب مع تحفيز الجهاز العصبي الودي للعمل بقوة، مما ينتج على ذلك زيادة الطلب على الأكسجين ولكنه يقلل من إمدادات الأكسجين إلى عضلة القلب، مما يزيد هذا الأمر من خطر احتشاء عضلة القلب، ومخاطر الإصابة بفشل القلب.
إقرأ أيضا: 4 أنواع من أمراض القلب والأوعية الدموية الشائعة لدى كبار السن
ثانيا: الانسداد الرئوي المزمن
خلال موسم الشتاء يتعرض كبار السن لمخاطر الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) حيث أنه ينقسم إلى المجموعة أ والتي تتميز ببعض الأعراض المرضية مثل ضيق شديد في التنفس، والهزال ، ونقص الأكسجين في الدم أثناء الراحة أما فيما يتعلق بالمرضى الذين يعانون من مرض الانسداد الرئوي المزمن من المجموعة ب، فيظهر هذا من خلال بعض الأعراض المرضية مثل نقص الأكسجة والكربنة العالية، والشكوى من بعض مشاعر ضيق التنفس.
من الهام معرفة، أنه في المرحلة المتقدمة من مرض الانسداد الرئوي المزمن، سوف تحدث حالة من إعاقة الهواء داخل وخارج الرئتين ولا يتم تجديده بشكل متكرر ، وهذا لأن الحويصلات الهوائية (أكياس الغاز في الرئتين) يتم إصابتها ببعض الخلل في هذه الأوقات أيضا، مما يتداخل هذا الأمر بشكل أكبر مع تبادل الغازات، ويقلل من تركيز الأكسجين في دم المريض حيث يتراكم الكثير من غاز الكربون، ومن ثم يؤثر نقص الأكسجة المتكرر على عمل العديد من الأعضاء، وخاصة القلب.
الجدير بالذكر، أنه عادة ما تؤثر أزمة فشل التنفس في هذه الأوقات بشكل خطير على نوعية الحياة حيث إعاقة العديد من الأنشطة الإجتماعية مثل السفر والتزاور ومحدودية التواصل الاجتماعي، مما يترتب على هذا تأثر عواطف المسن بشكل خطير وزيادة مخاطر التعرض للإكتئاب.
بالإضافة إلى ذلك، عادة ما يتم وصف التنفس بالأكسجين على المدى الطويل مع مرضى الانسداد الرئوي المزمن، وغالبا ما تحتاج هذه الحالات إلى الاستلقاء في مكانها لمدة 16-18 ساعة / يوم، مما يزيد هذا الأمر من الاكتئاب للمرضى.
ثالثا: السكتة الدماغية
تعد هذه الحالة الطبية الطارئة من أهم الحالات التي يعاني منها كبار السن عندما ينقطع تدفق الدم إلى جزء من الدماغ أو ينخفض بشكل كبير، فالجدير بالذكر أن هذا الوضع يتسبب في عدم تلقي خلايا الدماغ ما يكفي من الأكسجين والمواد المغذية اللازمة للعمل، ومن ثم تصاب بحالة ما التلف والموت تدريجيا.
هناك نوعان رئيسيان من السكتة الدماغية، فعلى سبيل التوضيح تحدث السكتة الدماغية عندما يكون هناك ظهور لجلطة دموية أو لوحة في الأوعية الدموية، مما يمنع هذا من تدفق الدم إلى الدماغ، وتحدث السكتة الدماغية النزفية عندما تتمزق الأوعية الدموية في الدماغ، ويتدفق الدم إلى أنسجة المخ ويسبب تلفا للخلايا في هذه الأوقات.
رابعا: التهاب الشعب الهوائية المزمن
كما نعلم أن كبار السن قد يكون لديهم ضعف في جهاز المناعة أو لديهم حالات طبية مرضية كامنة، ومشاكل صحية، إلى جانب تواجدهم فعليا في مرحلة الشيخوخة التي تؤثر على الرئتين بشكل مباشر طبقا للتدرج العمري.
من هنا يمكننا القول، بأنه غالبا ما تتمثل أعراض التهاب الشعب الهوائية لدى كبار السن في السعال المستمر، وسعال البلغم الأصفر أو الأزرق أو سعال الدم، والشعور بضيق في التنفس أو التنفس بسرعة وسطحية، والصفير، والمعاناة من الحمى في بعض الأوقات.
خامسا: التهاب المفاصل
يعاني فئة كبيرة من كبار السن من أزمة التهاب المفاصل والتي ينتج عنها الكثير من مشاعر الألم بسبب تيبسها وتورمها، فالجدير بالذكر أن التهاب المفاصل هذا يعد هو أحد ردود الفعل الطبيعية للجسم على هذه الحالة المرضية حيث تظهر بشكل شائع خاصة مع تقدمنا في العمر.
على الرغم من عدم وجود علاج نهائي لالتهاب المفاصل في الوقت الحالي، إلا أن بعض العلاجات يمكن أن تخفف من هذه الأعراض،عفلى وجه الخصوص، تعد التمارين البدنية هو وسيلة للمساعدة في تقليل أعراض الأمراض الشائعة لدى كبار السن، لأنها تعمل على تليين المفاصل وتقوية العضلات.