عند دخول المرأة إلى فترة حملها ففي ذلك الوقت تصبح الحالة المناعية لها في أضعف أحوالها. فالجدير بالذكر أن هذه الفترة ليست بالبسيطة أو الوردية إطلاقا، ولكن الأمر قد يمتد إلى الكثير من المشاكل، والأزمات الصحية التي تصيب النساء الحوامل وتتمثل في المعاناة من بعض الأمراض الفيروسية مثل الحصبة، وجدري الماء،… وغيرهما العديد، ومن ثم تظهر احتمالية كبيرة في أن يصاب الجنين أيضا بهذه الفيروسات من خلال المشيمة. لذا فقد قررنا اليوم أن نقوم من خلال السطور القادمة بالتعرف على أهم الأمراض التي تنتقل إلى الجنين في داخل رحم الأم من خلال المشيمة، وهذا بمزيد من التوضيح والتفصيل.
ما هي الأمراض التي تقوم بالإنتقال عبر المشيمة إلى الجنين داخل رحم الأم؟
-
جدري الماء
عند إصابة المرأة الحامل في بداية حملها بفيروس الجدري المائي فمن الممكن أن يحدث لهذا الفيروس عبور لدرع المشيمة ومن هنا تحدث بعض التشوهات الخلقية بما في ذلك عيوب الساق، وتشوهات الشبكية، وفقدان الخلايا القشرية، وأمراض الكلى. فالجدير بالذكر أنه حتى عند الولادة، إذا تعرض الطفل المولود لفيروس جدري الماء، فمن الممكن أن يصاب ببعض المشكلات في الجهاز العصبي المركزي.
عزيزتي الأم يجب أن تطمني إذا حدثت لكِ إصابة بهذا المرض من قبل، فيجب العلم أن الجسم قد قام بتطوير جهازه المناعي ضد المرض، وفي هذه الأوقات لن يكون جنينك في خطر عندما تصبحين حاملا أما إذا لم تحدث لكِ إصابة بهذا المرض من قبل فمن الهام القيام بتلقي التطعيم قبل إتخاذك لقرار الحمل.
-
الفيروس المضخم للخلايا
يعد الفيروس المضخم للخلايا، والمختصر باسم الـ CMV هو أحد الفيروسات الشائع جدا الإصابة بها في الأطفال، والأشخاص العاديين. فالجدير بالذكر أن هذا الفيرس لا يسبب للخلايا أي مشاكل خطيرة.
من الهام جدا معرفة أن هذا الفيروس يمكنه أن ينتقل من الأم إلى الجنين. فالجدير بالذكر أن من بين الأمهات اللواتي يصبن بالفيروس المضخم للخلايا أثناء الحمل، يمكن لأكثر من ثلث النساء المصابات أن يقمن بنقله إلى الجنين.
في العموم يمكن لـ 80٪ من الأطفال المصابين بالفيروس المضخم للخلايا أن يحدث لهم تعافي بشكل تام ولا يعانون من أي مشاكل في النمو. لكن بعض الأطفال الذين تحدث لهم إصابة بهذا الفيروس وبالأخص في لحطات الولادة فسوف يكون لديهم بعض المظاهر المرضية التي تتمثل فيما يلي الجسم الصغير، وأمراض الكبد، والحول، والصفراء، والبقع أرجوانية على الجلد، ورقان العينين إلى جانب معاناة بعض الأطفال من تشوهات مدى الحياة مثل فقدان السمع، وتأخر النمو العصبي.
إذا كنتِ سيدتي الحامل قد أصبتي بهذا الفيروس من قبل، فإن خطر حدوث إصابة طفلك بالتشوهات ينخفض إلى 1% عن كون حدوث الإصابة به. لذلك عند الرغبة في الوقاية من هذا الفيروس، يجب على الأم الحامل أن تتجنب ملامسة البول، واللعاب لأي شخص طفل، والعمل دائما على غسل اليدين بشكل جيد خاصة بعد تغيير الملابس، أو التنظيف، أو تغيير الحفاضات، أو رعاية الأطفال الذين تجدهم معرضين لخطر الإصابة بالفيروس المضخم للخلايا.
إقرأ أيضا: أهم العوامل التي تؤثر على صحة الجنين خلال فترة الحمل
-
فيروس كوكساكي
يوجد هذا الفيروس بأنواع متعددة من السلالات فيجب العلم أن هذه المجموعة من الفيروسات تسبب حدوث الإصابة ببعض الأمراض في اليد، والقدم، والفم، والتهاب الدماغ، والتهاب التامور. فالجدير بالذكر أنه يمكن أن تنتشر هذه العدوى من الأم إلى الجنين، وتسبب تشوهات خلقية مثل تشوهات المسالك البولية، والجهاز البولي التناسلي، والجهاز الهضمي، والقلب، والأوعية الدموية.
-
الإيدز
يعد هذا المرض ناجم عن حدوث الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية الذي ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي، ومجرى الدم، ومن الأم إلى الطفل. فيجب العلم أن هذا المرض يضعف الجهاز المناعي، ويجعل الجسم غير قادر على محاربة الأمراض الشائعة.
إذا كانت الأم مصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، فإن الجنين تلقائي سوف تحدث له الإصابة أيضا إلى جانب إصابة الأطفال بهذا المرض أيضا من أمهاتهم أثناء الولادة، وعند الرضاعة الطبيعية. ومع ذلك، لا يزال بإمكان الأم المصابة أن تلد طفلا سليما عند تشخيصها، وعلاجها من هذا المرض في وقت مبكرا.
يوصى دائما الأطباء بضرورة إجراء اختبار فيروس نقص المناعة البشرية لجميع النساء الحوامل، في كل من الفئات المعرضة للخطر، والمنخفضة الخطورة. إلى جانب ضرورة إلتزام الأم المصابة فيما بعد بعدم الرضاعة الطبيعية، ويتم إرشادهن بدقة حول كيفية رعاية أطفالهن لتجنب انتقال الفيروس إليهم.
-
المرض الخامس
هذا المرض تظهر أعراضه في صورة بقع حمراء شاحبة تكون على الجلد وفي منطقة الوجه مع مصاحبة هذا العرض للحمى المنخفض درجة حرارتها إلى جانب الشعور ببعض إلتهابات الحلق، وآلام المفاصل.
الجدير بالذكر أن هذا المرض يمكنه أن ينتقل عبر المشيمة، وفي بعض الحالات النادرة، يسبب حدوث خطر الإجهاض أو الإملاص حيث أن الجنين المصاب بهذا الفيروس سوف تحدث له إصابة بالتهاب عضلة القلب، كما أنه يتسبب في عدم إنتاج نخاع العظم لخلايا الدم الحمراء التي تسبب فقر الدم.
يؤدي هذا المرض أيضا إلى حدوث احتباس السوائل في الأنسجة، وهذه المشكلة تعد خطيرة على الطفل بصورة كبيرة. في العموم نستطيع أن نقوم بالتعرف على هذا الأمر من خلال إستخدام الموجات فوق الصوتية التي تعمل على التحقق من إصابة الطفل بإحتباس السوائل، ومن ثم يتم إجراء فحوصات شهرية لمعرفة ما إذا كان الطفل يحتاج إلى نقل دم أم لا.
-
الحصبة الألمانية
تعد الحصبة الألمانية من الأمراض الخطيرة التي تزيد من نسب حدوث الإجهاض أو ولادة جنين ميت. فإذا أصيبت المرأة الحامل بالحصبة الألمانية في الأشهر الثلاثة الأولى، فمن المرجح أن يولد الطفل بعدوى خلقية.
يجب العلم أنه من الصعب تشخيص المرض بسهولة لأن الأعراض الخاصة به ليست واضحة بصورة كاملة. ففي بعض الأحيان، تكون اختبارات الدم معقدة بصورة كبيرة. في العموم يمكن أن تعاني الأجنة المصابة بالفيروسات المسببة للأمراض من العديد من التشوهات، والأمراض مثل عيوب العين، وأمراض القلب، والصمم، وعيوب الجهاز العصبي المركزي، وتأخر نمو الجنين، ونقص الصفيحات، وفقر الدم، والتهاب الكبد، واليرقان.