تعتبر إلقاء الأشياء ورميها بدون وعي هي مهارة جديدة، وممتعة للعديد من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 1 إلي 3 سنوات، ولكن هل يجب أن نترك الأطفال يرمون كل شيء طوال الوقت؟ ولا يصدر منا أي رد فعل واضح تعقيبا على ذلك السلوك، ويكون المبرر لهذا أنهم أطفال! في هذه المقالة ، سنقوم بالتعرف على أسباب هذا السلوك، وبعض الحلول للتعامل معه بشكل إيجابي.
سلوك رمي الأشياء من قبل الطفل
يعتبر هذا السلوك مهاري بشكل كبير حيث الأساس في فعل ذلك قيام الطفل بفتح أصابعه، وإلقاء أي شئ فذلك يعتبر تنسيق مباشر ما بين العين، واليد، وهذه المهارة تعتبر مثيرة له، وبشكل كبير لأن يدرك أن كل ما يرميه ينخفض، ولا يرتفع أبدا فهو في هذه المرحلة لا يستطيع أن يقول كلمة “الجاذبية”، و لكنه بالتأكيد يأخذ في الاعتبار ماحدث من سقوط للأشياء.
لكن من الصعب عليكي عزيزتي الأم تقبل ذلك السلوك في الكثير من المواقف مثل إلقاء الطفل طبق من المكرونة عالأرض أو كوب من الزبادي فهذه مجرد متعة له! وكارثة لكي. لكن هناك بعض الحلول الذي يمكننا فعلها لإدارة سلوك هذا الطفل.
إقرأ أيضا: إحمي طفلك من الأخطار المنزلية
حلول لعدم رمي الطفل الأشياء
في بداية الأمر يجب عليكي عزيزتي الأم العلم أن عقاب الطفل في هذه المرحلة أكبر خطأ من الممكن أن تقومي بفعله حيث أن أي سلوك يفعله الطفل يحمل وراه أهداف إستكشافية، وليس الهدف منه الضرر لكي أو إغضابك بشكل مباشر، ولذلك سنقوم الأن بذكر بعض الحلول لتجنب هذه المشكلة:
- إظهار الأشياء التي يستطيع الطفل أن يلقيها
يتعلم الطفل الصغير بشكل أسرع بكثير عن غيره من ذوات المراحل المتقدمة في العمر حيث يتعلم مع الوقت، والتوجيه ما لا يجب أن يرميه إلا إذا كان هناك بعض من الأشياء المسموح له برميها، وإلقاءها وعندما يفعل ذلك يجب أن نتبعه بالكثير من الثناء، والتشجيع فهذا سلوك مثالي فمثلا تعتبر الكرة هي خيار واضح للرمي ذو متعة للطفل ما بين الإلقاء، واللهو.
الرسالة التي نحتاج أن ننقلها إلى الطفل هي أنه لا بأس من رمي الأشياء المناسبة في الوقت المناسب، وفي المكان المناسب فعندما يلقي الطفل شيئا غير مناسب مثل الحذاء، خذيه بهدوء بعيدا عنه، وقولي له “الحذاء ليس للرمي، ولكن الكرة أفضل لذلك”، ثم قومي بإعطاءه كرة للعب.
- إدارة عمليات الإلقاء العدوانية
عند قيام طفلك الصغير بسلوك يشوبه بعض العدوانية مثل إلقاء زجاجة من الماء على أحد أقرانه يجب عليكي في ذلك الوقت التعامل بمزيد من الحكمة حيث تجاهلي ذلك السلوك في المرات الأولي لأن من الممكن ان يكون هذا السلوك لجذب الإنتباه فقط. لكن إذا تكرر ذلك السلوك مرة أخري فيجب عليكي ان تتأخذي سلوك جاد تربوي مثل تحذيره بشكل واضح، وإخباره أن هذا خطأ، ولا يجب تكراره.
إذا تتطلب الامر يجب ان توجهي الكلام المباشر للطفل مع جلوسه لدقيقة واحدة فقط حتي تبين له أهمية هذا الأمر، وأهمية الإستجابة له، وعدم فعله مرة أخري.
- تشجيع الطفل علي إظهار مشاعره
إذا لاحظتي عزيزتي الأم أن طفلك يرمي المزيد من الأشياء على الأطفال الآخرين عندما يغضب، فيجب عليكي في ذلك الوقت تشجيعه على التعبير عن هدفه، ومشاعره بالكلمات بدلا من السلوكيات الغاضبة هذه.
فعلى سبيل المثال ، قولي له “إذا كنت غاضبا من صديقك، فاستخدم مشاعرك، وكلماتك الجميلة وأخبره بما تشعر به!” أو “أخبرني ياطفلي الجميل عندما تغضب أو تحزن” وحاول ألا تصرخي على طفلك للتوقف عن إلقاء الأشياء، ولا تقومي بضربه مطلقا، حتى لو كان ذلك مجرد ضرب بسيط للتنبيه.
إذا استمر طفلك في إلقاء الأشياء على الآخرين لأنها تؤذيهم، وتضرهم، وعلى الرغم من أنك حاولت منع ذلك بإستمرار، فقد لا يكون لديك خيار سوى متابعة طفلك مثل الظل أثناء اللعب مع أقرانه، وإحتواء أي مشكلة من الممكن حدوثها.
- ربط ألعاب الطفل الصغير بمقعده
عندما يكون الطفل في عربتة الخاصة أو يجلس في مقعد السيارة الخاص به، حاولي عزيزتي إرفاق بعض الألعاب بمقعده حتى تكون متاحة له بكل سهولة. حيث قومي بربط الألعاب بالكرسي بشرائط قصيرة، وإقطعي أطراف هذه الشرايط للحفاظ على أمان الطفل.
من خلال هذا السلوك سيكتشف الطفل بسرعة أنه بالإضافة إلى متعة إلقاء الأشياء، يمكنه إعادتها له بكل سهولة. فهذه الحيلة تجعل اللعبة ممتعة مرتين بالنسبة له، وتقلل عملك عزيزتي إلى النصف، وتقلص المجهود الواقع عليكي.
- جمع وتنظيم الاشياء التي ألقاها الطفل
عزيزتي تجنبي أن تطلبي من طفلك الصغير أن يحزم كل ما ألقاه، لأنه واجب ثقيل جدا عليه في هذا العمر فبدلا من ذلك، حاولي أن تجمعي كل ما قام بإلقاءه سويا، وتحفيزه، وتنشيطه، وقولي له “دعنا نرى مدى السرعة التي يمكننا بها جمع جميع الألعاب سويا؟” وعند بذل الطفل مجهود، ولو بسيط في جمع أغراضه سيعمل بعد ذلك علي تجنب إلقاءها بدون هدف أو بشكل عشوائي.
- الجلوس بجانب الطفل وقت تناول الطعام
في هذه المرحلة من عمر الطفل، غالبا ما يكون تناول الطعام مصحوبا بالكثير من الإهمال، وسكب الأشياء لذلك يجب أن تجلسي عزيزتي بجانب طفلك وقت تناول طعامه، وتوجيهه دائما للطرق السليمة التي يجب إتباعها عند تناول الطعام إلي جانب ذلك قومي بإلقاء علي مسامعه بعد الأحاديث الشيقة التي تساعد علي تنمية مهاراته اللغوية بشكل ملحوظ.
إذا تتطلب الامر تدخلك، والمساعدة قومي بذلك حتي لا يتحول تناول الطعام إلي أسلوب فوضاوي يتبعه الكثير من الإهمال، والسكب .
- استخدام الأطباق الخاصة بالأطفال
يجب عليكي عزيزتي الأم عند تقديم الطعام لطفلك تجنب وضع الطعام في أطباق زجاجية أو فخارية ففي هذا الوضع يقع الخطأ كاملا عليكي حيث أنه من الأفضل تقديم الطعام الخاص بالطفل في الأطباق البلاستيكية الصحية المخصصة له حتي لا يقوم بإلقاءها، وإيذاء نفسه بشكل أو بأخر، وإيذاء من حوله أيضا.
- وضع كميات صغيرة من الطعام
عند قيامك بوضع الطعام لطفلك يجب عليكي تجنب وضع كميات كبيرة منه فضعي مقدار تناول الطفل، وإذا قام بعد ذلك بطلب كمية أخري قومي بالسكب له، لأن وضع كميات كبيرة من الطعام للطفل تجعله عند الشبع يقوم بسكبها، وإلقاءها.