يعد الربو من أهم الحالات المرضية التنفسية الشائعة، والتي تظهر من خلال حدوث حالة من التهاب وضيق يصيب الشعب الهوائية بشكل مرضي مزعج خالقا للكثير من مشاعر عدم الراحة. إلى جانب هذا فمن الوارد أيضا أن تحدث الشكوى من هذه الحالة الصحية بسبب المعاناة من بعض الأمراض الأخرى، مما يؤدي إلى تفاقم الأعراض وجعل الأنماط العلاجية أكثر تعقيدا. بشكل توضيحي أكثر سنتعرف الآن على أهم 7 أمراض ترتبط بشكل مباشر بحدوث الإصابة بمرض الربو وهذا حتي نكون على دراية وعلم بها للتعامل مع جميع الأوضاع بشكل سليم وصحي.
7 أمراض هامة ترتبط بحدوث المعاناة من مرض الربو
أولا: التهاب الأنف التحسسي
عند قيامنا بذكر مرض التهاب الأنف التحسسي، فمن الواجب علينا معرفة أن هذه الحالة تعد رفيق شائع لأغلب مرضى الربو. فالجدير بالذكر أن كلتا الحالتين لهما مسارات التهابية أساسية متشابهة ومهيجات بيئية واحدة مثل حبوب اللقاح وعث الغبار ووبر الحيوانات الأليفة.
من هنا يمكننا القول أنه عند الرغبة في السيطرة على التهاب الأنف التحسسي جنبا إلى جنب مع مرض الربو فمن الضروري أن نعمل على السيطرة الشاملة على الأعراض المرضية والتعامل معها بشكل طبي سليم من قبل المختصين.
ثانيا: مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)
على الرغم من أن الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن هما مرضان منفصلان، إلا أنه من الممكن أن يحدث لهما حالة من التداخل والإندماج خاصة عند كبار السن المصابين بالربو طويل الأمد.
بوجه عام يتميز مرض الانسداد الرئوي المزمن بتقييد تدفق الهواء التدريجي حيث غالبا ما يحدث هذا الأمر نتيجة ممارسة عادة التدخين السيئة أو التعرض لمهيجات الرئة ومن هنا يتم خلق حالة من إندماج مرض الربو والانسداد الرئوي المزمن معا حيث تسمى هذه الحالة باسم متلازمة تداخل الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن (ACOS)، ومن ثم يشكل هذا الوضع الصحي تحديات خاصة في سُبل التشخيص وتلقي العلاج.
إقرأ أيضا: مرضى الربو وخطر تعرضهم للإصابة بهشاشة العظام
ثالثا: مرض الجزر المعدي المريئي (GERD)
في أغلب الأوقات تحدث المعاناة من مرض الربو عند الشكوى من حالة الارتجاع المعدي المريئي. فالجدير بالذكر أن حالات الارتجاع هذه تتسبب بشكل مباشر في ظهور أعراض الربو أو تؤدي إلى تفاقم الوضع المرضي الذي يصيب الفرد المصاب.
يمكن أن يؤدي ارتجاع الحمض من المعدة إلى تهيج الجهاز التنفسي، مما يتسبب هذا في الشكوى من التشنج القصبي والسعال. لذا فمن الضروري علينا أن نعمل جاهدين للتغلب على هذه الحالة المرضية حيث يتم هذا من خلال تعديل أنماط الحياة وتناول الأدوية الموصوفة طبيا وهذا لمحاولة تحسين السيطرة على حالات الربو بشكل كبير.
رابعا: السمنة المفرطة وزيادة الوزن
مما لا شك فيه أن السمنة تعد من أبرز وأهم العوامل المسببة للعديد والكثير من الأمراض ومن أهمها يمكننا أن نقوم بذكر مرض الربو.
الجدير بالذكر أن وزن الجسم الزائد يمكن أن يساهم بشكل مباشر في حدوث الالتهابات والضغط الميكانيكي على الممرات الهوائية حيث تصبح الحالة المرضية هنا أكثر حدة ويصعب السيطرة عليها وخاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة.
من هنا ينبغي علينا أن نقوم باللجوء نحو إعتماد استراتيجيات إدارة الوزن والتي تتمثل في القيام بتناول النظام الغذائي الصحي وممارسة التمارين الرياضية بشكل يومي منتظم، وإذا تطلب الأمر ينبغي الذهاب إلى خبير تغذية يستطيع أن يتابع الحالة البدنية بشكل علمي مدروس.
خامسا: التهاب الجيوب الأنفية
عند حدوث المعاناة من حالة التهاب الجيوب الأنفية المزمنة والتي من الوارد أن تستمر لمدة لا تقل عن 12 أسبوعا، فعلى الأغلب سوف يصاحب هذا الوضع حالة الربو المرضية.
يجب العلم أن أمر التهاب الجيوب الأنفية له آلية التهابية مماثلة للربو، ومن ثم يمكن أن تؤدي هذه الإلتهابات إلى تفاقم أعراض الربو. لذا فنحن هنا ننصح بضرورة العمل الجاد على علاج هذا النوع من الالتهابات من خلال تناول الأدوية الموصوفة من قبل المختصين، وإذا تطلب الأمر وخاصة مع الحالات المرضية الشديدة فينبغي أن يتم اللجوء إلى التدخل الجراحي.
سادسا: توقف التنفس أثناء النوم
يعد مرض الربو وانقطاع النفس النومي من أهم الأمراض ذات العلاقة ثنائية الاتجاه. فعند الحديث عن توقف التنفس أثناء النوم، فينبغي معرفة أنه عبارة عن اضطراب يتميز بانقطاع النفس أثناء النوم، ومن هنا يأتي دور الربو الذي يعمل على إضعاف جودة النوم ويزيد من سوء أعراض انقطاع النفس النومي.
على سبيل التوضيح، يعد إكتشاف مرض انقطاع النفس النومي وعلاجه من أهم الأنماط الضرورية للعمل على تحسين إدارة مرض الربو والحفاظ على الصحة بوجه عام.
سابعا: القلق والاكتئاب
عند حدوث الإصابة بمرض الربو، فيجب علينا معرفة أن هذا الأمر يرتبط بارتفاع معدلات القلق والاكتئاب، مما قد يؤثر هذا الوضع سلبا على الالتزام بالعلاج ونتائج الحالة المرضية. فالجدير بالذكر أنه من الممكن أن يؤدي الإجهاد النفسي إلى تفاقم أعراض الربو حيث يحدث هذا من خلال مسارات الغدد الصم العصبية.
لذا فيعد أمر دمج دعم الصحة النفسية في رعاية مرض الربو من الأمور الهامة جدا للعمل على معالجة هذه الأمراض المصاحبة، وتحسين الصحة العامة.
في النهاية، يجب العلم أنه غالبا ما تحدث المعاناة من مرض الربو إلى جانب العديد من الأمراض الأخرى، والتي يمكن أن تقوم بتعقيد الخطة العلاجية وتزيد من سوء النتائج المرتقبة. لهذا فيعد أمر تحديد هذه الأمراض المصاحبة ومعالجتها من أهم الإجراءات التي تساعدنا قدر الإمكان في التغلب على مرض الربو.