بما أن العين تمثل نافذة لرؤية العالم الخارجي فإن أي مشكلة تصيبها قد تتداخل لتؤثر سلبا على الأنماط الحياتية للفرد مابين المضايقات , والإضطرابات البصرية وخاصة إذا لم تكن مجرد عرض بسيط يزول من تلقاء نفسه أو يحتاج لبعض قطرات العيون العلاجية , ولكن يمكن أن تكون الحالة مزمنة في بعض الأحيان الأمر المؤدي لظهور صعوبات في سبيل علاج الحالة بشكل نهائي حتى تحقيق التعافي التام..وسوف نقدم من خلال مقالنا 6 مشكلات صحية تؤدي إلى المعاناة من مضاعفات جفاف العين المزمن
6 مشكلات صحية تسبب المعاناة من جفاف العين المزمن
مشكلات صحية تؤدي إلى جفاف العين المزمن
عندما تنخفض إنتاجية الغدد الدمعية من الدموع , فإن العين سوف تفتقر إلى الترطيب , وقد يحدث ذلك بسبب العديد من العوامل المسببة سواء تلك التي تجلبها مثيرات الحساسية مثل الغبار أو حبوب اللقاح عقب دخولها إلى العين بما يحفز من تهيجها أو يكون السبب متعلقا بنقص عوامل الرطوبة أو نابعا من تأثير تغيرات الطقس
وقلما يعلم الأشخاص أن النوع المزمن من جفاف العيون قد يمثل أحد العلامات التحذيرية الدالة على حالات صحية كامنة ويتضمن ذلك اضطرابات المناعة الذاتية حيث يقوم الجهاز الدفاعي عن الجسم بشن هجوم قوي التأثير على الأنسجة والخلايا بل ويتعامل معها كأنها جسم غريب مطلقا أجساما مضادة لمحاربته الأمر الذي يحول جفاف العين إلى أكثر من مجرد انزعاج طفيف يمكن أن يلحق خطرا جسيما بالصحة
هل يمكن أن يتحول جفاف العين إلى مرض مزمن ؟
قد يثير فضولك هذا الأمر , وخاصة في مثل تلك الحالات المثيرة للقلق والتي تجعل المرضى يتفاجئون من أن حالة الجفاف التي أصابت أعينهم نتاج لمشكلة صحية كامنة مثل داء السكري , والتهاب المفاصل الروماتويدي , أو الوردية
فمن الممكن أن تشهد حالة جفاف العيون تطورات عندما يلقي المرض بآثاره مسببا في معدلات افراز الدموع أو سرعة التبخر الفائقة وسواء هذا أو ذاك , فإن الأمور المتدفقة لدى المرضى سوف تفتقر إلى كميات كافية من السوائل
الأعراض الشائعة لجفاف العيون
1-الإحساس بتحرك جسم غريب في العين بما يشبه حبيبات الرمل
2- شعور الوخز والألم الحارق
3-الرغبة الشديدة في حكة العيون
4-فرط الحساسية الضوئية
5-الإحمرار والتهيج
6-ضبابية الرؤية
أبرز المضاعفات المحتملة لجفاف العيون المزمن
يمكن أن ينشأ عن تعرض العين لمشكلة الجفاف الحاد والمزمن والذي يستمر مع الشخص لفترة طويلة ضررا جسيما بأنسجة العين البصرية , وفي الحالات الأشد خطورة فإن المريض سوف يواجه مشكلة عتامة القرنية المؤدي إلى تندبها , في إشارة إلى كونها عبارة عن النسيج الشفاف المغطي للجزء الأمامي من العيون لذلك من البديهي , أن تتأثر إمكانيات الرؤية , ويتمثل الضرر الرئيسي في رؤية معتمة , وقد يتفاقم الوضع الصحي ليصبح أسوأ في الحالات الأكثر تقدما إلى الدرجة المؤدية لفقدان تام للبصر, ويجب الإشارة إلى أن الجفاف المؤثر بدرجة كبيؤة على العيون يكون مؤرقا لحياة الأشخاص
6 حالات مسببة لجفاف العين المزمن
1-مرض السكري
مرض السكري
يعد مرضى السكري من ضمن فئات الأشخاص الأكثر تعرضا لهذا لعرض المزعج الذي يرتبط بعلاقة وثيقة مع الحالات المتطورة من جفاف العيون ,والذي يهدد بتلف أعصاب القرنية ويندرج ضمن صور الإعتلالات العصبية فعندما تفقد الأعصاب الوظيفية الموجودة في العين عملها وتصاب بالخلل , فإن الغدد الدمعية سوف تلقى الجانب الأكبر من التأثير السلبي, وينخفض إنتاجها من الدموع .
2-الوردية
العين الوردية
عند ذكر الوردية فإننا نجدها من الإضطرابات الجلدية التي تتصل بظهور أعراض مابين احمرار , وتهيج الوجه كما يمكن ملاحظة ظهور أوعية دموية متوسعة تحت الجلد , بالإضافة إلى خطوط رفيعة ذات لون أحمر يطلق عليها ( الأوردة العنكبوتية) , إلا أنه قلما يعرف كثيرون بأن أصحاب تلك الحالة الجلدية يمكن أن يصابوا بمشكلات في العيون وتحديدا تلك المشكلة المعروفة بإسم ( الوردية العينية ) والتي يبلغ نسب المصابين بها أكثر من نصف مرضى الوردية . حيث أن غالبية مصابي الوردية العينية يعانون من اضطرابا نابعا من اختلال وظيفي في غدة ميبوميوس الدهنية الموجودة في حافة الجفون مما يحفز جفون العين على إفراز كميات متدنية أو ضئيلة من الزيوت التي تختلط مع الدموع الطبيعية ,ومع الإفتقار إلى تلك الزيوت أو وجود نضوب في مخزونها فإن دموع المريض سوف تشهد تبخرا بنمط سريع الأمر المسبب لجفاف العين
اقرأ أيضا مرض الساركويد العيني.. الأعراض وطرق العلاج
3-متلازمة شوجرن
متلازمة شوجرن
من ضنمن الإضطرابات المناعية المزمنة حيث يوجه الجهاز المناعي أسلحته المضادة ضد الغدد الدمعية , واللعابية وكلاهما يتولى مسئولية إنتاج الدموع واللعاب لتكون النتيجة المنطقية ممثلة في تعرض كلا من الفم, والعين للجفاف وتم صياغة تلك الحالة تحت مسمى ( متلازمة شوجرن ) والتي قد تظهر منفردة كمشكلة قائمة بذاتها أو تأتي مصحوبة بإلتهاب المفاصل الروماتويدي , الذئبة الحمامية الجهازية
4-التهاب المفاصل الروماتويدي
من أمراض المناعةالذاتية التي تجعل جفاف العين يشهد تطورا من مجرد حالة مثيرة للإنزعاج , والضيق وشعور عدم الراحة إلى حالة من الألم الذي ينطلق بوتيرة سريعة , وهو لايؤثر على المفاصل وحدها بل يترك تأثيره على العيون أيضا مؤديا للمعاناة من مشكلة جفاف العيون, والتي قد يترتب على الحالات غير المعالجة منها حدوث اضطرابات بصرية أو فقدان كامل للرؤية
5-الذئبة الحمراء
الذئبة الحمراء
لاتقتصر أعراض هذا المرض المناعي المزمن على التسبب في إحمرار الوجه متخذا شكل فراشة مفرودة الجناحين لتغطي الخدين بل يصاحبه أيضا مجموعة من الإلتهابات المختلفة , قد تنعكس بشكل سلبي على صحة العيون مسببة حرقان مؤلم مع الإحساس بجسم غريب ورمل متحرك في العين , كما تترك مظاهر من التغيرات سواء في الجلد , والأعصاب
ويتضمن ذلك أيضا الأوعية الدموية سواء في العين من الداخل أو المنطقة المحيطة بها , وقد يتفاقم الوضع ليصبح أكثر سوءا مؤديا إلى مضاعفات بصرية تتطور على المدى الطويل
6-تصلب الجلد
تصلب الجلد
عندما تدخل الأنسجة الضامة الموجودة في الجسم في حالة من الشد والتصلب فإنه من المتوقع أن تعاني الجفون كذلك من هذا الضرر الذي يجعل العين في دائرة التأثر وقد تم الربط بين حدوث هذا الأمر وانخفاض الأداء الوظيفي للغدد الدمعية في العيون مما يؤدي لتدني عوامل رطوبة العين بوجه عام
الخيارات العلاجية لجفاف العين المزمن
أولا: العلاجات المنزلية
- الحرص على حماية العين من دخول الهواء المباشر , والذي يمكن أن يكون مصدره مكيفات الهواء والسخانات والتي تعد من العوامل الرئيسية المسببة للجفاف
- الحصول على استراحة جيدة لإراحة العين
- تطبيق كريمات ومراهم موضعية للعيون
- الإستعانة بالدموع الصناعية التي تمنح العين الترطيب في صورة محاليل
- تطبيق كمادات الماء الدافىء على العيون
ثانيا: العلاجات الطبية
القطرات المضادة للالتهابات غير الستيرويدية.
- إخبار الطبيب عن روتين الأدوية المتبع حيث من الممكن أن تحدث تفاعلات دوائية مع مضادات الهيستامين ومضادات الاكتئاب وحبوب منع الحمل وعقاقير ضغط الدم،والتي تجعل حالة جفاف العين أكثر تفاقما
- قطرات العين التي تصرف بوصفة طبية
- القطرات المضادة للالتهابات غير الستيرويدية.
- قطرات العين الستيرويدية المضادة للإلتهاب