تعتبر نزلات البرد هي أحد أنواع العدوى الشائعة جدا التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي حيث يمكن أن يعاني منها البالغين من 2 إلى 3 مرات في السنة. فالجدير بالذكر أن أعراضها تظهر على هيئة العطس والسعال واحتقان الأنف والتعب والصداع وهنا سوف نتوقف قليلا حيث سنتعرف اليوم ومن خلال سطور مقالنا القادمة على الصداع الذي يحدث بسبب الإصابة بنزلات البرد بمزيد من التوضيح، وما هي الطرق الصحية المتبعة للعمل على التخفيف منه؟.
ما المقصود بصداع نزلات البرد؟
يعد الصداع الناجم عن نزلات البرد هو أحد الأعراض التي تحدث خلال هذه الفترة حيث يعتقد أن نزلات البرد التي تسبب الصداع مرتبطة إرتباط وثيق بحدوث انسداد في ممرات الجيوب الأنفية بالأنف والخدين والجبهة وظهر العينين بسبب زيادة الإفرازات عند الإصابة بالفيروس المسبب لهذا اللمرض.
كيف تؤثر نزلات البرد على الجيوب الأنفية؟
الجيوب الأنفية هي نظام من التجاويف المفرغة الموجودة في منطقة عظام الجمجمة، والأجزاء المحيطة بها مثل العينين والجبهة والأنف والأضراس. فمن الهام معرفة أن الجيوب الأنفية هذه تلعب دورا رئيسيا في إنتاج المخاط لترطيب الممرات الأنفية والمساعدة في تنظيف الأوساخ والبكتيريا والعوامل الضارة.
عندما تحدث الإصابة بنزلة برد، سوف تصاب الجيوب الأنفية أيضا بالفيروسات المسببة لهذا المرض. لذلك يبدأ الجسم في إنتاج المزيد من المخاط للتخلص من الفيروس مما ينتج عن هذا إفراز المخاط الزائد الذي يتراكم في الجيوب الأنفية ويسبب الالتهاب والتهيج.
ما هو صداع الجيوب الأنفية؟
صداع الجيوب الأنفية المسمى أيضا بـ الصداع البارد هو أحد حالات الصداع التي تصبح فيه بطانة الجيوب الأنفية في حالة إلتهاب شديد حيث يمكن أن يسبب الضغط على منطقة حول العينين وجسر الأنف والخدين والجبهة الإصابة به.
الجدير بالذكر أنه في حالة الإصابة بنزلة برد، يمكن أن تصبح الجيوب الأنفية في الممرات الأنفية منتفخة وملتهبة. من هنا يحدث احتقان الأنف، وإفرازات الأنف الخلفية وكذلك الصداع المقلق الغير سار.
يجب العلم أنه عند المعاناه من صداع الجيوب الانفية فقد نشعر أيضا بألم في الوجه أو جسر الأنف أو الخدين حيث يزداد هذا الألم عادة عند الانحناء أو الاستلقاء أو التحرك فجأة أو عند الاستيقاظ في الصباح. بالإضافة إلى نزلات البرد، فمن الممكن أيضا الإصابة بصداع الجيوب الأنفية في حالة المعاناه من الحساسية أو التهاب الجيوب الأنفية أو أي أمراض أخرى تسبب احتقان الجيوب الأنفية.
كيف نقوم بالتفريق بين الصداع البارد والصداع النصفي؟
كما ذكرنا سابقا، فعادة ما يكون الصداع البارد هو صداع الجيوب الأنفية. فعلى الرغم من أن هذا الصداع يختلف عن الصداع النصفي، إلا أنه من السهل الخلط بينهم حيث يمكن أن يؤثر ذلك على عملية العلاج، لذلك فمن الهام أيضا التمييز بين نوعي الصداع.
يجب العلم أنه من أهم الطرق التي نستطيع من خلالها التفريق بين هذان النوعان من الصداع هو ملاحظة الأعراض المصاحبة، فبالنسبة للصداع النصفي فغالبا ما يصاحبه حساسية شديدة للضوء والضوضاء، والشعور أيضا بالغثيان والقيء والاضطرابات البصرية. أما بالنسبة لصداع الجيوب الأنفية المرافق لنزلات البرد فالأعراض التي قمنا بذكرها من قبل لا تصاحبه مطلقا ولا تظهر على المريض.
من جانب آخر يجب الوضع في عين الإعتبار أن مشاكل الجيوب الأنفية والصداع النصفي يبدو أن لهما علاقة معقدة ببعضهما البعض. ففي بعض الأحيان، قد يعاني المصاب من حالتين صحيتين أو أكثر في نفس الوقت. فعلى سبيل المثال ، يمكن أن يؤدي ضغط الجيوب الأنفية المستمر إلى حدوث الصداع النصفي لأن كلتا الحالتين تقومان بالضغط على العصب الثلاثي التوائم.
لذلك وفي حالة المعاناه كثيرا من الصداع فمن الضروري الذهاب إلى الطبيب المختص لتشخيص الحالة المرضية بشكل محدد ومعرفة نوع الصداع تفصيلي لكي يتم التعامل معه بشكل سليم
ماذا يجب علينا أن نفعل للحد من آلام الصداع؟
يتعين علينا عند الإصابة بحالات الصداع أن نقوم بتنفيذ بعض حلول الرعاية المنزلية التي من شأنها تسريع عملية التعافي، بما في ذلك:
-
شرب الكثير من الماء
ينصح دائما بشرب الكثير من الماء في حالة الإصابة بالكثير من الأمراض وعندما نشعر بالصداع لسبب ما. أما بالنسبة للصداع البارد، فإن الحفاظ على رطوبة الجسم سيكون له تأثير كبير من خلال العمل على ترقق المخاط لتسهيل طرده من الجيوب الأنفية. فيجب العلم أنه عندما ينخفض الضغط على الجيوب الأنفية، سوف نشعر بتحسن ويقل صداع الجيوب الأنفية.
إلى جانب شرب الكثير من الماء، من الممكن أيضا أن نقوم بتنظيف الممرات الأنفية باستخدام شطف الأنف، وهذا لدفع المخاط من الجيوب الأنفية بسهولة.
-
استخدم المسكنات الآمنة التي لا تستلزم وصفة طبية
في معظم حالات الإصابة بالصداع يمكن أن نقوم بتناول مسكنات الألم المنزلية حيث يجب في بداية الامر قراءة التعليمات الموجودة على الملصق دائما بعناية لتناول الدواء بشكل صحيح. ومن هنا نتخذ قرار التناول من عدمه أو إستشارة الطبيب المختص إذا لزم الأمر، ومن أهم هذه المسكنات:
- مسكنات الايبوبروفين.
- مسكنات الأسيتامينوفين.
- أدوية النابروكسين.
- الاسبيرين.
يجب العلم أنه غالبا ما تكون العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات مثل الإيبوبروفين والنابروكسين والأسبرين أكثر فعالية من الأسيتامينوفين لأن هذه الأدوية يمكن أن تساعد في تقليل الالتهاب والتورمات أيضا.
-
إستخدام مزيلات الاحتقان
من الممكن أن نقوم بالعمل على إستخدام مزيلات الاحتقان للمساعدة في تصريف المخاط وتقليل الضغط في الجيوب الأنفية. فبالنسبة لبعض المرضى يساعد هذا الأمر في تخفيف الصداع الناجم عن البرد.
من الهام معرفة أنه يمكن لهذه الأدوية تقليل احتقان الأنف بطرق مختلفة حيث تعمل على تضييق الأوعية الدموية لمساعدة المخاط على الخروج بسهولة أكبر، ومن ثم القضاء على الصداع قدر الإمكان.
-
البخار وصداع نزلات البرد
يقوم بخار الماء بالعمل على زيادة الرطوبة في الهواء. لذلك، يوصى باستخدام جهاز البخار الترطيبي بشكل دائم خاصة عند الذهاب إلى النوم حث يقوم هذا الأمر بالحفاظ على ترطيب مجرى الهواء، وتخفيف المخاط والمساعدة على التنفس بشكل أسهل، وتخفيف صداع الجيوب الأنفية.
في حالة عدم إمتلاك جهاز البخار، فإن البديل عن هذا هو أنه من الممكن أخذ حمام ساخن أو العمر على تبخير الوجه في المنزل بشكل آمن، وهذا لتقليل الاحتقان في الجيوب الأنفية.
متى يجب الذهاب إلى الطبيب؟
غالبا ما يمكن علاج أعراض الصداع في المنزل دون الذهاب إلى الطبيب. ولكن في حالة الشعور بالقلق فيجب على الفور اللجوء إلى طلب الرعاية الطبية وبالأخص في حالة مواجهة المشاكل الصحية التالية:
- الصداع الشديد الغير محتمل.
- الآلام الغير محتملة في الجيوب الأنفية، وزيادتها سوء مع مرور الوقت.
- أي أعراض للبرد تستمر لأكثر من 10 أيام.
- أعراض حادة غير عادية مثل ارتفاع درجة الحرارة أو القيء أو تيبس الرقبة أو التنميل أو الوخز في الذراعين.
باختصار، من الوارد دائما أن نصاب جميعنا بالصداع بجميع أنواعه، لهذا الأمر نرغب أن نكون قد قمنا اليوم بمعرفة الكثير عن صداع نزلات البرد وما يترتب عليه في كثير من الأوقات من صداع الجيوب النفسية وهذا لكي يتم التعامل معه بشكل سليم وصحي.