في موسم البرد، يتعرض اغلب الأطفال إلى حدوث الإصابة بـ إلتهاب الحلق حيث يعد هذا من اهم الأعراض الشائعة للكثير من الأمراض التي وارد أن يصاب بها الطفل خلال هذه الفترة بصورة كبيرة. لهذا الأمر سوف نتحدث من خلال سطورنا التالية بمزيد من التفصيل عن أهم اسباب حدوث الإصابة بإلتهاب الحلق عند الأطفال إلى جانب ذكر أفضل طرق العلاج المنزلية الهامة للتعامل مع هذه المشكلة الصحية.
الطفل وإلتهاب الحلق
في الغالب لا يستطيع أطفالنا الصغار أن يقومو بإخبارنا بأنهم يعانون من الألم الشديد في منطقة الحلق، لكن يكون لديهم طرق أخرى للتعبير عن هذا الأمر، فعندما يعاني الطفل من هذه المشكلة فسوف يتصرف بشكل غير طبيعي بسبب مشاعر عدم الراحة بداخله. أما بالنسبة للأطفال ذو المراحل المتقدمة فيسهل هنا الأمر لديهم ويقومو بالتعبير عن ما يزعجهم بكل بساطة من خلال كلماتهم. على جميع الأحوال يجب عزيزتي أن تكوني ذو فطنة ودراية بطفلك وتتفهمي ما به من مشاكل صحية ونفسية عن طريق أبسط الطرق التعبيرية.
ما هي أسباب إصابة الأطفال بـ التهاب الحلق
فيما يلي سنقوم بذكر بعض الأسباب الرئيسية لحدوث الإصابة بالتهاب الحلق حيث تتمثل في الآتي:
- التهاب الحلق الفيروسي حيث يعد هذا هو السبب الأكثر شيوعا لالتهاب الحلق عند الأطفال. فالجدير بالذكر أنه لا يمكن علاجه بالمضادات الحيوية، ومن الأعراض المصاحبة له ارتفاع في درجة حرارة الجسم.
- التهاب الحلق الناتج عن نزلات البرد بالإضافة إلى معاناة الطفل من سيلان الأنف والسعال.
- التهاب الحلق البلعومي العقدي الذي يتسبب في حروق شديدة بالحلق تسببه البكتيريا العقدية وعادة ما يتم علاج هذا المرض عن طريق إستخدام المضادات الحيوية.
- التهاب البلعوم عند الأطفال الناجم عن مرض اليد والقدم والفم حيث يحدث ذلك بسبب فيروس كوكساكي A16. الجدير بالذكر أيضا أنه من أهم الأعراض الشائعة لهذا المرض هو حدوث ارتفاع في درجة الحرارة وظهور القرح في تجويف الفم واللثة والخدين والحلق.
- الأطفال الذين يعانون من التهاب الحلق الناجم عن بعض الحالات الأخرى مثل السعال الديكي والحصبة وجدري الماء وإلتهاب اللوزتين.
- إصابة الأطفال بالعقدية والسعال الديكي الذي نادرا ما يصيب الأطفال الصغار والرضع.
- المهيجات المحمولة جوا مثل شعر الكلاب والقطط والدخان والأعشاب الضارة وحبوب اللقاح والغبار.
الأعراض التي يعاني منها الطفل عند الإصابة بـ التهاب الحلق
الأعراض الشائعة التي تظهر عندما يعاني الطفل من التهاب في الحلق تتمثل فيما يلي:
- حلق الطفل المنتفخ ذو اللون الأحمر ومن الممكن أن يمتلأ بالبثرات.
- صعوبة ابتلاع اللعاب وعدم القدرة على فتح الفم على نطاق واسع.
- ضيق التنفس.
- فقدان الشهية وظهور علامات الجفاف والتهيج وسيلان اللعاب المتكرر.
علاج التهاب الحلق لدى الطفل بالطرق المنزلية
إذا كان الطفل يعاني من التهاب شديد في الحلق، فمن الهام أن يتم اصطحابه إلى المستشفى لإجراء الفحص. في العموم يجب العلم أن التهاب البلعوم عند الأطفال سيكون خطيرا إذا لم يتم علاجه بشكل صحيح. وفيما يلي سنقوم بذكر بعض العلاجات المنزلية الفعالة للتعامل مع إلتهاب الحلق عند الأطفال
-
إعطاء الطفل الكثير من الماء
عندما يعاني الطفل من التهاب في الحلق، يجب علينا أن نقوم بمنحه الكثير من الماء لتهدئة وترطيب الحلق، مما يساعد هذا الأمر على تخفيف الألم. بالإضافة أيضا إلى إمكانية إعطاءه الماء الدافئ، وبعض مرق الدجاج لتهدئة الألم أوالماء الدافئ بالليمون الممزوج بالعسل إذا كان عمره أكثر من عام وهذا للعمل على لإزالة الحساسية وتدمير الالتهاب.
بالنسبة للأطفال دون سن الـ 6 أشهر، فلا يزال الحليب هو المصدر الرئيسي للتغذية. لذلك، عندما يعاني الطفل الرضيع من التهاب في الحلق يجب إرضاعه كثيرا قدر الإمكان. وهذا لأن حليب الثدي مصدر مهم بشكل خاص لتغذية الرضع، ويساعدهم على تحسين جهاز المناعة لديهم والشفاء بشكل سريع.
-
العمل على تبريد الحلق
يجب أن تقوم الأم بإعطاء الطفل الزبادي، أو الحليب البارد، أو القيام بوضع منشفة باردة لتقليل الألم والمساعدة في ترطيب الجسم.ولكن يجب مراعاة عدم إنخفاض درجة حرارة الأغذية المتناولة بصورة كبيرة لكي لا يأتي هذا الأمر بنتائج سلبية اصعب.
-
إستخدام مرطبات الهواء
يجب العمل على استخدام البخاخات لترطيب الهواء، وبالأخص إذا كان هواء الغرفة جافا جدا مما يؤدي هذا الأمر إلى شعور الطفل بالتهاب في الحلق أثناء النوم. بالإضافة إلى ذلك، فمن الممكن أيضا أن نقوم بإضافة بضع قطرات من الزيوت الأساسية مثل الزعتر والأوكالبتوس في البخاخات للمساعدة في تهدئة التهاب الحلق الذي يصيب الطفل.
-
تناول مسكنات الألم
إذا كان الطفل يعاني من التهاب في الحلق بشكل مرضي شديد، فيجب علينا أن نقوم بإعطاءه مسكنات الألم التي يتم تناولها بعد إستشارة الطبيب المختص وقد تتمثل في الأسيتامينوفين أو الإيبوبروفين.
-
الغرغرة بالماء المالح
تعد هذه الطريقة المنزلية البسيطة من الطرق الفعالة في علاج إحتقان الحلق حيث نقوم بخلط 1/4 ملعقة صغيرة من الملح في 250 مل من الماء الدافئ، ثم يقوم الطفل بالتغرغر بها حتى نفاذها بشكل كامل.
-
الإستعانة بالبخاخات الفموية
من أهم البخاخات التي ينصح بها في علاج هذه الحالات هي بخاخات الكلوراسبتيك التي لها نفس تأثير معينات تبريد الحلق. فعلى الرغم من أنها لا تعالج التهاب الحلق أو تساعد في مكافحة نزلات البرد، إلا أن الدواء يمكن أن يوفر شعور الراحة المؤقتة الذي قد يتمناه الطفل في هذه اللحظات.
-
المشروبات الدافئة وشاي الأعشاب
تعد بعض الأنواع من شاي الأعشاب المخففة بالليمون أو العسل من العوامل الهامة المساعدة أيضا في علاج التهاب الحلق عند الأطفال الصغار بشكل فعال للغاية. ومع ذلك، يجب التأكد من كيفية الاستخدام السليم ومدى آمان المكونات التي يجب استخدامها قبل إعطائها للطفل.
إصطحاب الطفل المصاب بإلتهاب الحلق إلى الطبيب
إذا كان التهاب الحلق خفيفا ولم يكن له أي أعراض مصاحبة أخرى، فلا داعي أن يقلق الأباء تجاه هذا الأمر ولكن، يجب توخي الحذر تجاه بعض الأعراض التي يجب عند ظهورها إصطحاب الطفل بشكل فوري إلى الطبيب المعالج حيث تتمثل في:
- استمرار التهاب الحلق لمدة زمنية قد تتخطى الأسبوع.
- إذا كان عمر الطفل أقل من 3 أشهر ويعاني من حمى ذو درجة حرارة أعلى من 38 درجة مئوية.
- إذا كان عمر الطفل أكثر من 6 أشهر ولديه حمى تزيد عن 39 درجة مئوية.
- إذا تكررت الحمى عدة مرات وكان الطفل يعاني غالبا العديد من الأمراض البسيطة مقارنة بأقرانه، فهنا يجب مراجعة الطبيب لمراقبة الجهاز المناعي للطفل.
طرق الوقاية من التهاب الحلق للطفل
- يجب أن يعتاد الطفل على إتباع قواعد النظافة ومن أهمها الإستحمام الدوري وغسل الأيدي دائما لتجنب ملامسة البكتيريا.
- لا ينصح بإصطحاب الطفل إلى الأماكن المزدحمة في فصلي الربيع والشتاء، لأن هذا هو الوقت الذي يتطور فيه التهاب الحلق بشكل مكثف.
- إذا كان لابد من الذهاب للخارج فيجب محاولة إبقاء الطفل بعيدا عن الأشخاص المرضى وتجنب التلامس المباشر مع فم الطفل وأنفه وعينيه حيث تعد هذه من أسهل الأماكن التي تقوم بإدخال البكتيريا إلى الجسم.
- يجب العمل على استبدال فرشاة أسنان الطفل بعد زوال التهاب الحلق حيث يساعد هذا على منع المرض من العودة مرة أخرى.