لا يغفل علينا جميعا أن مرض السكري هو أحد أهم الأمراض المزمنة التي من الوارد أن يصيب جميع الفئات العمرية، ومن ثم ينتج عنه الكثير من المضاعفات الصحية الخطيرة والمتمثلة في القلب والكلى والعينين والأعصاب، فالجدير بالذكر أن هذه الحالة المرضية أصبحت الشغل الشاغل للكثير من الأطباء والمختصين. لذا فمن الواجب علينا أن نعمل دائما نحو السيطرة عليها وهذا من خلال طرق عديدة ومتنوعة ومن أهمها تناول العناصر الغذائية الصحية التي يحتاج إليها الجسم في هذه الفترة، ومن هنا قررنا أن نقوم اليوم من خلال سطور مقالنا التالي بالتعرف على أهم 6 عناصر غذائية يحتاج إليها مرضى السكري للحفاظ على صحتهم وبنيانهم الجسدي قدر الإمكان.
ما هو مرض السكري؟
يتم إستخدام مصطلح داء السكري للإشارة إلى مجموعة من الأمراض التي يمكن أن تؤثر على كيفية استخدام الجسم للسكر (الجلوكوز)، فعلى سبيل التوضيح وعندما تحدث الإصابة بهذه الحالة المرضية، فلا يستطيع المرضى استقلاب مساحيق السكر من الأطعمة التي يتم تناولها يوميا لتوليد الطاقة، مما يؤدي هذا إلى حدوث زيادة تدريجية في نسب تراكم السكر بالدم.
يجب العلم أيضا أنه إذا كانت مستويات السكر في الدم مرتفعة دائما، فسوف يزيد ذلك الأمر من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وفي الوقت نفسه يتسبب ذلك في تلف العديد من الأعضاء الأخرى مثل الأعصاب والعينين والكلى والعديد من الأمراض الخطيرة الأخرى.
ما هي أنواع مرض السكري؟
شكل توضيحي مفصل هناك نوعان من مرض السكري، ألا وهما:
-
داء السكري من النوع 1
من يعانون من مرض السكري من النوع 1 هم على لأغلب الأطفال والشباب حيث تحدث هذه الحالة المرضية غالبا بسبب تدمير خلايا بيتا في البنكرياس، مما يتسبب هذا الأمر في انخفاض إفراز الأنسولين أو عدم إفراز الأنسولين، ومن ثم تقل جدا نسبة الأنسولين المنتشر في الدم، ويصبح غير قادر على تنظيم مستويات السكر في الدم مما يعرض حياة المريض للخطر.
-
داء السكري من النوع 2
في الماضي، كان مرض السكري من النوع 2 يسمى مرض السكري لدى كبار السن أو مرض السكري غير المعتمد على الأنسولين حيث أنه مع هذه النوعية من المرض يقوم الأنسولين الذي يفرزه البنكرياس بالإنخفاض أو بعدم القيام بدورا مثاليا في تنظيم مستويات السكر في الدم وهذا بسبب انخفاض وظيفة خلايا بيتا البنكرياس التي تتقدم على أساس مقاومة الأنسولين.
بالإضافة إلى الشكلين الرئيسيين المذكورين أعلاه، فيتواجد أيضا نوعية تصيب فقط النساء الحوامل، وتسمى بسكري الحمل.
ما هي أهم 6 عناصر غذائية يحتاج إليها مرضى السكري؟
أولا: الألياف الغذائية
عند الحديث عن الألياف الغذائية بوجه عام، فمن الهام معرفة أن هناك نوعان من الألياف آلا وهما الألياف القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان، فعلى سبيل التوضيح يساعد النوع القابل للذوبان الموجود في الفواكه والفاصوليا والشوفان على التحكم في نسبة السكر في الدم عن طريق إبطاء معدل دخول السكر إلى مجرى الدم.
أما فيما يتعلق الألياف غير القابلة للذوبان، فهي تعد وفيرة جدا في الحبوب الكاملة والمكسرات وتساعد أيضا على إتمام عملية الهضم وتعزز من الشعور بالشبع ، ومن ثم يمكن أن يساعد هذا الأمر في التحكم بالوزن، ومن هنا يمكننا القول بأن جرعة الألياف اليومية الموصى بها للنساء هي حوالي 25 جرام وللرجال هي 38 جرام.
ثانيا: فيتامين د
بالإضافة إلى قيام فيتامين (د) بلعب دورا حيويا وهاما في تقوية الجهاز المناعي وصحة العظام، إلا أن هذا الفيتامين يدعم أيضا عملية استقلاب الجلوكوز وحساسية الأنسولين حيث قد تم ربط انخفاض تناول فيتامين (د) بانخفاض التحكم في نسبة السكر في الدم، وزيادة مخاطر الإصابة بمرض السكري.
لذا فعند الرغبة في تحقيق الاستقرار ودعم وظيفة تنظيم نسبة السكر في الدم، فيجب على مرضى السكري العمل على تناول ما يكفي من فيتامين (د) وهذا من خلال التعرض لأشعة الشمس، وتناول الأسماك الدهنية والبيض.
الجدير بالذكلا أن المدخول اليومي الموصى به من فيتامين (د) هو 400-800 وحدة دولية في اليوم أو 10-20 ميكروغرام وهذا على حسب الفئة العمرية.
ثالثا: المغنيسيوم
يعد المغنيسيوم من أهم العناصر الغذائية الرائعة المساعدة في التحكم بحساسية الأنسولين واستقلاب الجلوكوز، فالجدير بالذكر أن نقص هذه النوعية من المغذيات يمكن أن يزيد من مخاطر ضعف السيطرة على نسبة السكر في الدم.
من هنا يمكننا القول بأن المكسرات والخضروات الورقية الخضراء والحبوب الكاملة من أهم العناصر التي تحتوي على الكثير من المغنيسيوم حيث يعد المدخول اليومي الموصى به من هذا العنصر للذكور البالغين هو 420 ملغ ، وللإناث هو 350 ملغ. ومع ذلك، يمكن أن تؤثر بعض العوامل الأخرى على الجرعة مثل العمر والحالة الصحية.
رابعا: الكروم
يعتبر هذا العنصر من المعادن النادرة التي تعزز من نشاط الأنسولين داخل الجسم، وهو أمر ضروري للحفاظ على استقلاب الجلوكوز الطبيعي لدى مرضى السكر، فعلى سبيل التوضيح تساعد مكملات الكروم أيضا في خفض مستويات الجلوكوز في الدم أثناء الصيام.
يجب العلم أن الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 19-50 يجب أن يقوموا بإستهلاك 35 مكغ يوميا أما المرحلة العمرية ما بين الـ 51 سنة وما فوق، فيجب أن تقوم بإستهلاك 30 مكغ، وفيما يخص النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 19-50، فهن يحتاجن إلى 25 ميكروغرام يوميا أما المرحلة العمرية 51 عاما فما فوق فمن الضروري أن تحصل على حوالي 20 ميكروغرام يوميا.
لذا فمن الهام معرفة أن بعض الأطعمة والعناصر الغذائية مثل الفاصوليا الخضراء والبروكلي والشعير والشوفان واللوز تقوم بتوفير عنصر الكروم وبنسب صحية.
خامسا: الزنك
من أفضل العناصر الغذائية التي تدعم إنتاج وإفراز الأنسولين يمكننا أن نقوم بذكر عنصر الزنك، فالجدير بالذكر أن هذا العنصر يستطيع أن يتحكم في نسبة السكر بالدم.
تشمل الأطعمة الغنية بالزنك اللحوم والمحار والبقوليات والبذور، ومن هنا يجب علينا معرفة أن البالغين يستطيعوا ان يقوموا بتناول حوالي 15-30 ملغ من الزنك بشكل يومي منتظم.
سادسا: البوتاسيوم
يعد البوتاسيوم عنصر غذائي هام يعمل على تنظيم توازن السوائل وتقلص العضلات والإشارات العصبية والتحكم في ضغط الدم حيث أنه فيما يخص الأشخاص المصابون بداء السكري، فهم أكثر عرضة للإصابة بمشكلة إرتفاع ضغط الدم أكثر من المعتاد.
تشمل الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم الموز والبرتقال والطماطم والسبانخ، وفيما يخص المعدل الموصى به للرجال البالغين فهو يبلغ 3,400 مجم و 2,600 مجم للنساء وهذا بشكل يومي منتظم وتحت إشراف طبي.