توجد العديد من الأمور الطبية والتخصصية التي تتعلق بأمر حدوث الحمل والتي تجهلها الكثير من النساء بوجه عام، ومن أهم هذه الأشياء هو معرفة أهم المعلومات عن هرمون الـ DHEA الذي يعتبر من الهرمونات الهامة واللازمة لحدوث عملية الحمل في صورتها الصحية. في العموم هيا بنا من خلال سطور مقالنا في صحة المرأة نتعرف على ما هو هرمون الـ DHEA وما هي علاقته الوثيقة بحدوث عملية الحمل.
ما هو هرمون الـ DHEA ؟
يعتبر هرمون الـ DHEA هو هرمون تم إكتشافه في عام 1934 حيث يتم تصنيعه بشكل طبيعي في داخل الجسم عن طريق الغدد الكظرية. فالجدير بالذكر أن هذا الهرمون يلعب دورا هاما ألا وهو القيام بإنتاج الهرمونات الأخرى بالجسم مثل هرمون الاستروجين، والتستوسترون لدى النساء.
يجب العلم أن بعد سن الـ 30 عام، تبدأ مستويات هرمون الـ DHEA في الجسم بالإنخفاض وتؤدي إلى حدوث العديد من مشاكل الخصوبة، بما في ذلك انخفاض المتعة الجنسية، وانخفاض جودة البويضات التي يتم إنتاجها خلال هذه الفترة.
الجدير بالذكر أيضا أن إنخفاض هذا الهرمون لا يؤثر على الصحة الجنسية فقط، بل يمتد الأمر إلى حدوث بعض المشكلات الصحية الأخرى المثمثلة في ضعف الذاكرة، والاكتئاب، وهشاشة العظام، وأمراض القلب، والأوعية الدموية.
ما هو دور هرمون الـ DHEA في عملية الحمل؟
كما ذكرنا من قبل يتم إنتاج هذا الهرمون بواسطة الغدد الكظرية، والتي تلعب دورا في تنظيم استقلاب الجلوكوز في داخل جسم المرأة، وأثناء النشاط التناسلي، يتم حدوث استقلاب هذا الهرمون إلى أندروجينات، وخاصة هرمون التستوستيرون، الذي يلعب دورا أساسيا في تكوين البويضات وتطورها.
على وجه التحديد وبالأخص في حالات الإخصاب بالمختبر، يتم العمل على إستخدام الـ DHEA لعلاج بعض الحالات المرضية مثل شيخوخة المبيض المبكرة، أو انخفاض احتياطي المبيض.
أما عندما تكون البويضة صحية، فتكون فرص تطور البويضة إلى جنين بعد الإخصاب ونجاح التعشيش كبيرة جدا، وذو نسب مرتفعة. في العموم يعد هذه الهرمون من الهرمونات الأساسية، والهامة في حدوث عملية الحمل، ونجاحة بشكل سليم.
إقرأ أيضا: حقن تنشيط الإباضة الأنثوية وأهم المعلومات عنها
ما فائدة تناول مكملات الـ DHEA ؟
من الهام معرفة أنه يتم استخدام هرمون الـ DHEA في الواقع لجعل الجسم جاهزا لعملية التخصيب في المختبر وزيادة عدد البويضات الأنثوية. ومع ذلك، يجب عليكِ قبل قيامك بإتخاذ قرار تناول مكملات DHEA أن تعملى على إستشارة الطبيب المختص لكي يقوم بمساعدتك على فهم ما هو هذا الهرمون وما هي فوائد تناول المكملات التي تحتوي عليه، وما هي آثاره الطبيعية على الجسم.
يجب أن تعلمي سيدتي أنه في كل مرة تقومين فيها بتغيير توازن جسمك من خلال تناول بعض المكملات الهرمونية، فسوف تواجهين فيها بعض الآثار الجانبية المتمثلة في حدوث إضطرابات في الدورة الشهرية مع ظهور بعض المشكلات مع أصحاب البشرة الدهنية من حبوب ودمامل و… إلخ.
هرمون الـ DHEA والمرحلة العمرية
يرتبط الإنخفاض في مستويات هرمون الـ DHEA بالمرحلة العمرية، فمع تقدم العمر ينخفض هذا الهرمون مما يؤدي إلى حدوث الإصابة باضطرابات الشيخوخة، لذا يوصى الأطباء المختصين بضرورة تناول مكملات DHEA في كبار السن. ولكن يجب عدم الإعتماد بشكل كامل عليه لأنه ليس له أي تأثير على بنية الجسم، وقدرته، وحساسيته ضد الأنسولين، ونوعية الحياة.
في العموم يجب العلم أن هذا الأمر يعد نسبي طبقا لرؤية الطبيب ومن خلاله يستطيع أن يصف ما هو مناسب للحالة الصحية للنهوض بها وبالمرحلة العمرية المتواجدة فيها.
ما هي الآثار الجانبية التي تسببها مكملات الـ DHEA؟
عند الشروع في العمل على تناول مكملات الـ DHEA يجب أن على دراية بآثارها الجانبية لكي نستطيع التعامل مع جميع الأوضاع الصحية المتوقع حدوثها، وهذه الاعراض هي:
- إلحاق الضرر بالبشرة الدهنية وظهور حب الشباب.
- الشعرانية أو نمو الشعر غير الطبيعي.
- إضطرابات الدورة الشهرية.
- صغر حجم الصدر أو حدوث تشديد به.
- زيادة حجم الأعضاء التناسلية.
- الإصابة ببعض اضطرابات النوم.
- الصداع الشديد.
- الغثيان، وعدم الرغبة في تناول الطعام.
- حكة الجلد الشديدة.
- تقلب المزاج.
من الهام معرفة أنه مع زيادة مستويات هرمون الـ DHEA في الجسم بشكل كبير فمن الممكن أن يتعرض الجسم آنذاك الوقت لخطر الإصابة بسرطان الثدي حيث وارد حدوث هذا الأمر للنساء قبل انقطاع الطمث، وبعد انقطاع الطمث.
على الوجه الأخر يجب العلم أن هرمون الـ DHEA له العديد من الفوائد الصحية المتمثلة في زيادة قوة العضلات في الجسم، ويحسن القدرة الجنسية، ويحسن الوظيفة المناعة لدى الرجال في منتصف العمر، ولكنه لا يستطيع أن يحسن الوظيفة الإدراكية لدى مرضى الزهايمر.
عزيزتي.. إذا كان عمرك أكثر من الـ 30 عام، وتواجهين صعوبة في إنجاب الأطفال، إما بشكل طبيعي أو باستخدام طرق الإنجاب، فيجب العمل بشكل جاد على استشارة طبيبك المختص حول أهمية تناول مكملات هرمون الـ DHEA. اعتمادا على نتائج التشخيص، ومدة العلاج، ومدى فاعلية هذا النظام العلاجي تجاه الأوضاع الصحية الخاصة بحالة المرأة.