يعتبر الكبد هو أكبر عضو في الجسم حيث أن لديه العديد، والكثير من المهام، والمسئوليات التي تساعد الجسم في أداء مهامه مثل القيام بتصفية الدم، ومعالجة العناصر الغذائية والعمل على تخزين الطاقة، فنظرا لأنه يؤدي العديد من الوظائف، فإنه يعتبر عرضة للهجوم من جانب جبهات عديدة التي قد تصيبه بحدوث التندب في حالة تلف الكبد، مما قد يؤدي في النهاية إلى الإصابة بفشل الكبد أو السرطان، لهذا يجب علينا اليوم أن نقوم بإكتشاف الظروف الصحية والأدوية وعادات نمط الحياة التي قد تتسبب في تلف الكبد لكي نستطيع العمل على تجنبها، وما يمكننا القيام به للحفاظ على صحة هذا العضو الحيوي.
ماذا يحدث عند الأصابة بتلف الكبد؟
يرتبط تلف الكبد بالعديد من الحالات الطبية، فعلى سبيل المثال من الممكن أن تؤدي عدة أشكال من التهاب الكبد، وهي عدوى تصيب هذا العضو، إلى حدوث تلف أو سرطان الكبد، أو الإصابة بمرض ويلسون.
تتنوع أعراض تلف الكبد حيث أنه من الممكن أن تشمل على ألم البطن أو تورمها ، أو ظهور عيون أو جلد أصفر بسبب حالة تعرف باسم اليرقان، إلى جانب هذا فتقوم اختبارات وظائف الكبد بإظهار هذه المشكلة، والتأكد من حدوثها.
ما هي الحالات الصحية التي تسبب تلف الكبد؟
من الممكن أن تسبب العديد من الحالات الصحية بشكل مباشر من زيادة خطر حدوث تلف الكبد حيث تشمل العديد، والكثير وأهمها ما يلي:
أولا: السمنة
يعتقد أن السمنة تلعب دورا في مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD) حيث يحدث هذا عندما يتم تخزين الكثير من الدهون في خلايا الكبد، ولكن الجدير بالذكر أن الخبراء لا يعرفون بالضبط ما الذي يسبب هذه الحالة، إلا أنها مرتبطة أيضا بمتلازمة التمثيل الغذائي، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستويات الدهون الثلاثية، والسمنة.
عندما تحتوي خلايا الكبد على الكثير من الدهون، يمكن أن يحدث تليف الكبد، وفشل الكبد، فعلى الرغم من أن الأشخاص في عمر ال 40 و 50 لديهم خطر أكبر للإصابة بمرض الكبد الدهني، إلا أنه يمكن أن يحدث أيضا عند المراهقين المصابين بالسمنة بنسب كبيرة.
ثانيا: التهاب الكبد
يعتبر التهابا الكبد المزمن (B) و(C) مسؤولان عن معظم حالات سرطان الكبد في جميع أنحاء العالم، حيث ينتشر التهاب الكبد(C)، من خلال ملامسة الدم المصاب، عن طريق التعرض للأبر الملوثة، أو ممارسة العلاقة الجنسية بدون إتباع إحتياطات الآمان.
في الغالب يمكن علاج عدوى التهاب الكبد (C) المزمن من خلال إستخدام الأدوية، ولكن في العموم يجب العرض على ا لطبيب المختص، والحصول على التشخيص السريع لأنه يشار إلى هذا المرض باسم “القاتل الصامت” لأن الكثير من الناس لا يعرفون أنهم مصابون به، ويمكن أن يؤدي إلى حدوث تليف، وسرطان، وفشل الكبد ومن ثم الموت إذا ترك دون علاج فـالمفتاح لهذا هو ضرورة الكشف المبكر، والحصول على العلاج .
يعد التهاب الكبد (B)، الذي يتم إنتقاله أيضا عن طريق الدم المصاب هو أقل إنتشارا، وهذا بسبب إتاحة اللقاح الخاص به بكل سهولة.
ثالثا: الأمراض الوراثية
يمكن أن تلعب الوراثة أيضا دورا في صحة الكبد، حيث يمكن أن تؤدي العديد من الحالات الوراثية إلى حدوث أمراض الكبد، فالمرض الوراثي “داء ترسب الأصبغة الدموية”، يستطيع أن يسبب تراكم الحديد في الجسم، والذي يمكن أن يسبب تليف وفشل الكبد في نهاية الأمر.
من الأمراض الأقل شيوعا التي تسبب حدوث تليف الكبد هو مرض ويلسون، الذي يسبب تراكم النحاس في الجسم، مما يضر ليس فقط الكبد، ولكن أيضا الدماغ ،وجميع الأعضاء الأخرى.
يجب الإطمئنان لأنه يمكن علاج كلتا الحالتين، فبالنسبة لداء ترسب الأصبغة الدموية، يتم العمل على تقليل مستويات الحديد في الجسم عن طريق إزالة الدم بانتظام، أما مرض ويلسون، فيمكن لبعض الأدوية التي تسمى عوامل مخلبية إزالة النحاس.
يمكن للطبيب المختص القيام بفحص الاضطرابات الوراثية المتعلقة بالكبد من خلال إجراء الفحوصات الطبية المتعددة، ومن ثم إكتشاف التاريخ الوراثي لذلك.
إقرأ أيضا: التغيرات الجسدية والعقلية التي تحدث بعد الإصابة بالسكتة الدماغية
رابعا: أمراض المناعة الذاتية
يمكن أن تؤثر بعض أمراض المناعة الذاتية أيضا على وظائف الكبد، فعندما يهاجم الجهاز المناعي للجسم الكبد عن طريق الخطأ، يطلق عليه التهاب الكبد المناعي الذاتي، حيث لا أحد يعرف بالضبط ما الذي يجعل الجسم ينقلب على نفسه هكذا، لكن العوامل الوراثية قد تلعب دورا كبيرا في ذلك.
خامسا: الأدوية التي تؤثر على صحة الكبد
يمكن أن تؤثر العديد من الأدوية على صحة الكبد، وبالأخص إذا تم تناولها بكميات كبيرة مثل أدوية الأسيتامينوفين ، أو تايلينول.
- الاسيتامينوفين
يباع دواء الأسيتامينوفين بدون وصفة طبية باسم تايلينول ويوجد في بعض الأدوية الموصوفة مثل الفيكودين أو بيركوسيت ، حيث يمكن أن يتسبب الأسيتامينوفين عند تناوله إلى حدوث فشل الكبد، وقد يصل الأمر للوفاة إذا تم إستخدامه بجرعة زائدة.
يجب الإلتزام دائما بعدم تناول أي جرعات زائدة من الدواء أكثر من الجرعة الموصى بها إلا تحت إشراف طبي متخصص فنظرا لأن هذا الدواء غالبا ما يوجد في أدوية البرد، والإنفلونزا التي لا تستلزم وصفة طبية، فمن المهم إلتزام الحذر، والحيطة الشديدة.
- أدوية أخرى
بالإضافة إلى دواء الأسيتامينوفين، فمن الممكن أن تضر بعض الأدوية الأخرى بالكبد، فعلى سبيل المثال، تم ربط الاستخدام طويل الأمد للستيرويدات الابتنائية (هرمونات الذكورة التي يستخدمها بعض الرياضيين لتحسين أدائهم) بخطر الإصابة بسرطان الكبد، إلى جانب هذا تسبب المخدرات مثل الهيروين والكوكايين ، والعقاقير الانفصامية حدوث الإصابة بتلف الكبد.
سادسا: بعض أنماط الحياة التي يمكن أن تلحق الضرر بالكبد
في حين أن الفرد قد يكون لديه القدرة على السيطرة على بعض الحالات الطبية التي تزيد من خطر تلف الكبد أو ما إذا كان بحاجة إلى تناول الأدوية، فإن معظم الأفراد لديهم بعض العادات الحياتية السلبية التي يجب السيطرة عليها لكي نتجنب حدوث هذه المشكلة أهمها:
- التدخين
التدخين يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان، وتليف الكبد حيث يمكن أن تسبب المواد الكيميائية السامة في دخان التبغ حدوث الأصابة بالعديد من المشكلات للكبد إلى جانب أن التدخين أيضا يقوم بإنتاج السيتوكينات، والمواد الكيميائية التي تسبب المزيد من الالتهابات وتتلف خلايا الكبد.
- المشروبات الكحولية
يعتبر تناول المشروبات الكحولية سببا رئيسيا لحدوث تليف الكبد والإصابة بأمراضه حيث يسبب هذا حدوث العديد من التندبات بالكبد مما يستدي ذلك ضرورة التوقف علن هذه العادة السيئة.
- الصودا والمشروبات السكرية
تعتبر المشروبات الغازية المحملة بالسكر من الأسباب الرئيسية لحدوث مشكلة زيادة الوزن لهذا فليس من الغريب أن يتم ربطها بحدوث تلف الكبد حيث أثبتت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين شربوا مشروبا واحدا أو أكثر من المشروبات المحلاة بالسكر يوميا لديهم علامات أعلى لمرض الكبد الدهني من أولئك الذين لم يشربوا أي مشروبات سكرية، أو الذين اختاروا بعض أنواع النظم الغذائية الصحية. في العموم يجب العمل على تقليل الصودا مما يساعد هذا في إنقاص الوزن، والحفاظ على صحة الكبد أيضا.