يعد الزبادي من الأغذية المحببة والمفضلة لدى الصغار قبل الكبار، وهذا بسبب سهولة تناولة ومذاقه الحلو سواء يتم تناوله بدون إضافات أو بإضافات صحية تتمثل في الفواكه أو العسل النحل أوالشوفان أو بذور الشيا. ولكن حديثنا اليوم يتطرق لدور الزبادي في التعامل مع آلام المعدة، هل يعد هذا الأمر صحي ومفيد أم ذو عدم منفعة؟ بوجه عام سنقوم اليوم بالحديث عن الزبادي ودوره في التعامل مع آلام المعدة ولكن علينا أن نكون على دراية بكيفية اختياره وكذلك كيفية تناوله ليحقق أقصى إستفادة صحية للجسم.
ما هو الزبادي؟
الزبادي هو عبارة عن منتج مخمر من الحليب حيث يحتوي على العديد من البكتيريا المفيدة. فعلى وجه الخصوص تتضمن مكوناته الرئيسية من البروبيوتيك، والبروتين، والسكر، والدهون، والفيتامينات، والكالسيوم، والبوتاسيوم.
يجب العلم أن أمر تناول الزبادي يعد من الأمور الهامة جدا مع الأشخاص الذين يعانون من آلام في المعدة، ولكن من الضروري معرفة كيفية تناوله بشكل صحيح حتى لا يسبب مشاعر عدم الراحة ويصبح أكثر أمانا لصحة الجهاز الهضمي.
هل نستطيع أن نقوم بتناول الزبادي مع آلام المعدة؟
من الهام جدا معرفة أن هناك العديد من سلالات البروبيوتيك المختلفة التي يقدم كل منها العديد من الفوائد الفريدة للصحة. فعلى وجه التحديد، سوف نقوم بالحديث عن الزبادي الذي يعتبر من أهم المنتجات التي تحتوي على الكثير من البكتيريا المفيدة للجسم المسماه بـالـ Lactobacillus أو Enterococcus.
عل نطاق أوسع يمكننا القول بأن البروبيوتيك الموجود في الزبادي سيجلب العديد من التأثيرات الكبيرة على صحة الجهاز الهضمي والتي تظهر من خلال ما يلي:
- موازنة البكتيريا المعوية وزيادة المقاومة.
- يمكن أن تقلل مادة البروبيوتيك الموجودة في الزبادي من خطر الإصابة بعدوى الخميرة، مما يمنع هذا الأمر نمو بكتيريا الملوية البوابية التي تسبب قرحة المعدة.
- مضاد للالتهابات، ويساعد في شفاء الآفات المتواجدة في المعدة.
- يحسن من أعراض الإسهال أو الإمساك.
يمكن ملاحظة أن البروبيوتيك الذي يتواجد في الزبادي يمكن أن يمنع نمو بكتيريا H. pylori، ويحارب الالتهابات، ويساعد على التئام الآفات وحماية بطانة المعدة حيث يعد هذا الأمر مفيد جدا للأشخاص الذين يعانون من قرحة المعدة.
إقرأ أيضا: جرثومة المعدة.. الأعراض والأسباب وطرق العلاج
إلى جانب ما قمنا بذكره فتشمل التأثيرات الرائعة الأخرى للزبادي بعض الفوائد التي تتمثل فيما يلي:
- يمكن استخدام الزبادي كبديل للحليب وبالأخص مع الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز.
- يعمل على خفض مستويات الكوليسترول في الدم، ويحسن من صحة القلب، ويقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
- يدعم الكالسيوم الموجود في الزبادي من قوة العظام والأسنان، مما يساعد هذا الأمر العضلات والأعصاب على العمل بكل كفاءة.
- زيادة مستويات الحديد في الدم.
- قد يقوم البروبيوتيك الموجود في الزبادي بالتقليل من الآثار الجانبية للمضادات الحيوية، وبالأخص عند الخضوع لأي دورةعلاجية بسبب التعرض للإصابات المرضية.
كيف نعمل على اختيار الزبادي الصحي المناسب؟
يجب على الأشخاص الذين يعانون من آلام في المعدة تناول الزبادي ولكن يفضل أن يحدث هذا الأمر بعد التعرف على المكونات حيث أنه من الممكن أن يصبح الزبادي وجبة خفيفة غير صحية بسبب أحد المكونات الغير صحية. لذلك، عند القيام بشراء الزبادي، علينا أن نضع في الإعتبار عدة معايير تتمثل في الآتي:
1) القيام بشراء الزبادي من المتاجر ومحلات السوبر ماركت ذات السمعة الطيبة، ويفضل أن يكون ذو علامة تجارية معلومة وأصل واضح لضمان السلامة للصحة.
2) في حالة المعاناه من آلام المعدة أو أي أمراض في الجهاز الهضمي ، فيجب علينا اختيار الزبادي منخفض الألوان الصناعية والسكريات والمنكهات والمواد الحافظة. فالجدير بالذكر أنها قد تكون أكثر جاذبية واستساغة ولكنها تسبب العديد من الأضرار الصحية مثل حدوث زيادة في الوزن وإرتفاع نسبة السكر في الدم إلى جانب التأثيرات السلبية على القلب والأوعية الدموية.
3) بخصوص المرضى الذين يعانون من إرتفاع نسب الكوليسترول في الدم والدهون الثلاثية، فيجب عليهم عدم استخدام الزبادي الكامل بسبب محتواه العالي من الدهون، وهو أمر غير جيد إطلاقا للصحة.
4) يجب الإستعانة بتناول الزبادي الذي يشتمل على البروبيوتيك الحي. فالجدير بالذكر أنه عادة ما يحتوي الزبادي المبستر على القليل من البكتيريا المفيدة أو لا يحتوي على أي منها. لذلك، فيمكننا القول بأن الزبادي الذي يحتوي على العديد من بكتيريا البروبيوتيك الحية هو يعد خيار جيد للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي.
هل يجب على الأشخاص الذين يعانون من آلام المعدة تناول الزبادي كالمعتاد؟
يجب علينا معرفة أن أمر استخدام الزبادي بطريقة خاطئة سوف يؤدي إلى الشعور بأحاسيس عدم الراحة، خاصة مع الأشخاص الذين يعانون من آلام في المعدة. لذلك عند المعاناة من هذه الحالة المرضية، فيجب علينا أن نقوم بضبط طريقة تناول الزبادي والتي تكون على النحو التالي:
- لا ينصح بتناول الزبادي خلال فترات الجوع، فمن الأفضل استخدام الزبادي بعد حوالي ساعة من تناول الطعام.
- يجب عدم تناول الكثير من الزبادي في يوم واحد حيث يفضل أن يقتصر الأمر على كوب أو كوبين.
- يفضل عدم وضع الزبادي في درجات الحرارة المرتفعة التي تعمل على قتل البكتيريا المفيدة.
- يمكننا أن نقوم بالجمع بين الزبادي والحبوب والفواكه والخبز ولكن ينصح بتجنبها مع الأطعمة والأغذية المصنعة لتجنب تهيج المعدة أو التسبب في اضطرابات الجهاز الهضمي.
- يجب الحرص عند تناول الزبادي وبالأخص في حالة المعاناة من مرض السكري أو التهاب الكبد أو التهاب البنكرياس أو تصلب الشرايين.
- في حالة القيام بتناول بعض أنواع المضادات الحيوية، فيجب الحرص على أن يتم ذلك على الأقل بعد مرور ساعتين على وقت تناول الدواء. لأنه في بعض الأحيان يمكن للمضادات الحيوية أن تقتل البكتيريا المفيدة داخل الزبادي وتقلل من القيمة الغذائية لهذا العنصر.
بشكل عام، يعد الزبادي من الأغذية النافعة لمن هم يعانون من آلام ومشكلات المعدة، ولكن يجب أن يتم هذا الأمر تحت معايير وضوابط محددة حيث يمكننا أن نقوم بضبط طريقة تناول الزبادي تماما لتناسب احتياجاتنا وظروفنا المرضية.