في أوقات إصابة الكبد بحالة من التلف والضعف المؤثرة على وظائفه، فمن الهام معرفة أن هذا الأمر سوف يؤثر على العديد من الأعضاء الأخرى في الجسم، ومن ثم تحدث حالة من ظهور بعض العلامات الدالة على حدوث المعاناة من هذه الحالة المرضية. لذا قررنا بشكل توضيحي مفصل أن نتعرف على أهم 6 علامات تحذيرية ظاهرة تدل على إصابة الكبد بحالة من ضعف وظائفه بصورة مرضية واضحة وهذا من خلال سطور مقالنا التالي.
الكبد
عند الحديث عن الكبد، فيجب علينا معرفة أنه عبارة عن أكبر عضو داخلي في الجسم حيث يقوم بالعديد من الوظائف المهمة بما في ذلك وظيفة التمثيل الغذائي للأغذية، وإفراز العصارة الصفراء، والعمل على تخزين الفيتامينات والمعادن، ومكافحة السمية.. إلخ، ومن هنا تحدث حالة من تحقيق التوازن البدني والحفاظ على الحياة الصحية بوجه عام.
أما في حالة ضعف وظائف الكبد، فمن الهام معرفة أن هذه الحالة المرضية تصاحبها العديد من الأعراض المرضية. لذا فيجب على الأشخاص الذين يعانون من هذه العلامات الذهاب على الفور إلى أقرب منشأة طبية أو طبيب مختص لفحص ومنع المرض من التقدم إلى أمراض أخرى أكثر تفاقما مثل المعاناة من مشاكل الكبد المزمنة وتليف الكبد حتى قد يصل الأمر إلى الإصابة بسرطان الكبد.
أهم العلامات التحذيرية الدالة على ضعف وظائف الكبد
في أغلب الأوقات لا نستطيع إطلاقا أن نقوم بتجاهل بعض العلامات الدالة على ضعف وظائف الكبد، والتي من الوارد أن تتمثل فيما يلي:
أولا: الطفح الجلدي المثير للحكة
من أهم الوظائف المعني بها للكبد للحفاظ على صحة البدن هي وظيفة إزالة السموم، ومساعدة الجسم على محاربة الكثير من العناصر السامة الواردة إليه عن طريق تناول المشروبات الكحولية والأطعمة المسمومة والأدوية عن طريق الفم.. إلخ.
على سبيل التوضيح، فإنه يتم تطبيق هذا الأمر عن طريق استقلاب وتقليل السمية وتحويل السموم إلى مواد غير سامة أو أقل سمية ثم إفرازها عن طريق البراز والبول. لذلك، وبمجرد ضعف وظائف الكبد، فسوف تنخفض هذه القدرة أيضا مما يتسبب هذا الوضع في تراكم السموم وإفرازها عبر الجلد.
تظهر الأعراض في صورة الطفح الجلدي المثير للحكة والبثور والطفح الجلدي غير المكتمل، فيجب العلم أن هذه الأعراض تظهر بسهولة لحساسية الجلد الشائعة في هذه الأوقات.
ثانيا: اليرقان
تعد هذه العلامة من أهم العلامات المميزة إلى حد ما عندما تنخفض وظائف الكبد، فالجدير بالذكر أن اليرقان هذا يعد هو أحد الأعراض الشديدة التي تشير إلى تلف انسداد القناة الصفراوية داخل الكبد أو خارجه حيث في الطبيعي يتم تخزين البيليروبين الذي ينتجه الكبد عادة في المرارة ثم يصب في الاثني عشر للمساعدة في هضم الطعام.
ومع ذلك، إذا كان هناك تلف في الكبد والقنوات الصفراوية، فإن البيليروبين بدلا من أن يصب في الاثني عشر سيكون راكدا ويتم امتصاصه في مجرى الدم ومن هنا تحدث الإصابة بهذه الحالة المرضية والعيون الصفراء، فيجب العلم أن من أهم الأجزاء التي يمكن رؤيتها بوضوح باللون الأصفر هي ملتحمة العينين والقدمين والأغشية المخاطية للسان.
إقرأ أيضا: أهم العلامات التحذيرية التي تدل على حدوث الإصابة بسرطان الكبد
ثالثا: رائحة التنفس الكريهة
في حالة إصابة الكبد بالتلف، فمن الهام معرفة أن حالته المرضية هذه لن تساعده في القضاء على الكثير من السموم المتواجدة في داخل الجسم مثل النيتروجين واليوريا والأمونيا وما إلى ذلك.
من هنا تنتقل هذه السموم إلى أعضاء أخرى في داخل الجسم بما في ذلك الرئتين، مما يتسبب هذا الأمر بشكل مباشر في الإصابة برائحة التنفس الكريهة.
رابعا: تغير لون البراز والبول
عند حدوث بعض الالتغيرات في لون البراز والبول، فمن الهام ماحظة أن هذه من أهم العلامات الدالة على حدوث الإصابة بأمراض الكبد وفي مراحله المتقدمة أيضا، فعلى سبيل التوضيح يؤدي تلف حمة الكبد إلى انسداد الصفراء بداخله، مما يؤدي هذا إلى امتصاص المزيد من البيليروبين في الدم ثم إفراز البول أكثر من المعتاد، ومن ثم تتسبب كمية البيليروبين هذه في أن يكون البول ذات لون أصفر غامق.
وبالمثل، وفي داخل الأمعاء عادة ما تستقلب البكتيريا البيليروبين إلى يوروبيلينوجين، والذي يتم تحويله بعد ذلك إلى حد كبير إلى ستيركوبيلين مما يجعل البراز ذات لون أصفر. ومع ذلك، وعندما يتلف انسداد الصفراوي تماما، فسوف تكون كمية الستيركوبيلين في البراز صغيرة جدا، وبالتالي فإن براز المريض يكون ذات لون رمادي فاتح أو شاحب.
خامسا: الهالات السوداء حول العينين
يعد مظهر الهالات السوداء هذه من أهم المظاهر الشائعة التي تبدو واضحة على الأشخاص المصابين بأمراض الكبد المزمنة حيث يظهر هذا العرض واضحا عند تعرض الكبد للمرض لفترة طويلة، ومن هنا يمكننا القول أنه في حالة معاناة المرضى من وذمة كبدية، فسوف تظهر العيون في حالتها الداكنة المحاطة بالهالات السوداء في صورة أكثر وضوحا.
سادسا: إستسقاء البطن
يدل هذا العرض المرضي على تليف الكبد اللا تعويضي، وهو أحد المضاعفات الشديدة لأمراض الكبد المزمنة، فالجدير بالذكر أنه خلال هذه الأوقات تتدهور حالة المريض الصحية حيث تبدأ بطنه في الانتفاخ بسبب تراكم سائل الاستسقاء في تجويف البطن، مما يتسبب هذا الأمر في تضخم البطن مع مرور الوقت، وتشديده وتنعيمه، ووجود أوعية تبرز في أسفل البطن، مسببة الألم وضيق التنفس وإصابة المريض بالثقل.
يجب العلم أن هذا الأمر يحدث بسبب أن الكبد يعاني من ضعف شديد، وبالتالي فإن وظائف تخليق البروتين والترشيح في الكبد تتأثر أيضا بشكل كبير حيث يزداد الضغط الهيدروستاتيكي على الشعيرات الدموية ، مما يؤدي إلى دفع الماء والمواد خارج الأوعية الدموية.
في الوقت نفسه، ينخفض الضغط الغروي أيضا بسبب انخفاض ألبومين البلازما، ومن ثم لا يمكنه هذا الأمر من الاحتفاظ بالماء والمواد الموجودة في الأوعية الدموية، مما يؤدي هذا إلى هروبها من التجويف البريتوني، وتشكيل الاستسقاء.
من الهام معرفة أنه إذا لم يتم اكتشاف هذه الحالة المرضية وعلاجها في الوقت المناسب ، فسوف يتسبب هذا الأمر في حدوث أضرار جسيمة للكبد مثل التهاب وتليف الكبد حتى قد يصل الأمر إلى حد الأورام السرطانية.