نعلم جميعنا جيدا أنه عند ولادة الطفل يسيطر على الأم الكثير من مشاعر القلق تجاه حدوث أحد أهم المخاوف لديها المتمثلة في عدم حصول الطفل على ما يكفي من حليبها نظرا لبعض المشكلات التي قد تقابلها خلال هذه الفترة. في العموم يجب علينا فهم الأمر بمزيد من التوضيح والعمل على تعلم بعض الطرق الإيجابية لكي نعمل على تحسين فرص الحصول على المزيد من الحليب، وهذا لتحقيق أقصى إستفادة صحية للطفل.
نقص حليب الأم الطبيعي
تقريبا جميع الأمهات اللواتي يرغبن في القيام بإتباع روتين الرضاعة الطبيعية لديهن نفس السؤال حول ما إذا كان لديهن ما يكفي من الحليب لأطفالهن أم لا فهذا الهاجس دائما ما يسيطر عليهن في بداية مرحلة الرضاعة، مما يدفعهن للبحث بشكل دائم على أفضل الطرق التي من الممكن إتباعها للعمل على زيادة كمية الحليب التي يتم إفرازها خلال هذه الفترة.
تدعي العديد من النساء أنهن محرومات من إنتاج الحليب الكافي عندما يرون أن أطفالهن الرضع لا يشعرن بالشبع أو أن الثدي لا يقوم بإنتاج الحليب الزائد، فالجدير بالذكر أن هذا الأمر غير منطقي على الإطلاق فما يحدث هذا ما هو إلا مجرد علامات على أن جسمك عزيزتي قد عدل نفسه مع حاجة طفلك للرضاعة الطبيعية وسيتطور أمره مع مرور الوقت.
في خلال هذه الفترة يجب عليكي الإنتباه لبعض الأمور. فإذا كان طفلك ينمو بشكل سريع، فقد يحتاج في ذلك الوقت إلى مقدار من الحليب أكثر من المعتاد، الذي سيتم إفرازه تلقائيا عن طريق القيام بالمزيد من الرضاعة للعمل على تحفيز الثدي نحو إنتاج المزيد من الحليب.
في بداية معظم حالات الرضاعة الطبيعية، يحصل الطفل على مقدار معتدل من الحليب، ومع مرور الوقت يتطور الأمر بسبب زيادة إحتياجات الطفل الجسمانية من غذاءه المتمثل في حليب الأم الذي في حالة عدم وجوده بمعدل طبيعي يؤدي إلى حدوث خطر الإصابة بسوء تغذية، لذلك لا ينبغي التهاون بأي شكل تجاه هذه المشكلة.
إقرأ أيضا: نصائح طبية لعلاج تشققات ونزيف الحلمات أثناء الرضاعة الطبيعية
ما الذي يسبب نقص حليب الرضاعة الطبيعية؟
قد يتقلص إمداد الحليب بشكل مؤقت في حالة عدم إرضاع الأم الطفل بصورة منتظمة حيث يحدث هذا نتيجة الإصابة ببعض أنواع من الأمراض المختلفة، أو القيام بتناول وسائل منع الحمل المستخدمة عن طريق الفم حيث تحتوي على هرمون الاستروجين، ومن ثم تؤثر أيضا على عملية صنع الحليب وإنتاجه في جسم المرأة.
يمكن أن تؤثر بعض الأسباب البيولوجية أو الجسدية مثل الإصابة بإضطرابات الهرمونات أو جراحة الثدي على عملية إدرار الحليب، ومع ذلك، بالنسبة لمعظم النساء، تكمن المشكلة في عملية الرضاعة الطبيعية ذاتها، وليس السبب هو الكمية غير الكافية من الحليب المنتج. فالكثير من النساء لديهن الكثير من الحليب ولكن لسبب ما لا يحصل الطفل على ما يكفي من إحتياجه.
معرفة الأم إذا كان طفلها حصل على ما يكفيه من الحليب أم لا
تستطيع الأم أن تقوم بإكتشاف ذلك عن طريق بعض العلامات التي تدل على ذلك، ويجب البحث عنها إذا تطلب الأمر حيث تتمثل فيما يلي:
- في الأشهر الثلاثة الأولى من حياة الطفل، سيزداد وزنه بحوالي 30 جراما حيث يحدث ذلك بشكل يومي، وعلى مدى الأشهر الثلاثة التالية، سوف يزداد كل يوم بمعدل 15 جراما يوميا. فتعتبر زيادة الوزن هي أفضل دليل على أن الطفل يتناول ما يكفيه من الحليب وبشكل منتظم.
- خلال الشهر الأول، ومع الرضاعة الصحية يتبرز طفلك بمعدل ثلاث مرات يوميا على الأقل.
- يقوم الطفل بإتباع الرضاعة بانتظام، أي كل ساعتين إلى ثلاث ساعات، بمعدل ثماني مرات في اليوم.
- تقوم الأك بسماع طفلها يبتلع الحليب، ومن ثم تشاهد بقع الحليب على فمه.
- يبدو الطفل بصحة جيدة ونشيط.
- مراقبة وزن الطفل بشكل منتظم وبفضل أن يحدث هذا من خلال طبيب الأطفال المختص.
إقرأ أيضا: هل يمكن تناول المضادات الحيوية أثناء الرضاعة الطبيعية ؟
كيف تستطيع الأم الحصول على المزيد من الحليب؟
إنتبهي عزيزتي الأم عند حدوث مشكلة ما خاصة بقيام جسمك بالعمل على إنتاج كمية الحليب المناسبة التي تستطيع أن تكفي إحتياجات طفلك، فيجب أن تقومي على الفور بزيارة الطبيب المختص وعرض الأمر عليه. إلى جانب هذا فمن الممكن العمل على تحفيز إنتاج أكبر قدر من الحليب عن طريق ما يلي:
- القيام بإرضاع طفلك بانتظام، وهذا للعمل على تحفيز جسمك على إنتاج كمية مناسبة من الحليب.
- في كل مرة تقومين فيها بإرضاع طفلك رضاعة طبيعية، يجب ان تتذكري ضرورة ترك طفلك يرضع من كلا الثديين كعملية تنشيطية تحفيزية .
- إستخدام أفضل أوضاع الرضاعة الطبيعية التي يقوم الطبيب بوصفها في هذه الحالة.
- في حالة قيام طفلك بالرضاعة، والإبتلاع ببطء، قومي بالعمل على إستخدام يدك لإجبار الحليب على الخروج من الصدر بكي يتم وضعه داخل فم الطفل
- في حالة بطء تدفق الحليب في الثدي، فيفضل الانتقال إلى الثدي الآخر، والإستمرار في عملية التبديل ذهابا وإيابا بين الثديين حتى يتم الطفل وجبته بشكل مثالي.
- القيام بتحفيز الجسم على إنتاج الحليب باستخدام مضخة الثدي بين الوجبات. وإذا لزم الأمر، فمن الممكن القيام بتخزين هذا الحليب حتى يتحسن إدرار داخل الثدي.
- تجنب إعطاء الطفل الرضيع أطعمة أو تركيبات غذائية صلبة إضافية إلا إذا كان هذا الأمر تحت إشراف الطبيب فقد ينصح أيضا بضرورة إعطاء المكملات الغذائية إذا لزم الأمر.
- تجنب استخدام اللهايات عند بكاء الطفل، ففي ذلك الوقت قومي بإعطائه ثديك لكي يساعد ذلك على تحفيز إنتاج الحليب.
- إذا أظهر طفلك رغبته في النعاس أثناء الرضاعة، فأعملي على بقاءه مستيقظا لكي يقوم بالإمتصاص بقوة أكبر، ومن ثم تحفيز غدد الحليب على إنتاج المزيد من الحليب، لذلك إعملى جاهدة على أبقاء طفلك متيقظا عن طريق تغيير أنماط الرضاعة بين الثديين أو حتي القيام بتبديل ملابسه أو الحفاض. إلى جانب هذا قد تلجأ العديد من الأمهات إلى اللعب بأقدام أطفالهن عند الرضاعة الطبيعية حتى يظل الطفل مستيقظا.
- الأمهات اللواتي يدعين أن لديهن القليل من الحليب يجب أن يتم فحص الغدة الدرقية. فحدوث اضطرابات بالغدة الدرقية قد تؤثر سلبا على كمية الحليب الذي يتم إفرازه.
- القيام بطلب العون من الأطباء المختصين، وتجنب إهمال مثل هذه الأمور.
- استخدام بعض الأعشاب الطبيعية التي تلعب دورا هاما في مساعدة الجسم على إنتاج المزيد من الحليب، ولكن من الهام إن يتم هذا تحت إشراف طبي.
- إذا اتخذتي عزيزتي كل هذه التدابير ولا تزالين غير قادرة فالحصول على الكثير من إنتاج الحليب، فقد يوصي طبيبك أو الأخصائي بالعلاج الدوائي والمراقبة الدقيقة لهه المشكلة.
كيف يؤثر نقص الحليب على الطفل؟
إذا كان طفلك لا يشرب ما يكفي من الحليب بانتظام، فلن تحدث زيادة الوزن الطبيعية ، مما يؤثر على نموه البدني، والفكري. لذا فيجب القيام باصطحاب الطفل الرضيع إلى الطبيب المختص بمجرد ملاحظة أنه توقف عن اكتساب الوزن الصحي أو يحدث فقدان للوزن بشكل ملحوظ.
على الرغم من أن إجراءات تحسين نقص الحليب غالبا ما تجدي ثمارها، إلا أنه في بعض الحالات الأخري المرضية يعد زيادة الوزن البطيئة للطفل الرضيع علامة على وجود مشاكل صحية خطيرة لابد من الإنتباه لها.