تعد العلاقة الزوجية من أبرز العلاقات الاجتماعية الجميلة التي يتعايش فيها الإنسان، حيث ترتكز على التواصل والتفاهم والحب والاحترام المتبادل بين الزوجين ولما لا فما هي إلا سكن ورحمة . فالجدير بالذكر أن العلاقة الزوجية ترتبط بالتزام الزوجين المتبادل، وتهدف إلى الاستقرار والرفاهية النفسية والجسدية للطرفين، ولكن كيف نستطيع تحقيق هذا الأمر؟ هذا ما سنتعرف عليه اليوم من خلال معرفة أهم 5 لغات للحب ذو جدوى وفاعلية لعلاقة زوجية سعيدة وناجحة.
كيف تؤثر لغات الحب على العلاقة الزوجية؟
لكل واحد منا طريقة مختلفة في التعبير عن مشاعره. فإذا كان كل طرف يفهم لغة الحب الخاصة بالطرف الآخر، فسوف يشعر الشريك بالفهم والاحترام والاعتزاز والتقدير، ومن هنا سوف يتسامى الحب ويكون أقوى حيث يعتبر هذا هو أيضا المفتاح السليم لعلاقة صحية ناجحة.
ما هي أهم لغات الحب الفعالة بين الزوجين؟
اللغة الأولى: كلمات الحب والثناء والتقدير
تعد كلمات الحب هي لغة هامة من لغات الحب حيث يتم التعبير عنها من خلال الكلمات الإيجابية والرسائل الحلوة والتي قد تتمثل فيما يلي:
- الثناء أو التقدير أو الشكر
- كلمات الحب والعاطفة والود والحميمية
- رسائل السؤال والإهتمام بالشريك.
- رسائل المشكلات والإهتمام بما يصيب الطرف الآخر من أزمات.
- الإعتراف دائما بالإنجازات والأمور المبذولة ذو جهد.
- التشجيع الدائم في جميع مجالات الحياه.
- مشاركة ذكرى أو صورة أو منشورا على وسائل التواصل الاجتماعي يكون ذو مغزى لعلاقة الود.
- مشاركة المواقف الإيجابية مع الطرف الآخر.
يجب العلم أنه لغة الحب هذه تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على الطرف الآخر لما تتركه داخل النفس من العديد والكثير من المواقف الإيجابية.
اللغة الثانية: المشاركات التعاونية
من أهم لغات الحب الفعالة هو القيام بالتعبير عن المودة للشريك من خلال بعض المهام التعاونية التي قد تتجلى من خلال بعض المظاهر التالية:
- مساعدة الشريك في أداء بعض المهام والمسئوليات على الرغم من أنها وظيفة لا يحبونها مثل الأعمال المنزلية، ورعاية الأطفال، والذهاب إلى التسوق، فعلى الرغم من عدم حبهم لهذه المهام إلا أنهم يفعلوها مرضاة للطرف الآخر.
- إستبدال الكلمات بالأفعال حيث يتصرف الشركاء بناء على الالتزامات وينجزون الأمور والمهام العالقة في رقبة الطرف الآخر.
- تصرفات الشريك التعاونية تعمل على تسهيل الحياة قدر الإمكان أو تقليل عبء العمل والضغوطات.
- تتجلى هذه اللغة في أبهى صورة لها من خلال إتباع منهج الأفعال العملية دون الحاجة للتذكير أو الإلحاح.
بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من هذه الحاجة فلهم كل الحق هنا لأن الحب هو فعل ووجود شريك الدعم والمساعدة هو السعادة التي يرغب بها الكثير والكثير.
اللغة الثالثة: قضاء الأوقات سويا
تعد الحاجة إلى التجارب المشتركة وقضاء الوقت معا من أهم لغات الحب الفعالة والناجحة والتي تظهر على وجه التحديد من خلال:
- الذهاب إلى مكان جديد للتنزه وإكتشاف ما به وقضاء بعض أوقات السعادة سويا.
- خلال هذه اللحظات يجب أن يعطي كل شريك كامل الإهتمام للطرف الآخر والبعد عن كل ما يشتت الإنتباه مثل تصفح الهاتف المحمول أو ما يشابه.
- لا يقتصر الأمر على مقدار الوقت الذي يتم قضاءه بل قد يمتد أيضا إلى جودته وفاعليته حيث يتحقق هذا من خلال الاتصال بالعين، والحضور بالجسد والعقل، والاستماع المنصت، ومشاركة المشاعر والأفكار.
- مشاركة بعض الأنشطة التفاعلية سويا للإستمتاع قدر الإمكان.
اللغة الرابعة: الهدايا
في هذه اللغة الأمر لا يشمل الأمر هنا الفخامة أو الإسراف المادي فالحقيقة أن متلقي الهدية يكون سعيدا عندما يقدم الشخص الآخر حتى القليل والبسيط ولكن ذو صفة تقديرية واضحة مثل:
- الهدايا الصغيرة التي تظهر الاهتمام مثل فنجان القهوة أو الشوكولاتة.
- إحضار بعض الهدايا بدون سبب ولكن على سبيل المفاجأة وإدخال السرور إلى النفس.
- إختيار الهدايا الفعالة للطرف الآخر مثل منظف البشرة المفضل لدى الزوجة أو كتاب مفضل لقكاتب محبب لدى الزوج.
- يدل فن إختيار الهدايا على مدى فهم الطرفين لبعضهما وإحتياجات كل منهما.
خامسا: العلاقة الرومانسية التلامسية
يتم التعبير عن لغة الحب هذه من خلال الرغبة في العلاقة الحميمة الجسدية وليس بالضرورة ممارسة العلاقة الجنسية حيث يتضح هذا الأمر من خلال ما يلي:
- لغة الجسد في الحب حيث اللمسات الحنونة مثل إمساك اليدين أو الحضن أو لمس الوجه أو الجسم برفق.
- الاتصال الآمن والذي يتيح التقارب الجسدي والشعور بالاتصال الآمن مع الشريك.
- عند إمتداد الأمر لعلاقة حميمية جنسية فيجب أن يتم هذا الأمر برضا الطرفين وبكل حب حتي يكون مصدر سعادة مشترك.
ما هي فوائد الإستعانة بلغات الحب الـ 5 السابق ذكرهم؟
عندما تتعرف على لغة حبك وشريكك وتفهمها ، فإن تطبيق لغات الحب ال 5 المذكورة أعلاه يمكن أن يساعدك كلاكما:
- تطوير الإيثار داخل النفس: بمجرد أن تفهم أن شريكك لديه لغة حب مختلفة، فيجب البدء من هنا على التركيز في احتياجاته بدلا من الإحتياجات الشخصية. فيجب العلم أن الحب يزدهر إذا عبر كلا الشريكين عن حبه بطريقة يشعر بها النصف الآخر بالإيثار والتضحية.
- خلق التعاطف: عندما تتعلم لغة الحب الخاصة بالشريك فسوف ينتج عن هذا الأمر تعلم الود والتعاطف حيث الخروج من النفس والتفكير في ما يجعلهم يشعرون بالأهمية والحب.
- خلق العلاقة الحميمة: يمكن أن يساعد التحدث بانتظام مع بعضكما البعض على فهم بعضكما البعض بشكل أفضل، والتواصل بشكل أعمق وذو نسبة حميمية أعلى.
- المساعدة في تطوير الذات: الوقوع في حب شخص ما هو أيضا طريقة عاكسة للمساعدة على رؤية النفس وتحقيق الذات وبالأخص إذا كان هذا الطرف شريك داعم ومحب ومعطاء.
- بناء علاقات صحية: عندما يبدأ الأزواج في التحدث بلغة الحب فيما بينهم البعض، فسوف تصبح الأفعال التي يقدمونها لبعض ذات مغزى، ومن هنا تظهر العلاقة في صورتها الوطيدة والعميقة والقوية التي لا تستطيع الظروف ترك بصماتها السلبية عليها.