عندما يكون الطفل مريضا، فمن الضروري أن يقوم بتناول المنتجات الدوائية العلاجية للعمل على التغلب على هذه الحالة المرضية المصاب بها، ولكن يجب هنا الآخذ في عين الإعتبار الطريقة التي يتم بها إعطاء هذه الأدوية العلاجية حيث من الوارد أن تحمل بين طياتها الكثير من الأمور السلبية والتصرفات الخاطئة والغير صحيحة على الإطلاق. لذا قررنا اليوم أن نٌقوم وبشكل جاد بالتعرف على أهم 6 أخطاء من الواجب على الوالدين تجنبهم عند القيام بإعطاء أطفالهم المنتجات الدوائية لعلاج الحالات المرضية.
ما هي أهم 6 أخطاء يجب على الوالدين تجنبها عند إعطاء أطفالهم للمنتجات العلاجية؟
1) إتباع أنماط خاطئة عند إعطاء الدواء للأطفال
في كثير من الأوقات يقوم الأطفال الصغار برفض فتح أفواههم عندما يرون الدواء، ومن هنا تقوم بعض الأمهات باللجوء إلى عادة تغطية أنوف الأطفال أو الضغط على أفواههم وإجبارهم على تناول الدواء.
يجب العلم أن هذه الطريقة خاطئة وخطيرة تماما، فعملية إجبار الأطفال على تناول الدواء بهذا الشكل تجعلهم يبكون كثيرا أثناء عملية التناول ومن ثم تزداد معدلات الإصابة بحالات الإختناق في الجهاز التنفسي، مما يتسبب هذا الأمر في حدوث الاختناق بوجه عام.
علاوة على ذلك، فإن هذه الطريقة في إعطاء الأطفال للعقاقير تجعل الأطفال أكثر مقاومة لعملية التناول، ومن ثم يصبحون في حالة من التذمر حيث يصعب إرضاؤهم مما يتسبب هذا في تعب وإرهاق الأباء حيث قد يصل الأمر إلى عدم قدرة البعض في إكمال الدرة العلاجية لأبنائهم وفقا لإرشادات الطبيب.
بالإضافة إلى إسلوب الضغط، فمن الممكن أن يلجأ بعض الآباء إلى إستخدام الحقنة، ويملأونها، ويضغطون عليها بشكل مستقيم ويدفعونها إلى فم الطفل، ومن ثم يتقيأ الطفل أو يصاب بحالة من السعال مع إنسداد مجرى الهواء والإصابة بالإختناق. لذلك، يحتاج الآباء إلى قضاء المزيد من الوقت وأن يكونوا أكثر صبرا عند إعطاء أطفالهم الدواء للحصول على أفضل النتائج.
2) خلط الدواء مع المشروبات والوجبات الخفيفة
في بعض الأوقات يقوم الوالدان عند إعطاء أطفالهم للأدوية بالعمل على خلط الدواء في الحليب أو بعض أنواع العصائر، وهو أيضا أمر ضار جدا ومحظور فعله بسبب أن عملية إخفاء الدواء، وإخبار الأطفال بأنه طعام لذيذ وليس دواء، سوف يجعل أصحاب هذه الفئة العمرية يساءون الفهم، ولا يمكنهم التمييز بين الطعام والدواء، ومن ثم سيؤدي هذا الأمر إلى مخاطر الإصابة بحوادث التسمم بالمنتجات الدوائية.
بالإضافة إلى ذلك، لا ينبغي أن تؤخذ بعض الأطعمة مع الدواء وهذا لأنها ستؤثر بصورة مباشرة على الدواء، أو قد تسبب آثارا جانبية ضارة، فعلى سبيل المثال يمكن أن يؤثر أمر تناول الأدوية مع العصائر على تأثير الدواء أو تناول المضادات الحيوية مع الحليب، مما يقلل هذا الأمر من نشاط بعض المضادات الحيوية.
3) أشكال تخويف وإكراه الأطفال على تعاطي الأدوية
من الوارد أن يلجأ بعض الآباء إلى عادة تخويف الأطفال خاصة إذا لم تُجدي عادات الإغواء نفعا، فعلى سبيل المثال يقولون للطفل إذا لم تتناول الدواء، فسوف نقوم بإصطحابك للشرطة، فالجدير بالذكر أن هذه العادات من الوارد أن تنفع مع البعض، لكن بعض الأطفال لا يحبونها ، بالإضافة إلى كونها من عادات الكذب التي يسهل على الأطفال تعلمها.
إلى جانب هذا ومع مرور الوقت، فسوف يقوم الأطفال بفقدان الثقة تدريجيا في الآباء وسيعتادون ممارسة الكذب وعادة عدم الوفاء بالوعود.
4) إستلقاء الطفل أثناء تناول الدواء
كثير من الآباء يسمحون لأطفالهم بالاستلقاء على ظهورهم على الأسرة والأرائك عند قيامهم بتناول الأدوية، ومن ثم يمكن أن يتسبب هذا الأمر بكل سهولة في حدوث الاختناق بالقصبة الهوائية أو السعال أو الاختناق بوجه عام.
لذا يجب على الوالدين تقديم لأبنائهم النصيحة بضرورة الجلوس أو العمل على حملهم أثناء تناول الدواء، لأن هذه هي الطريقة الأكثر أمانا.
5) استخدام الماء المغلي في تحضير الدواء
تلجأ بعض الأمهات إلى القيام بخلط بعض المنتجات الدوائية الخام بالماء المغلي، مما يترتب على هذا الأمر يجعل الدواء عرضة للتشوه عند تعرضه لدرجات حرارة عالية ويؤثر على مدى فاعليته على الجسم.
لذلك، عند تناول المضادات الحيوية والبروبيوتيك وغيرها من الأدوية، فمن الضروري العمل على مزجها بالماء المناسب ذات درجة حرارة الغرفة قبل إعطائه للأطفال.
6) زيادة أو تقليل جرعة الدواء حسب الرغبة
عندما يكون الطفل مريضا، تسيطر على الآباء حالة من القلق والخوف وهذا من أجل أن يتعافى الأطفال من المرض في أسرع وقت ممكن، ومن ثم يقوم البعض بالعمل على زيادة الدواء بشكل تعسفي من جرعة الأدوية، فالجدير بالذكر أنه كلما زادت الجرعة زادت الآثار الجانبية حيث يمكن أن تؤدي الحالات الشديدة إلى المعاناة من التسمم الدوائي الحاد أو التراكمي.
يجب العلم أيضا أنه إذا كان الطفل مريضا وكان الوالدان يزيدان أو يقللان بانتظام جرعة الدواء المتناولة حسب الرغبة، فإن جسم الطفل سيطور من مقاومته للأدوية، مما يتسبب هذا في جعل العلاج أكثر صعوبة. لذلك، وقبل إعطاء الدواء للأطفال، يوصى بالتحقق بعناية من اسم الدواء والجرعة وما إلى ذلك، والتأكد أيضا من المسافة بين الأدوية.
7) التشخيص الذاتي للأطفال
تسيطر على بعض الآباء دائما فكرة أنهم أطباء أطفالهم حيث يقومون بتشخيض الحالة المرضية بأنفسهم ومن ثم يقومون بشراء الأدوية، ولكن يجب العلم أنه من الممكن أن يؤدي أمر إعطاء الدواء للأطفال دون إشراف الطبيب إلى بعض الآثار الجانبية أو ردود الفعل التحسسية الخطيرة.
لذا يجب أن تتم أمور الفحص والتشخيص ووصف المنتجات الدوائية تحت إشراف طبي من قبل المختصين لضمان سلامة الأطفال وتجنب مخاطر الوقوع في أي مضاعفات صحية واردة الحدوث.