تعد فترة الحمل من أهم الفترات الزمنية التي تمر بها المرأة على مدار مراحل عمرها حيث تأتي هذه الأهمية بداية من اللحظات الأولى لتكون الجنين داخل أحشاء الأم وما يتبعه بعد ذلك من تداعيات تارة تجلب الفرح والسرور وتارة أخرى تأتي بالمزيد من التعب والآلام. فالجدير بالذكر أن هذه الفترة مليئة بالكثير والكثير لذا يجب على المرأة أن تتعامل معها بمزيد من الدراية والفطنة حيث الحفاظ على الصحة البدنية والوزن المثالي وهذا سوف يعد محور حديثنا اليوم. فقد قررنا أن نتناول الحوار عن مشكلة إكتساب الحامل الكثير من الوزن المفرط الضار وما ينتج عن هذا الأمر من مشاكل صحية كثيرة قد تصيب الأم والجنين.
ما هي أهم المشاكل الصحية المترتبة على إكتساب الحامل للوزن المفرط؟
قد تواجه النساء الحوامل اللائي يكتسبن الكثير من الوزن أثناء الحمل العديد والكثير من المخاطر التي سوف نقوم بذكرها فيما يلي:
أولا: مشاكل جسمانية كثيرة أثناء الحمل
خلال فترة الحمل يسيطر على المرأة الكثير من القلق والخوف وبالاخص عندما يرتبط هذا الأمر بشكل مباشر مع زيادة الوزن المفرطة. فمما لا شك فيه أن هذه المشكلة الجسمانية قد تؤدي إلى تعرض النساء الحوامل للعديد من المشاكل الصحية التي تتمثل في الشعور بآلام الظهر المؤلمة والمتعبة، وآلام الساق، والدوالي، وحرقة المعدة، والبواسير، وضيق التنفس، وحتى آلام المفاصل. وما قد ينتج عن هذه المشكلات من سوء الحالة النفسية، وضرورة اللجوء إلى تناول الأدوية التي من الوارد عدم آمان تناولها خلال هذه الفترة. في العموم
يجب أن تخضع المرأة دائما طوال فترة الحمل إلى إشراف طبي مختص لتجنب التعرض لحدوث أي مخاطر صحية وحماية طفلها بشتى الطرق الآمنة والممكنة.
ثانيا: حدوث المضاعفات الصحية خلال فترة الحمل
عند إكتساب المرأة الكثير من الوزن خلال حملها فسوف يترتب على ذلك تعرضها للكثير من الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم، أو السكري، أو حرقة المعدة، أو الالتهابات، أو الصداع، أو الضعف، أو الإصابة بآلام اليد بسبب الأعصاب التي تمر عبر المعصم المسدود، أو اضطرابات أنسجة المفاصل أثناء الحمل مما قد يؤدي ذلك إلى حدوث صعوبة كبيرة في الحركة والإنتقال.
إقرأ أيضا: طرق طبيعية للتغلب على السمنة بعد ولادة طفلك
ثالثا: مضاعفات لحظات المخاض والولادة
كلما كان وزن المرأة الحامل أثقل بشكل مرضي، كلما أصبح الطفل عند الولادة ذو وزن زائد أيضا. فالجدير بالذكر أنه قد يترتب على هذا الأمر مرور الأم بلحظات ولادة قد تكون أكثر صعوبة عن الأطفال متوسطي الحجم، ومن ثم زيادة فرص التعرض للولادة القيصرية وإستبعاد القدرة على المرور بولادة مهبلية طبيعية.
رابعا: مواجهة صعوبات في الرضاعة الطبيعية
أظهرت إحدى الدراسات أن النساء اللائي يكتسبن أكثر من 11إلى 25 كجم من الوزن الموصى به خلال فترة الحمل من المحتمل أن يواجهن بعض الصعوبات المرهقة خلال فترة الرضاعة الطبيعية. فيجب العلم أنه كلما زاد الوزن الذي تكتسبه المرأة خلال هذه الفترة، كلما زادت الصعوبات التي قد تواجهها. إلى جانب تعرض طفلها إلى بعض المخاطر وبالأخص في حالة النوم بجوار الأم حيث زيادة فرص حدوث متلازمة الموت المفاجئ.
خامسا: إستمرار السمنة والوزن المفرط بعد الولادة
غالبا ما تجد النساء الحوامل اللائي يكتسبن وزنا أكبر من الموصى به صعوبة كبيرة ومضاعفة في إنقاص الوزن بعد فترة الولادة مقارنة بالنساء الحوامل اللائي يكتسبن الكمية المناسبة من الوزن حسب التوجيهات الصحية والإرشادات الطبية المعتادة.
الجدير بالذكر أيضا أن النساء اللائي يكتسبن الكثير من الوزن ولكنهن غير قادرات على إنقاصه في غضون 6 أشهر من بعد عملية الولادة هن أيضا أكثر عرضة للإصابة بالسمنة بعد مرور 10 سنوات.
سادسا: زيادة فرص الإصابة بالمشاكل الصحية المستقبلية
من المرجح أن تعاني النساء اللائي يكتسبن الكثير من الوزن خلال فترة الحمل ولا يتخذن تدابير صحية لفقدان الوزن بعد ذلك من مشاكل صحية عديدة وأمراض مزمنة بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم، والسكري، والسكتة الدماغية، وأمراض القلب، والأوعية الدموية.
الجدير بالذكر أن المرأة في هذه الأوقات قد تصبح دائما محاطة بالمخاطر وبالأخص عن يتوارد إلى ذهنها مرة أخرى خوض تجربة الحمل والولادة، فالأمر هنا لا يعتبر بالهين إطلاقا ويجب العمل على الحذر منه من البداية.