تعتبر تشنجات الظهر هي تقلصات مفاجئة لا إرادية تحدث للعضلات يمكن أن تسبب الشعور بآلام في منطقة أسفل الظهر، حيث من الممكن أن يختلف الألم الناتج عن التشنج في شدته من فرد إلى آخر وعلى الرغم من أن الأعراض يمكن أن تتكرر، إلا أنها عادة ما تكون قصيرة الأجل وتستمر من أسبوعين إلى أربعة أسابيع، ولكن إذا أستمر الأمر يجب عرض الأمر على الطبيب المختص لمعرفة أسباب الشعور بهذه الآلام لذلك سنقوم في مقالنا اليوم بالتعرف على أسباب حدوث تشنجات الظهر وكيف يتم علاج هذه المشكلة.
ما هي أسباب حدوث تشنجات الظهر؟
يعتبر السبب الدقيق وراء حدوث معظم تشنجات الظهر غير معروف لوقتنا هذا، ولكن في بعض الحالات، قد تكون هذه الآلام نتيجة لحالة كامنة مثل التشنج ، وزيادة تصلب العضلات الناجم عن تلف المسارات العصبية في الدماغ أو الحبل الشوكي.
يجب العلم أن معظم الأسباب المعروفة للإصابة بتشنجات الظهر تحدث بسبب قوة خارجية على العضلات تقوم بإصابة هذه المنطقة بالإجهاد أو تعلل أي جزء من العظام، أو الأربطة الشوكية، أو الأقراص الفقرية، أو المفاصل الجانبية (التي تربط عظام العمود الفقري)، أو الحبل الشوكي، أو الأعصاب الشوكية، أو العضلات المجاورة للعمود الفقري. فالجدير بالذكر أن هذه الأسباب التي تسبب حدوث هذه المشكلة تتمثل فيما يلي:
- القيام بحمل وفع الأشياءالثقيلة
- فرط النشاط، والحركة الزائدة
- القيام بالحركات المفاجئة
- الجلوس لفترات طويلة
- الجلوس في وضعيات سيئة مؤذية للعمود الفقري.
- المعاناه من الإجهاد، والإرهاق الشديد.
كيف يتم علاج تشنجات الظهر؟
عادة ما يكون خيار الحصول على الراحة وإجراء بعذ التغييرات على أنشطتنا اليومية هو أمرا أساسيا في علاج الألم الناتج عن تشنجات الظهر. علاوة على ذلك، فإنه في معظم الحالات، يمكن علاج تشنجات الظهر ببعض الإجراءات الغير جراحية المصممة للمساعدة في تخفيف آلام أسفل الظهر الناتجة عن الإجهاد والإرهاق، وقد تشمل هذه العلاجات ما يلي:
-
كمادات ساخنة أو باردة
عندما يتواجد حالة من الضغط على العمود الفقري القطني، والذي يتكون من خمس عظام في أسفل الظهر، يمكن أن يؤدي التورم في العضلات، والأنسجة المحيطة إلى الإصابة بالألم، والتشنجات، لذلك يمكن أن تقلل الكمادات الباردة مثل كمادات الثلج من التورم الأولي عن طريق تضييق الأوعية الدموية وتقليل الدورة الدموية، أما بالنسبة للكمادات الساخنة الحرارية ، كما هو الحال في شكل وسادة التدفئة، يمكن أن تقوم بالعمل على معالجة الألم عن طريق تنشيط النهايات العصبية التي تشير إلى مستقبلات الألم.
-
مضادات الالتهاب
قد أثبتت العديد من العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات مدى فاعليتها في تخفيف آلام أسفل الظهر حيث يحدث هذا بسبب التأثير المضاد للالتهابات الذي تلعبه هذه الادوية غير الستيروئيدية، والذي لا تمتلكه بعض مسكنات الألم الآخرى.
-
مرخيات العضلات
قد يتطلب الامر عند الشعور بالألم الحاد الأكثر حدة أو الذي يتداخل مع نوعية الحياة العمل على إستخدام بعض مرخيات العضلات حيث تعمل هذه الأدوية على القيام بإرخاء العضلات، وذلك يحدث بسبب تأثير التخدير في هذه الأدوية.
يمكن أيضا وصف مرخيات العضلات في الحالات التي يعطل فيها ألم الظهر الحاد إستغراق الشخص المصاب في النوم. ومع ذلك، فإن الغرض منها لابد أن يتم من خلال الاستخدام قصير الأجل، ويجب ألا يتم تناولها لأكثر من بضعة أسابيع في المرة الواحدة لتجنب سوء الاستخدام المحتمل.
-
العلاج الطبيعي
عن طريق مساعدة الطبيب المختص لمتابعة الحالة الصحية للمريض، يمكن القيام بأداء تمارين العلاج الطبيعي حيث تعمل على تقوية العضلات الأساسية التي تدعم أسفل الظهر، وزيادة الحركة، والمرونة، وتحسين الحالة لتقليل خطر تكرار تشنج الظهر.
-
الوخز بالأبر
يعتبر الوخز بالإبر هو إحدى الممارسات الصينية القديمة التي يتم فيها القيام بوضع الإبر المخصصة في نقاط معينة من الجسم للمساعدة في علاج عدد من المشكلات الصحية. فالألم، بما في ذلك آلام الظهر، هو أحد أهم الأسباب الرئيسية لاستخدام الناس للوخز بالإبر حيث تعتبر هذه التقنية واحدة من علاجات الخط الأول لآلام الظهر الحادة، والشديدة.
كم من الوقت يستغرق زوال تشنجات الظهر؟
توصف تشنجات الظهر بأنها حادة أو قصيرة الأجل حيث أنه من الممكن أن تحدث كل مجموعة من الألام لبضع ثوان أو عدة دقائق وقد تتكرر عدة مرات لمدة تصل إلى ستة أسابيع، ثم تختفي معظم تشنجات الظهر من تلقاء نفسها في غضون أسبوعين إلى أربعة أسابيع، ولكن مع الضغط، والإجهاد الزائد، يمكن أن تتكرر هذه المشكلة.
متي يجب اللجوء للطبيب المختص؟
معظم تشنجات الظهر ليست نتيجة لحالة كامنة خطيرة. ومع ذلك، يجب عند إستمرارآلام الظهر لأكثر من ستة أسابيع بعد الإصابة ولكن إذا تطور الأمر لمشكلات حادة فيجب في ذلك الوقت طلب العناية الطبية لتحديد الأسباب حدوث المشكلات الأكثر حدة، مثل الانزلاق الغضروفي المعروف بـ (تمزق قرص العظام)، وتضيق العمود الفقري (العصب المقروص بالقرب من الحبل الشوكي)، والتي يمكن تحديدها باستخدام الأشعة السينية أو التصوير من خلال الرنين المغناطيسي .
تتضمن العلامات والأعراض الأخرى التي يمكن أن تشير إلى تفاقم الحالة الطبية ووجوب التدخل الطبي،والعناية الفورية ما يلي:
- مرونة أقل في مفاصل الجسم
- صعوبة في الحركة أو النهوض
- تفاقم الألم بشكل كبير
ما هي الطرق المناسبة لمنع تشنجات الظهر؟
يوجد العديد من طرق الوقاية التي عند ممارستها يمكن أن تساعد في الوقاية من هذه التشنجات والعمل على الحد من تكرارها مرة أخرى:
أولا: ممارسة تمارين التقوية
عند القيام بأداء تمارين التقوية بإنتظام ، يمكن أن تزيد هذه من تقوية وصحة العضلات حيث القيام بدعم العمود الفقري القطني ، والذي بدوره يمكن أن يحسن مرونة العضلات، والأربطة في الظهر لزيادة الحركة.
لقد تم إثبات في العديد من الدراسات السابقة أن التمارين الهوائية مثل المشي، والسباحة يمكن أن تزيد من تدفق الدم، والمواد المغذية إلى الأنسجة الرخوة في الظهر، والتي بدورها يمكن أن تعزز الشفاء وتقلل من مشكلة تصلب العضلات.
ثانيا: ممارسة العادات الصحية الجيدة
أظهرت الأبحاث أن العمال الذين يقضون معظم أيامهم جالسين هم أكثر عرضة للإصابة بآلام أسفل الظهر حيث قد كان هذا صحيحا بشكل خاص بالنسبة لأولئك الذين جلسوا لأكثر من ساعتين في اليوم وتمادو في إستخدام الكمبيوتر وممارسة العمل
قد يحدث هذا بسبب الخمول البدني الذي يتسبب في تضييق بعض المساحات في العمود الفقري، مما قد يضغط على الحبل الشوكي، وجذور الأعصاب ، حيث يسبب ذلك يؤدي الألم الشديد، فإذا كان الأمر في إيدينا يجب علينا التناوب بين الوقوف والجلوس، مع استقامة الظهر والكتفين للخلف.
ثالثا: رفع الأحمال بمزيد من الحرص
يمكن أن يؤدي رفع الأحمال الثقيلة بالطريقة غير الصحيحة إلى حدوث إلتواء في العمود الفقري القطني مما يؤدي ذلك إلى حدوث الإصابة به حيث يجب عند القيام بحمل الأشياء الحفاظ على استقامة الظهر، و القيام بثني الركبتين قليلا، واستخدام الساقيين، وليس الظهر للقيام بعملية الرفع لأن هذا يمكن أن يحمي العمود الفقري من الانحناء، والإجهاد الغير ضروري.
رابعا: الحفاظ على الوزن الأمثل
الوزن الزائد، وخاصة في مناطق حول البطن، والصدر، والكتف، ومؤخرة الرقبة، يمكن أن يسببو زيادة الضغط على هياكل العمود الفقري القطني (في أسفل الظهر) حيث يؤدي هذا إلى إجهاد غير ضروري يمكن أن يتسبب في حدوث تورما في العضلات، والأنسجة المحيطة، ويؤدي إلى الألم، والتشنجات.
يجب العلم أن القيام بإتباع نظام غذائي كامل، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والنوم الجيد، وتقليل التوتر يمكن أن يساعدو في الحفاظ على وزن صحي مثالي ومن ثم تجنب آلام العمود الفقري بشكل عام.