تعتبر حالة التهاب المرارة أحد الحالات المرضية الشائعة التي يحدث فيها معاناة المرارة من الالتهابات الحادة وبشكل مفاجيء. فالجدير بالذكر أنه إذا استمرت هذه الحالة لعدة أشهر وتكررت الأعراض، فسوف يؤدي ذلك إلى حدوث الإصابة بالتهاب المرارة المزمن. لذلك سنتعرف اليوم تفصيليا على ما هو مرض التهاب المرارة المزمن؟ وما هي مسببات حدوثه وأهم المضاعفات الخطيرة التي وارد التعرض لها في أوقات الإصابة؟ وكيف يتم التعامل مع هذا الأمر؟
التهاب المرارة المزمن
مع كثير من الحالات، يحدث التهاب المرارة غالبا بسبب حدوث تكوين للحصوات بداخلها. ومع ذلك، يصعب علينا اكتشاف حصوات المرارة مبكرا وهذا لأنها لا تسبب الألم. ولكن مع مرور الوقت، سوف تنمو هذه الحصوات بشكل أكبر وتؤثر على عمل المرارة وقد يحدث الإنسداد ومن ثم تظهر حالة من الالتهابات المزمنة في هذه المنطقة.
أسباب الأصابة بالتهاب المرارة المزمن
المرارة هي عضو صغير يقع تحت الكبد حيث يعد هذا هو الكيس الذي يخزن الصفراء التي ينتجها الكبد، والتي تنتقل بعد ذلك إلى الأمعاء الدقيقة للمساعدة في هضم الدهون.
يجب العلم أن معظم حالات التهاب المرارة تحدث بسبب تكوين وتطور الحصوات التي تتواجد داخل المرارة. فمع نمو حجم الحصوات، فإنها تسبب الضغط والتهيج وتؤدي إلى حدوث العدوى. في الوقت نفسه، يتم أيضا حدوث حظر في القنوات المتصلة بالمرارة. وفي هذا الوقت، سوف تتكاثف جدران المرارة وتبدأ في الانكماش حيث يمكن أن يؤدي هذا إلى ضعف القدرة على تركيز وتخزين وإطلاق السائل الصفراوي.
بالإضافة إلى حصوات المرارة، فتوجد عدد من الأسباب الأخرى لحدوث التهاب المرارة المزمن والتي قد تتمثل في الآتي:
- التهابات القناة الصفراوية (CBD).
- انسداد القناة الصفراوية.
- الكوليسترول الزائد في المرارة.
- المشاكل المتعلقة بالأوعية الدموية.
- بعض الأمراض الخطيرة التي يمكن أن تلحق الضرر بالأوعية الدموية وتقلل من تدفق الدم إلى المرارة، ومن ثم يتسبب هذا الأمر في حدوث التهاب المرارة.
- ظهور أورام في الكبد أو البنكرياس.
- ظهور بعض الأورام في المرارة حيث تعد هذه الحالة من الحالات النادرة.
من الهام معرفة أن حالة الإصابة بالتهاب المرارة الحاد مع ظهور أعراض متكررة على مدى فترة زمنية طويلة سوف تؤدي إلى حدوث الإصابة بالتهاب المرارة المزمن.
الفئات المعرضة لخطر الإصابة بالتهاب المرارة المزمن
هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالتهاب المرارة المزمن. وعلى وجه الخصوص، يوجد عدد من الفئات التي تعد عرضة للإصابة بخطر المشاكل المتعلقة بالمرارة. فالجدير بالذكر أنها تشمل الآتي:
- عادة ما تكون النساء أكثر عرضة للإصابة بحصوات المرارة من الرجال حيث يزيد هذا الأمر من خطر الإصابة بإلتهاب المرارة المزمن.
- الأشخاص الذين يعانون من مشاكل متعلقة بالهرمونات ، مثل النساء الحوامل أو مرضى السكري أو أولئك الذين يعالجون بالعلاج الهرموني.
- الأشخاص أصحاب الفئة العمرية فوق سن الـ 40 عاما.
- الأشخاص الذين يعانون من السمنة.
- فقدان الوزن السريع أو زيادته وما ينتج عنه من إضطرابات تقوم بالتأثير على المرارة.
أعراض الإصابة بالتهاب المرارة المزمن
يجب العلم أن أعراض التهاب المرارة المزمن هي عبارة عن أعراض حادة ولكنها تستمر لفترة زمنية طويلة حيث تظهر معظم علامات التهاب المرارة عادة بعد تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون، بما في ذلك:
- الآلام الحادة والخفيفة في منطقة المرارة أو في منتصف البطن، والذي قد يكون مصحوبا بالتشنجات.
- إستمرار الألم بشكل متواصل لمدة 30 دقيقة.
- ألم قوي في الظهر أو تحت الكتف الأيمن.
- المعاناة من الحمى.
- الغثيان والقيء.
- البراز الداكن.
- اليرقان في الجلد وبياض العينين.
المضاعفات التي يمكن أن يعاني منها الشخص المصاب بالتهاب المرارة المزمن
إذا كان الأشخاص المصابون بالتهاب المرارة المزمنة يعانون من أعراض حادة بشكل متزايد، فيجب التأكد من أن هذا الأمر قد يؤدي إلى حدوث عدد من المضاعفات الخطيرة مثل:
- التهاب البنكرياس.
- ثقب المرارة بسبب التعرض للعدوى.
- تضخم المرارة بسبب الالتهاب.
- سرطان المرارة.
- نخر أنسجة المرارة وبالأخص عند أهمال علاج هذا المرض.
- تمزق أنسجة المرارة حيث يعد هذا أمر خطير للغاية.
طرق تشخيص التهاب المرارة المزمن
في حالة المعاناة من بعض الآلام الحادة والقيام بالذهاب إلى الطبيب، فسوف يتم توقيع الفحص الطبي بشكل دقيق ومن ثم سيوصي المعالج بضرورة إجراء بعض اختبارات الدم، بما في ذلك:
- اختبارات الأميليز والليباز لتشخيص الأمراض المرتبطة بالبنكرياس.
- تعداد الدم الكامل (CBC).
- اختبار وظائف الكبد لتقييم مدى كفاءة عمل الكبد.
وفي الوقت نفسه، يتم القيام أيضا بتوجيهنا نحو ضرورة إجراء بعض الاختبارات الأخرى للمساعدة في اكتشاف حصوات المرارة أو التهاب المرارة المزمن والتي قد تتمثل في الآتي:
- الموجات فوق الصوتية على البطن.
- الأشعة المقطعية عالبطن.
- فحص الكبد والقنوات الصفراوية (مسح HIDA)
- استخدام التباين الفموي أي القيام بتصوير المرارة عن طريق الفم.
طرق علاج التهاب المرارة المزمن
بعد تحديد أسباب حدوث التهاب المرارة وتقييم الصحة العامة للمريض، فسوف يقوم الطبيب بالعمل على وصف العلاج المناسب الذي يشمل مايلي:
- تناول المضادات الحيوية المعنية بالقضاء على العدوى.
- تناول الأدوية التي تعمل على إذابة حصوات المرارة، ولكن يجب العلم أنها لا تصلح مع جميع أنواع المرضى.
- الحصول على المسكنات للسيطرة على الألم خلال فترة تناول العلاج.
يجب معرفة أنه غالبا ما يتم تطبيق الطرق المذكورة أعلاه على المرضى الذين يعانون من التهاب المرارة الحاد. أما بالنسبة لحالات التهاب المرارة المزمنة، فغالبا ما يختار الأطباء إجراء الاستئصال الجراحي للمرارة. حيث يتضمن هذا الأمر 2 طريقتان رئيسيتان:
* الجراحة بالطريقة التقليدية: حيث يقوم الطبيب بعمل شق في موقع الجزء العلوي الأيمن من البطن وهذا للعمل على إزالة المرارة.
* استئصال المرارة بالمنظار: تعد هذه الطريقة شائعة اليوم مع ميزة مساعدة المرضى على التعافي بشكل أسرع حيث يمكن للمريض العودة إلى المنزل حتى في يوم إجراء الجراحة.
في النهاية يجب علينا معرفة أن التهاب المرارة المزمن هو حالة يصعب الوقاية منها نسبيا حيث يمكننا القيام باختيار نظام غذائي قليل الدسم للحد من خطر الإصابة بالأمراض. ومع ذلك ، قد لا يكون هذا الحل فعالا بنسبة 100٪ ولا يزال من الممكن أن يحدث التهاب المرارة بشكل غير متوقع. لذلك ، من الأفضل التعرف على الأعراض مبكرا حتى يمكن علاج المرض بشكل فوري.