عند حدوث الإصابة بمرض السكري والقيام بالمدوامة على إستخدام الأنسولين طبقا لنصيحة الطبيب المعالج، فمن الوارد أيضا مع هذه الأوضاع أن تحدث حالة من زيادة نسبة السكر في الدم وبالأخص خلال فترات الصباح الباكر أي عند الإستيقاظ من النوم في ظاهرة هي على الأغلب مجهولة لدي الكثير ولكنها في العموم تسمى ظاهرة الفجر. لذا قررنا اليوم أن نتناول الحديث عن ظاهرة الفجر بمزيد من الفهم والتوضيح مع معرفة أهم أعراضها وهذا حتى نتعامل معها بشكل طبي سليم.
ما هي ظاهرة الفجر؟
ظاهرة الفجر أو ما يعرف أيضا بالصباح الغامض، هي عبارة عن ظاهرة تحدث لدى بعض مرضى السكري من النوع الثاني، وتتمثل في ارتفاع مستويات السكر في الدم خلال فترة الصباح الباكر حيث تحدث عادة بين الساعة الـ 3 و8 صباحا.
الجدير بالذكر أن هذه الظاهرة تعتبر مصدر قلق للأشخاص المصابين بالسكري، حيث يمكن أن تعيق إدارة مستويات السكر في الدم بشكل فعال وتزيد من مضاعفات المرض بنسبة كبيرة.
ما هي اعراض الإصابة بظاهرة الفجر؟
تتراوح أعراض الإصابة بظاهرة الفجر بين شخص وآخر، ويمكن أن تكون خفيفة أو شديدة. من أبرز العوارض المرتبطة بظاهرة الفجر:
- الشعور بالجوع الشديد حيث يشعر الشخص المصاب بظاهرة الفجر عند الاستيقاظ بشعور شديد بالجوع، وذلك بسبب انخفاض مستوى السكر في الجسم خلال فترة الليل.
- يشعر المصاب بالسكري بعدم الراحة والقلق خلال الليل أو في الصباح عند الإستيقاظ، وذلك نتيجة لارتفاع نسبة السكر في الدم.
- تظهر على مريض السكري الشعور بالتعب والإرهاق عند الإستيقاظ، وذلك بسبب عدم استقرار مستوى السكر في الدم.
- تعمل ارتفاع نسبة السكر في الدم خلال الليل على زيادة احتباس الماء في الجسم، مما يؤدي إلى ظهور العديد من الأعراض مثل العطش الشديد والرغبة المستمرة في التبول.
- يعاني بعض المصابين بالسكري من صعوبة في التركيز والانتباه صباحا، حيث يؤثر هذا الأمر على ارتفاع نسبة السكر في الدم ومن ثم حدوث الخلل في وظائف الدماغ.
- يشكو المصابون بالسكري دائما من زيادة في عدد مرات التبول الليلي، وذلك بسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم وزيادة احتباس الماء.
إقرأ أيضا: تأثير الحصوات الكلوية كمضاعفات محتملة لمرض السكري
ما هي أسباب حدوث ظاهرة الفجر؟
هناك عدة أسباب تؤدي إلى حدوث ظاهرة الفجر لمرضى السكري ومن بين أهم هذه الأسباب:
أولا: الإفراط في إفراز هرمونات النمو
يعتبر إفراز هرمون النمو من الأمور الضرورية جدا لنمو الأنسجة وإصلاحها، ولكنه يؤثر أيضا على مستوى السكر في الدم. فعندما يكون لدى المريض سكري من النوع الأول ويعاني من عدم وجود إنسولين في الجسم، فقد تحدث حالة من الارتفاع في مستوى السكر في الدم بسبب تفريغ كبير للتخزينات الكبدية للجلوكوز، مما يزيد هذا من إفراز الهرمونات النموية وبالتالي يرفع مستوى السكر في الدم.
ثانيا: تحرر الكورتيزول
يعمل هرمون الكورتيزول على زيادة إفراز الجلوكوز من الكبد، ويزيد أيضا من مقاومة الأنسولين في الجسم. ولذلك، في حالات الإصابة بظاهرة الفجر، يتم إفراز مزيد من الكورتيزول مما يؤدي هذا إلى زيادة في نسبة السكر بالدم.
ثالثا: الأحماض الدهنية
يحدث خلال أوقات الصيام زيادة في إنتاج الأحماض الدهنية، وهي مركبات يتم تحويلها إلى جلوكوز في الكبد بواسطة عملية تسمى النؤثرة. فيجب العلم أن هذه الأحماض الدهنية تكون مرتبطة بزيادة مستوى السكر في الدم في فترة ما بعد منتصف الليل وصباح اليوم التالي.
رابعا: نقص الأنسولين
قد يكون السبب الرئيسي لظاهرة الفجر هو إنخفاض إنتاج الأنسولين في الجسم أو وظائفه غير العادية، وهذا يحدث عند الأشخاص الذين يعانون من السكري النوع الأول. فعندما يكون الأنسولين غير كافي، فسوف يجعل هذا الأمر الجسم غير قادر على استخدام السكر في الدم بشكل فعال، مما يؤدي هذا إلى زيادة مستويات السكر بنسبة كبيرة.
ما هي أهم طرق التغلب على ظاهرة الفجر؟
إليكم بعض الطرق التي يمكن استخدامها للتغلب على ظاهرة الفجر لمرضى السكري:
– قياس مستوى السكر في الدم
يجب علينا أن نعمل بإستمرار على قياس مستوى السكر في الدم عند الإستيقاظ وخلال فترات الصباح حيث يعد هذا الأمر أول خطوة نحو التحكم في ظاهرة الفجر. فمن الهام أن تكون النتائج في النطاق المستهدف المحدد من قبل الطبيب المعالج أما إذا كانت النتائج عالية، فيجب استشارة الطبيب على الفور وهذا لكي يعمل على ضبط العلاج المناسب.
– ضبط جرعة الانسولين
ينبغي أن يتم ضبط جرعات الانسولين بشكل صحيح للتعامل مع ظاهرة الفجر حيث أنه من الممكن أن يوصي الطبيب بزيادة جرعات الانسولين قبل النوم للتعامل مع الزيادة المتوقعة في مستوى السكر في الصباح. لذا فيجب دائما العمل على مراقبة النتائج والتواصل مع الطبيب بشكل دائم وهذا للعمل على ضبط الجرعات.
– تناول وجبة خفيفة ليلا
يمكن أن يقوم مريض السكر بالعمل على تناول وجبة خفيفة ليلا تحتوي على كمية صحية من الكربوهيدرات وهذا للعمل على زيادة مستوى السكر بالدم في الصباح. لذا فيجب على الأفراد المصابين بالسكري القيام نحو استشارة خبير للتغذية وهذا للحصول على توصيات حول الكمية التي ينصح بتناولها ونوع الوجبة المثالية.
– النشاط البدني المنتظم
ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة مساءا من الأمور التي يمكن أن تساعد على تحسين حساسية الأنسولين، وتنظيم مستوى السكر في الدم صباحاً لدي مريض السكري، وحيال هذا الأمر يمكن العمل على استشارة المختصين للعمل على توجيهنا نحو التمارين المناسبة والتي تعمل على تلبية الإحتياجات.