أثناء إصابتنا في بعض الأوقات بالمزاج المضطرب الذي يشوبه الكثير من الضيق والقلق، فمن الوارد أن نصاب في ذات الوقت بالتعب الجسماني الغير مبرر لدينا، ولكن هذا الأمر يعد طبيعي حيث تؤثر العواطف بشكل عام على الصحة العامة. لذا سوف نتحدث اليوم على أهم 5 سلوكيات وأنشطة إيجابية يجب أن نقوم بإتباعها لكي نستطيع النهوض بعواطفنا ومن ثم يؤثر هذا الأمر بشكل جيد على الصحة بوجه عام.
إرتباط الحالة النفسية والعواطف بالصحة البدنية الجسمانية
عادة يقوم الجسم بإكتشاف ما نشعر أو نمر أو نفكر به حيث يعد هذا الأمر نوع من الارتباط بين النفس والجسدية. فالجدير بالذكر أنه في كل مرة نشعر فيها بالتوتر أو القلق أو الحزن، يستجيب الجسم من خلال إظهار أن هناك خطأ ما يحدث. فمن الوارد أن يكون الفرد أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم، أو قرحة المعدة، وبالأخص بعد التعرض لحدث مرهق للغاية مثل تجربة فقدان أحد أفراد الأسرة.
يميل الأشخاص الذين لديهم باستمرار مشاعر ومواقف إيجابية في الحياة إلى الإصابة بأمراض أقل من أولئك الذين لديهم مزاج سلبي مستمر. ومع ذلك، فمن الوارد أن تظهر العديد من المشاكل في الحياة اليومية والتي يمكن أن تتسبب في تدهور المزاج بصورة كبيرة وتؤدي إلى الشعور بالإجهاد المفرط أو القلق أو الحزن.
في العموم يمكننا القول أنه إذا تعلمنا التحكم في الحالة المزاجية قدر الإمكان، فسوف نتمكن من مكافحة التوتر والضغط والمشاكل الأخرى في حياتنا الشخصية والعملية.
أهم السلوكيات التي تعمل على تحسين العواطف الداخلية والصحة بوجه عام
أولا: مشاركة المشاعر مع الأشخاص المقربين
عند الشعور بالتوتر أو الحزن أو القلق، فإن هذه الأمور تعد محفزة لجميع المشاكل الصحية بسبب الحفاظ على هذه المشاعر السلبية في الأعماق، ومن ثم الشعور بالغضب والسوء وعدم الراحة البدنية بشكل أو بآخر. لذلك، يجب علينا في هذه الأوقات العمل على التواصل مع الأحباب، مثل الأصدقاء أو الأقارب وهذا للحديث معهم حول أهم الأشياء النفسية المزعجة.
ومع ذلك، فمن الضروري دائما أن نضع في عين الإعتبار أن العائلة والأصدقاء لا يمكنهم دائما التواجد لتقديم المساعدة والتعامل مع هذه المشاعر السلبية. لذا فسوف نحتاج في بعض الأحيان إلى تعلم كيفية التعبير عن المشاعر بطريقتنا الخاصة، مثل كتابة اليوميات والبكاء عند الحاجة وما إلى ذلك.
من الهام دائما العمل على تجنب الإحتفاظ بالأفكار السلبية في القلب لفترة طويلة لأنها سوف تؤدي بسهولة إلى حدوث الإصابة بالإكتئاب.
ثانيا: تعلم التفكير بشكل إيجابي
يجب علينا ان نعمل دائما جاهدين نحو تعلم تجاهل مشاكل العمل أو المدرسة أو الأسرة التي تجعلنا نصاب بالاكتئاب أو التعب حيث من الهام تجنب الإفراط في التفكير بمشكلة ما، وهذا للبعد عن التوتر بصورة سريعة.
ولكن، هذا لا يعني اننا يجب أن نتظاهر بالشعور بالسعادة في كل مرة يكون فيها في المزاج سيئ أو مضطرب . فالأفضل أن نتعلم كيفية التعامل مع هذه المشاعر، ومحاولة التركيز على الإيجابيات في حياتنا حيث أثبتت العديد من الدراسات أن اتباع أنماط الحياة الإيجابية والعقلية تساهم في تحسين نوعية الحياة وتساعد على تجنب مخاطر بعض الأمراض التي يسببها المزاج الغير متزن.
بالإضافة إلى ذلك، فمن الهام أيضا أن نجد طرقا صحية سليمة لتعلم كيفية التكيف مع أحداث الحياة والتغلب عليها حيث يعد هذا هو الدافع الرئيسي الذي يجعلنا نشعر بالقلق والإرهاق العاطفي، فبدلا من الانغماس في الحزن والغضب نقوم بالحصول على الوقت الكافي لفعل ما نحب.
ثالثا: تطوير القدرة على تنظيم الحالة المزاجية بشكل ذاتي
يعد الأشخاص القادرون على تنظيم مزاجهم هم أولئك الذين يمكنهم التعامل مع المشاعر السلبية بطريقة صحية حيث يمكنهم ممارسة مهارات الشفاء الذاتي العاطفي من خلال عدد من التدابير المختلفة مثل تغيير وجهة النظر لتكون أكثر إيجابية، وتعلم قبول الابتكار، والتكيف مع بيئات العمل المختلفة.
واحدة من أبسط الطرق الهامة لتطوير التنظيم الذاتي هي قراءة الكتب عن الموضوعات التي نقوم بمواجهة بعض المشكلات من خلالها مثل الحب، والزواج، والأسرة، والعمل وبالأخص عندما نكون محاطين بالأفكار السلبية.
رابعا: اتخاذ التدابير المساعدة على التهدئة
مما لا شك فيه أن بعض التدابير المساعدة على الشعور بالهدوء مثل ممارسة اليوغا، والتأمل تعمل على إعادة التوازن العاطفي في كل مرة نشعر فيها بالرغبة في تفجير بعض العواطف السلبية الناتجة عن الغضب المفرط حيث يجب علينا أن نقوم بالعمل على إغماض العين وأخذ نفس عميق ومحاولة التفكير في الأفراح واللحظات السعيدة التي مررنا بها من قبل. فهذه تعد طريقة للتأمل لمساعدة النفس على الهدوء واستعادة التوازن العاطفي.
من الممكن أيضا أن نقوم بممارسة التمارين التأملية المختلفة لأن التأمل يحتوي على مجموعة متنوعة جدا من التمارين. فالجدير بالذكر أنه من الممكن ممارسة الرياضة عن طريق القيام بتمارين الإطالة أو التنفس العميق، حيث يعد الهدف المنشود واحد وهو تحسين الحالة النفسية.
خامسا: الإعتناء بالصحة العامة
لكي نعمل بشكل جاد في المحافظة على الصحة النفسية وتحسين الرفاهية العاطفية، فمن الهام جدا أن نتعلم كيف نعتني بأنفسنا بشكل صحي سليم من خلال ممارسة عادات الحياة والمعيشة الصحية حيث يجب علينا بناء نظام غذائي صحي يحمل جميع العناصر المفيدة، والنوم مبكرا والحصول على قسط كاف من النوم ، إلى جانب إضافة برنامج رياضي مناسب لتقليل التوتر، والعمل على تجنب الأكل غير المنضبط وتناول المشروبات الغازية الغير صحية
على الرغم من أن العواطف تؤثر على صحتنا إلا أن معظمنا لا يدرك ذلك حتى تظهر الدلائل والأعراض واضحة على أجسامنا وبشكل حاد. لذلك، يجب علينا دائما الإنتباه نحو الحفاظ على مزاجنا في حالته الإيجابية وهذا لتجنب حدوث المخاطر طويلة الأجل في المستقبل.