تعد السعادة من الأشياء الرئيسية التي يسعى لها جميع البشر طوال فترات حياتهم. فالجدير بالذكر أن هذه الحالة يتم تحقيقها عن طريق التعرض لبعض العوامل الخارجية إلى جانب عمل الهرمونات في الجسم التي تساهم أيضا في ميلاد هذه المشاعر الإيجابية ومن هنا تعرف بـ هرمونات السعادة. في العموم هيا بنا نتعرف على هذه الهرمونات بمزيد من التفصيل؟
هرمونات السعادة والجينات
تساهم بعض الجينات المولود بها الأشخاص بنسبة 50٪ من مشاعر الناس في السعادة والفرح لهذا السبب يفسر ميلاد الكثير من الناس بطاقة عالية ومتعة طوال الوقت. ولكن يجب العلم أنه حتى لو لم تكن كمية هذه الهرمونات ذو نسب مرتفعة في الجسم، فلا يزال بإمكاننا اتخاذ بعض الخيارات الحياتية التي تعمل على مساعدتنا نحو تجربة حياة أكثر إشراقا وسعادة.
ما هي أنواع الهرمونات العاطفية التي تعمل كـ هرمونات للسعادة؟
هناك العديد من الهرمونات والناقلات العصبية التي تساعد وبصورة كبيرة على تنظيم الكثير من مشاعر الرفاهية لدى البشر ومن ضمنها الأنواع التالية:
1) الدوبامين
يعد هذا الهرمون السعيد هو ناقل عصبي يتحكم في نظام المكافأة بالدماغ حيث أنه في حالة الحصول على المدح أو الثناء من الغير، يحدث إرتفاع في مستويات الدوبامين ومن هنا نشعر بالسعادة الكبيرة والتحفيز المفيد. إلى جانب هذا فيقوم هذا الهرمون أيضا بالعمل على تعزيز سلوك البحث عن الفرح في الحياة بصورة مستمرة.
يمكننا أن نقوم بالعمل على زيادة نسبة هرمون الدوبامين الخاص بنا في داخل الجسم عن طريق تحديد أهداف محددة، مثل ترتيب المكتب أو الالتزام بخطة دراسية، ثم مكافأة النفس بهدية صغيرة ومن هنا سوف نشعر بالفرح الشديد عند إكتمال هذه المهمة إلى جانب هذا فيمكننا القيام أيضا بالتوجه نحو ممارسة بعض الأنشطة الصحية التي تلعب دورا فعالا نحو زيادة هذا الهرمون في الجسم مثل الطهي، وصنع الحرف اليدوية، والرسم، أو مساعدة الناس.
2) السيروتونين
يعتبر السيروتونين هو أيضا أحد أهم الهرمونات العاطفية التي تلعب دورا مهما وفعالا في الحفاظ على توازن مزاج الشخص. بالإضافة إلى أنه يعمل أيضا على تحسين الشهية والوظيفة الحركية والإدراك لدى الأفراد.
يعرف السيروتونين من خلال فئته بأنه من مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRI) مضادات الاكتئاب، والتي تزيد من مستويات السيروتونين في الدماغ بحيث يكون المرضى إيجابيين وسعداء ويتخلصون بسرعة من المشاعر السيئة والسلبية.
يجب العلم أنه من الممكن أن نقوم بشكل طبيعي بالعمل على زيادة هذا الهرمون السعيد في العقل من خلال ممارسة الرياضة اليومية المتمثلة في التمارين الخفيفة والمشي حيث يزيدان من عملية تعزيز المزاج بصورة كبيرة.
3) الأوكسيتوسين
الأوكسيتوسين لا يعد من هرمونات السعادة فقط ولكنه يطلق عليه أيضا مسمى هرمون الحب. فالجديربالذكر أن علم وظائف الأعضاء قد أكد أن هذا الهرمون في النساء يعد أكثر تاثيرا ووضوحا عن الرجال مما يتسبب ذلك في ميلاد المشاعر العاطفية بشكل أكبر والشعور بالسعادة بصورة أفضل.
من الهام معرفة أن هناك صلة قوية بين إطلاق هرمون الأوكسيتوسين والرضا عن الحياة حيث أن قضاء بعض الاوقات مع الأحباب واللطف مع الآخرين يعمل على تحفيز إفراز هذا الهرمون في الجسم.
ملحوظة:
يقوم الكثير من الأطباء بتوصية المرأة بعد إتمامها فترة الحمل وولادة الطفل بضرورة إتباع نهج الرضاعة الطبيعية التي تساعد بشكل رائع في زيادة هذا الهرمون بداخل الجسم.
4) الاستروجين
يساعد الإستروجين بشكل كبير على بناء السيروتونين حيث يتسبب ذلك في حماية الجسم من القلق أو التهيج مما يؤدي إلى الحصول على المزاج المستقر والهدوء والثبات والاستقرار.
من الواجب علينا توضيح أن مستويات هرمون الاستروجين يحدث لها إنخفاض بسبب بعض العوامل الحياتية التي تؤدي إلى حدوث ذلك مثل التدخين، وممارسة التمارين الرياضية المفرطة، وسوء التغذية، أو عندما تصل النساء إلى سن اليأس حيث اختلال التوازن بين هرمون الاستروجين والبروجسترون.
إلى جانب ذلك، فيجب العلم أنه عندما يكون الجسم متوترا فإنه يقوم بإطلاق هرمون الكورتيزول، حيث يعمل على التقليل من هرمون الاستروجين في داخل الجسم. فالخلاصة أنه عند الرغبة في تحقيق التوازن في نسب هذا الهرمون فيجب إتباع أنماط العيش الصحية، والعمل على إدارة الإجهاد بشكل جيد حتى يستقر المزاج قدر الإمكان.
5) البروجسترون
يقوم هذا الهرمون بتقديم دورا فعالا في الامور المتعلقة بالنوم الجيد، والعمل على قمع القلق أو تحسين وضع الإضطرابات وتقلبات المزاج. لذا فيجب علينا بشكل أو بآخر أن نقوم بإتباع نهج الإعتناء بالنفس قدر الإمكان حيث تناول الطعام بشكل علمي ومعقول وهذا لموازنة الهرمونات قبل تجربة العلاجات البديلة للهرمونات، المتمثلة في البروجسترون والإستروجين الحيوي.
ما هي أهم الطرق الطبيعية التي تعمل على زيادة هرمونات السعادة؟
تلعب الهرمونات والناقلات العصبية دورا مهما في موازنة المشاعر الإيجابية وتعزيزها. إلى جانب ذلك فهناك العديد من الطرق الطبيعية التي عند القيام بإتباعها تحدث زيادة كبيرة في مستويات هرمونات السعادة بداخل الجسم، والتي بدورها تساعد على استقرار المزاج، وسوف نقوم بذكرها فيما يلي:
-
تناول الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات
تساعد الكربوهيدرات على زيادة مستويات هرمون الدوبامين في الجسم حيث يفسر هذا الأمر لماذا يرغب الكثير من مصابي الإكئتاب الناس في كثير من الأحيان بالرغبة الشديدة في تناول الحلويات والنشويات عند الاكتئاب.
عند الرغبة في تحسين المزاج والحد من تناولك الكثير من الكربوهيدرات، فيجب علينا ان نقوم بإختيار مصادر الكربوهيدرات الصحية والغنية بالألياف مثل خبز الحبوب الكاملة أو دقيق الشوفان.
-
قضاء بعض الوقت مع الأهل والأحباب
يمكننا العمل على زيادة مستويات هرمون الأوكسيتوسين في الجسم عن طريق القيام بأشياء ممتعة أو قضاء بعض الوقت مع الشريك أو الأهل أو الأطفال أو الأصدقاء أو الحيوانات الأليفة بدلا من الانغماس في ألعاب الفيديو أو على مواقع الشبكات الاجتماعية.
يجب علينا أن نعلم أيضا أن الضوء الأبيض الساطع الذي يصدر من الهواتف وأجهزة الكمبيوتر المحمولة يلعب دورا سلبيا كبيرا مع الأشارات الإلكترونية ومن هنا ينتج على ذلك تحفيز الدماغ بصورة تجعله أكثر عدوانية وذو درجة إنفعال سريعة.
-
العمل على تقليل التوتر
عند قيام الأفراد بممارسة بعض الأنشطة البدنية والإجتماعية مثل اليوغا والتأمل فإنها تعمل على تقليل نسب التوتر والقلق بصورة كبيرة حيث زيادة محتوى هرمون الاستروجين ودوره الفعال تجاه هذا الأمر. بالإضافة أيضا إلى ضرورة الحفاظ على هرمون البروجسترون عند المستويات المثلى له. فالجدير بالذكر أن هذا الأمر يتم عن طريق بعض الخطوات التي تتمثل في
- تناول الطعام الصحي والمتنوع.
- تجنب تناول الدهون المشبعة والسكريات.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- تجنب الوقوع تحت الضغوطات.
في النهاية يجب العلم أن هرمونات السعادة تقوم بدورا فعالا في تنظيم الحالة المزاجية بصورة كبيرة بالإضافة إلى خلق شعور السعادة. لذا يجب علينا إتباع الطرق الفعالة التي قمنا بذكرها من قبل لتحقيق ذلك.