خلال فترة الحمل، من الممكن أن يقوم كبر حجم الجنين وتطوره إلى تعرض الأم لبعض المشاكل المرضية ومن أهمها الإصابة بـ “سلس البول” حيث حدوث الضغط على المثانة وعضلات العجان، فالجدير بالذكر ان هذه المشكلة الصحية تسبب الكثير من مشاعر الألم التي غالبا ما تحدث في خلال الثلث الأخير من الحمل. لذلك قررنا اليوم الحدث عن سلس البول خلال فترة الحمل بمزيد من التفصيل مع ضرورة التعرف على أهم طرق التغلب عليه.
سلس البول أثناء الحمل وبعد الولادة
سلس البول هو عبارة عن حالة بولية غير منضبطة تجعل النساء الحوامل دائما لديهن رغبة في التبول أو تسرب البول وبسبب هذا يقمن بالذهاب إلى المرحاض عدة مرات.
على وجه التحديد، غالبا ما تحدث هذه الحالة بعد السعال، والعطس، والضحك بشكل لا إرادي أو عند ممارسة بعض التمارين الرياضية، فالجدير بالذكر أن هذا الأمر يجعل النساء الحوامل يضطررن إلى التبول في كثير من الأحيان بصورة متعبة ومجهدة عليهن.
على الرغم من أن معظم حالات سلس البول تظهر في خلال الثلاثة أشهر الأخيرة من الحمل إلا أنه من الوارد أيضا معاناة البعض منهن من هذه المشكلة في الأشهر الثلاثة الأولى أيضا فالأمرعموما يرتبط بحالة المرأة الصحية.
يجب العلم أن حدوث الإصابة بـ سلس البول المتكرر يتسبب في بقاء المهبل في حالته الرطبة دائما مما يؤدي هذا إلى الأصابة بإلتهاب أمراض النساء، والذي بدوره يؤدي إلى زيادة خطر الولادة المبكرة.
أسباب الإصابة بـ “سلس البول” أثناء الحمل
في خلال الأشهر الأولى من الحمل، وعندما يكون الجنين ذو حجم صغير تكون المرأة أقل عرضة للتعرض لهذه المشكلة، ولكن كلما اقتربنا من الأشهر الثلاثة الأخيرة، كلما زادت مشكلة سلس البول وأزدادت نسب حدوثها لدى الحامل.
يرجع السبب في ذلك إلى وقوع المثانة في أسفل الرحم حيث ينمو الجنين ويكبر، ويبدأ الرحم في الإتساع والضغط على المثانة، مما يؤدي هذا إلى تعرض العضلة العاصرة للمثانة (صمام عضلي يقع في قاعدة المثانة يتحكم في تدفق البول)، وعضلات العجان لضغط كبير وحمل زائد، ومن هنا تحدث المعاناة من سلس البول عند النساء الحوامل.
بالإضافة إلى ذلك، فمن الوارد حدوث مشكلة سلس البول للحامل بسبب ما يحدث من تغيرات في مستوى الهرمونات التي تؤدي إلى إصابة الجسم بالكثير من الإجهاد والضغط. لذا فعادة ما يكون سلس البول أثناء الحمل مؤقتا ويختفي في غضون أسابيع قليلة بعد قيام الأم بوضع طفلها.
إقرأ ايضا: إلتهابات المسالك البولية أثناء الحمل
أسباب إصابة المرأة بـ “سلس البول” بعد الولادة
من الوارد أن يحدث إستمرار لتسرب البول عند النساء بعد الولادة بسبب عدد من الأسباب الأخرى تتمثل في:
-
هبوط أعضاء الحوض
عند تعرض الإصابة لهذه الحالة فيحدث تدلي لبعض أعضاء الحوض في داخل المهبل أو فتحة الشرج ومن هنا يحدث سلس البول.
-
تلف أعصاب الحوض
يمكن أن تصاب أعصاب الحوض التي تتحكم في وظيفة مثانة المرأة إلى التلف والإصابة ببعض الخلل ومن هنا يظل سلس البول ملازم للمرأة حتى بعد مرحلة الولادة.
-
مشاكل الولادة
في بعض الأحيان، تحدث مشكلة سلس البول في هذا الوقت بسبب إستخدام الأجهزة الإنجابية المساعدة خلال عملية الولادة، مما يسبب لديهن إصابات في عضلات قاع الحوض والعضلة العاصرة.
-
الدفع لفترات طويلة
يمكن أن يؤدي القيام بالدفع لفترة طويلة المصاحب للولادة الطبيعية إلى زيادة احتمالية تلف أعصاب الحوض وهذا بسبب ما يتم بذله من مجهود زائد.
-
التهابات أمراض النساء
إذا استمر سلس البول أو تفاقم بصورة أكبر بعد الولادة، فقد يكون ذلك الأمر بسبب الإصابة بأمراض التهابات النساء. لذا فيجب على المرأة إتباع أنظمة الفحص الدوري للكشف عن أي مشكلات صحية، والعمل على حلها بشكل طبي محدد.
علاج سلس البول للنساء خلال فترة الحمل وبعد الولادة
عند الإصابة ببعض الحالات المرضية، وبالأخص خلال فترة الحمل، يجب البحث عن طرق العلاج والوقاية، وهذا لكي تمتع المرأة بحمل لطيف ومريح، فعلى وجه الخصوص عند حدوث المعاناة من مشكلة سلس البول يجب علينا أن نفعل ما يلي:
- الحفاظ على نظام غذائي صحي حيث العمل على تناول الأغذية المفيدة، والنافعة.
- ممارسة الرياضة بإنتظام لتحسين صحة المثانة، والأمعاء.
- من الممكن إختيار تمارين كيجل لكي يتم ممارستها حتى يتم العمل على تقوية عضلات الحوض.
- الحد من استخدام المشروبات التي تحتوي على الكافيين المتمثلة في المشروبات الغازية والشاي والقهوة حيث يتسبب الكافيين في ظهور أعراض الرغبة في التبول بصورة مستمرة.
- يساعد القيام بأداء تمارين كيجل أيضا على الولادة بشكل أكثر سلاسة، وإختزال فترة المخاض، وتسريع عملية الشفاء بعد الولادة.
- تجنب تناول الماء والأطعمة السائلة في الليل بصورة كبيرة، وهذا للعمل على التقليل من عدد مرات الذهاب للمرحاض ليلا.
- تناول الأطعمة الغنية بالألياف لتجنب الإمساك، حيث يمكن أن تسبب هذه المشكلة حدوث الإصابة بـ سلس البول.
- الحفاظ على وزن الجسم مستقرا وصحيا، وهذا لأن زيادة وزن الجسم يمكن أن يقوم بالضغط بشكل إضافي على منطقة المثانة والعجان.
- يمكن للنساء الحوامل أيضا التدرب على تمديد الوقت بين زيارات المرحاض، وهذا للعمل على تقوية عضلات الحوض، وزيادة التحكم في المثانة قدر الإمكان.
في النهاية يجب العلم أن سلس البول أثناء الحمل،وبعد الولادة يمكن أن يسبب الكثير من الإزعاج والقلق للنساء. لذلك، يجب عدم التهاون تجاه هذا الأمر وطلب المساعدة الطبية عند الحاجة لذلك.